خبر عاجل
“ريد كاربت” يعيد الكاتب مازن طه إلى الكوميديا درع الاتحاد.. حطين يفوز على الجيش والشعلة يتفوق على الطليعة انفراج في أزمة المحروقات… عضو المكتب التنفيذي لقطاع المحروقات بدمشق لـ«غلوبال»:أزمة الموصلات في طريقها للحل الدكتور فيصل المقداد نائباً لرئيس الجمهورية المكتب التنفيذي برئاسة فراس معلا يتخذ هذه القرارات بعد أحداث الشغب في كأس السوبر لكرة السلة الرئيس الأسد يصدر مرسوماً يقضي بتشكيل الوزارة الجديدة برئاسة الدكتور محمد غازي الجلالي الحالة الجوية المتوقعة في الأيام المقبلة نادي الاتحاد أهلي حلب ينسحب من كأس السوبر لكرة السلة.. ويوضّح السبب تكثيف المنتجات التأمينية وتبسيط الإجراءات… مصدر في هيئة الإشراف على التأمين لـ«غلوبال»: تأمين أجهزة البصمة للأطباء المتعاقدين معنا بوتيرة متسارعة إنجاز أتمتة الإجراءات ضمن المرسوم 66… مصدر بمحافظة دمشق لـ«غلوبال»: نعمل على إطلاق الدفع الإلكتروني لجميع الرسوم ضمن معاملاته
تاريخ اليوم
خبر عاجل | رأي و تحليل | نيوز

مواطنون يشكون: مقبلون على الجوع… ماذا بقي لكي نأكله ؟!

خاص غلوبال- هني الحمدان

كثيرة هي التأكيدات والوعود الحكومية والأحاديث الإعلامية عن انفراجات بالأسواق وانخفاضات ستطرأ على أسعار مبيع التجار،ولكن على الرغم من حصول  تغيرات لمصلحة الليرة السورية خلال الأيام الأخيرة،إلا أن ذلك لم ينعكس على أسعار الأسواق، وبقيت محلّقة عالياً، هذا  الغلاء الفاحش بات يهدد السوريين بالجوع. 

 تدخّلات كانت إيجابية من جانب المركزي لدعم وضع الليرة وتسهيلات أخرى لصالح المستوردين ومرونة تجاه إنسيابية دخول البضائع،لكن أي فاجعة تحصل بسبب هذا الدولار اللعين من استغلال حيتان الأسواق للظروف أبشع استغلال. 

الليرة حققت مكاسب بعد التدخلات الرسمية،لكن شيئاً لم يتغير،فحسب الوقائع ومناشدات مرتادي الأسواق إن كل السلع والمواد قد شهدت ارتفاعاً جديداً،  الأمر الذي زاد من عجز السوريين في الحصول على الأساسيات وتحديداً في الحصول على البروتين،أي عجز تام عن شراء اللحوم والبيض والأجبان،فسؤال واحد وزيارة يكشفان أن كيلو لحم الخروف على أعتاب الخمسين ألف ليرة، وكيلو الجبنة يزيد على الـ ٣٣ ألفاً،وصحن البيض بـ 23 ألفاًوالقائمة تطول،ليأتي  سعر الدواء ويزيد بالطنبور نغماً.

شهادات صادمة

بشكل يومي تزداد كل الأسعار بمعدلات دفعت بعض المواطنين للشكوى والمناشدة،إذ يقولون في حديثهم لـ “غلوبال “: لا لحوم ولا أجبان ولا فول وحمص وفلافل حتى،فماذا تبقّى لكي نأكله؟ارتفاع الأسعار طال كافة السلع بلا استثناء واتهامات للتجار بالجشع في البيع، وحتى الغشّ. 

المواطن أبو عرفان قال وبحرقة: هناك إهمال من جانب وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك، فالرقابة على المحال والأسعار تكاد تكون معدومة،وإن حضرت فحضورها خجول.

وتقول المواطنة ليلى: تركونا لتجار وباعة ليس لديهم ضمير،فمع مطلع كل نهار هناك سعر، ومنذ أشهر لم أشترِ اللحوم ولا حتى مسحوق الغسيل،أصبحت أفتّش عن السلعة الرخيصة جداً من دون الانتباه  لجودتها ونوعيتها.   

مواطنة ميسورة الحال نوعاً ما أكدت : لم أعد أشتري من “السوبر ماركات” والمحال إلا مرة واحدة كل أسبوعين على عكس ما كان متبعاً سابقاً،فالتسوّق اليوم حتى ولو بحوزتك الأموال بات مكلفاً ومتعباً جداً نظراً لارتفاع أسعار السلع وبنسب مضاعفة جداً،فقد بتنا اليوم ننظر إلى السعر  المكتوب على كل سلعة وكيس،لاتهمنا الجودة وأصبحنا نسأل فقط عن الأرخص، كنت أحرص على اصطحاب أولادي للتبضّع،واليوم “أسرق”نفسي سرقة،بعيداً عن أعينهم حتى لاأتورط  في دفع  تكاليف أخرى. 

