ضعف الأجور يجبر الممرضين على الاستقالة والهجرة… عضو مجلس الشعب هادي مشهدية لـ«غلوبال»: مقترح زيادة التعويضات رفع إلى الجهات المعنية

خاص حلب – رحاب الإبراهيم

لم يعد خيار الاستقالة من الوظيفة الحكومية بسبب ضعف الراتب، مقتصراً على مهن محددة، وإن كان العاملون في بعض المهن ذات الدوام الطويل وطبيعة العمل المجهدة كالتمريض، أكثر ميلاً لاتخاذ هذه الخطوة، التي قد تفرغ المؤسسات الصحية من كوادرها الخبيرة، ما يستلزم اتخاذ إجراءات تنصف العاملين في القطاع الصحي وتمنع هجرتها.

عدد من الممرضين في مدينة حلب ممن فضلوا عدم ذكر أسمائهم اشتكوا لـ«غلوبال» واقع عملهم الصعب وضعف رواتبهم، التي لم تكف أجوراً للمواصلات ولا تتلاءم مع طبيعة عملهم المجهد، ما اضطر كثيرون للتفكير بالاستقالة والهجرة بحثاً عن أجور أفضل تتناسب مع خبراتهم وتؤمن مستوى معيشياً أفضل.

مطالب عديدة 

وطالب الممرضون بضم مهنتهم إلى المهن الشاقة والخطرة، ولاسيما في فترة انتشار وبائي كورونا وكوليرا،بالتالي من حقهم زيادة رواتبهم والحصول على طبيعة عمل جيدة أسوة بباقي العاملين في القطاع الصحي، مع تفعيل نقابة التمريض الصادرة بموجب المرسوم رقم 38 لعام 2012 وإقرار النظام الداخلي والمالي، إضافة إلى تشميلهم بالوجبة الغذائية.

وأكد الممرضون أنهم استبشروا خيراً بعد تشكيل لجنة من قبل وزارة الصحة برئاسة أحمد ضميرية منذ نيسان الماضي، مطالبين بإقالة المجلس المؤقت لنقابة المرضيين الذي أنشئ منذ عام 2016، كونه لم يقدم أي عمل يخدم الممرضين.

رؤية للتعويضات
 
«غلوبال» علم أنه فعلاً بعد مطالبات العاملين في مهنة التمريض على مدار سنوات شكلت وزارة الصحة لجنة العام الفائت هدفها وضع رؤية للتعويضات، التي يمكن منحها لشريحة الممرضين في المشافي والهيئات والمراكز الصحية، لتحسين واقع هذه الشريحة لكن هذه اللجنة لم تقر أي شيء ينهي معاناتهم لحد الآن حسب أقوال عدد من الممرضين، الذين ينتظرون اتخاذ خطوات تحسن واقعهم المعيشي والمهني. 

تحسين واقع المهنة  

عدد من أعضاء مجلس الشعب طالبوا في مداخلات عديدة بتحسين واقع العاملين في القطاع الصحي وأعدوا كتباً بهذا الخصوص إلى رئاسة مجلس الوزراء، التي بدورها أرسلت كتاباً إلى وزارة الصحة لبيان الرأي بهذه المطالب الآنفة الذكر، لتقوم الأخيرة بالرد على مجمل القضايا التي تضمنها كتاب رئاسة الحكومة من دون اتخاذ أي إجراء لحد الآن ينصف كوادر التمريض.

إعادة نظر 

عضو مجلس الشعب محمد هادي مشهدية، الذي يعد من أكثر أعضاء مجلس الشعب مطالبة بإنصاف العاملين في القطاع الصحي ومن ضمنهم الممرضين، أكد لـ«غلوبال»أن مطالب كوادر التمريض رفعت إلى الجهات المعنية، حيث رفع مجلس الشعب بناء على مداخلته كتاباً إلى وزير الصحة لإعادة النظر بتعويضات العاملين في مهنة التمريض، وقد أرسلت وزارة الصحة بدورها كتابها إلى المجلس بتأكيدها على تشكيل لجنة مهمتها وضع الرؤية والمقترحات للتعويضات التي يمكن منحها لشريحة الممرضين في المشافي والهيئات والمراكز الصحية بما يسهم في تحسين واقعها المعيشي، ليصار لاحقاً إلى رفعها إلى رئاسة مجلس الوزراء.

غير واقعي

وشدد مشهدية بذل كل الجهود من أجل إنصاف كوادر التمريض وتلبية مطالبهم، التي يعد بعضها محقاً بالمطلق، ولكن بعضها الآخر غير واقعي ولاسيما أن عدداً منها قد تحقق فعلاً وتحديداً فيما