  تغيير نمطية العادات  

أسر كثيرة غيّرت من عاداتها وهذا ليس باستكشاف خطير، من كان يطبخ طبخته بالسمنة واللحم فهذا صار من الماضي، واليوم لا لحم ولا سمنة، بل بالماء فقط، ومن كان يطبخ كل يومين طبخة أصبح يطبخ كل أسبوع طبخة خضر فقط خالية الدسم، ومن كان يأكل ثلاث وجبات أصبح يكتفي مرغماً بوجبة واحدة.

تقول أم أحمد بخجل: أطبخ بدلاً عن الزيت بالماء وأضع ملعقة واحدة فقط، هذه هي  الحال،فسعر ليتر الزيت 22 ألف ليرة وعلبة السمن بـ75 ألف ليرة،وحتى المعكرونة تضاعف سعر مبيعها، فاشتريت رقاب دجاج فقط لسلقها والاستفادة من “زفرتها” لأضيفها إلى الرز من أجل تأمين غذاء لأطفالي، منذ متى نحن نعيش وضعاً كهذا، كانت أمورنا ممتازة لكن وصلنا  لواقع صعب فهل سننتظر طويلاً؟،ولولا معونات بعض الجمعيات لكادت البشر  “تأكل بعضها”،وتسأل: هل من المعقول أن نشهد طابوراً من أجل شراء جناحين من الفروج؟ فالفقر طال الجميع والغلاء لا يتحمّله أحد.

بكرا”  أصعب

لسان حال المواطن اليوم يقول : ماذا سيحصل لنا غداً؟هل ستبقى معيشتنا قاتمة هكذا بعد أن  فقرت وفرغت جيوبنا،أطفالنا حلّ بهم العوز الغذائي وصيحات الطب توضح أن هناك مؤشرات صحية تشير إلى حصول حالات عوز غذائي عند بعض الناس لفقر غذائهم اليومي.

باعة اللحوم يقولون: إن الأسعار مرتفعة من البائع الأصل، فسعر الخروف الحي “واقف” اليوم بـ 20 ألفاً،والمربي يقول : التربيةصارت مخسرة بسبب أعباء التربية ومستلزمات الإنتاج كالعلف والمازوت وغيرها،ويخشى أنه بعد فترةلن يجد الناس أي أثر للفروج في السوق، وعندها ستكون الكارثة أكبر.

على الجانب الآخر يقول بائع مفرق : نعاني اليوم، ليس فقط من ارتفاع الأسعار،بل من فرض الأتاوات علينا من بعض عناصر  الرقابة التموينية ومن خداع بعض الشركات والموزّعين، وكل ذلك يتم تحميله على المستهلك البائس والسعر يتغير لأي مادة ساعة بساعة.

السيد عبد الرزاق حبزة أمين سر جمعية حماية المستهلك بدمشق قال وبصراحة : ما يحصل اليوم ينبىء  بكارثة حقيقية،  أسعار ترتفع كل يوم وبتضاعف عشرات المرات عن طاقة الشراء،الخوف مما سيأتي وماسيصيب بعض الناس بصحتهم، إذ وصلنا إلى مرحلة العوز الغذائي والفقر، أسعار اليوم للسلع والمنتجات تتطلب أن يكون الدخل الموازي لتأمينها قرابة مليون ونصف المليون ليرة سورية،أقولها : بصراحة لم أعد أقدر على شراء صحن بيض لبيتي بعد أن تجاوز سعره الـ 22 ألفاً،ما نلاحظه جراء جولاتنا على الأسواق ارتفاع خطير وغير مسبوق، وكل حديث عن أي انخفاض هو مجرد كذب وضحك على “الذقون”،السكر اليوم يباع بـ 7 آلاف ليرة والرز مرتفع السعر لدرجة كبيرة والزيت أيضاً والبن، ويباع الكعك بـ 13 ألفاً،أما اللحوم فتشهد تراجعاً في حركة مبيعاتها لارتفاع أسعارها بما يفوق أي طاقة، وكذلك الفروج يرتفع يوماً بعد يوم ويخشى أن يصل لمستويات اللحوم الحمراء وهنا الكارثة، وماذا نقول عن أسعار حليب الأطفال وتسعيرة الدواء المكلفة جداً على حساب المرضى،ولا حول ولا قوة إلا بالله.
  
وحول الحديث عن دور الرقابة التموينية القاصر ردّ ذلك إلى أن السوق بات يعرف كل عناصر الرقابة ومتى يأتون ويذهبون، يتم تبليغ أصحاب المحال بأنهم قادمون، والنتيجة الحذر والتستّر وأمور أخرى،نناشد ونلتقي التجار لإرشادهم  بالرحمة عبر تسعير أسعار تكون منطقية لكن .

طريقك الصحيح نحو الحقيقة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *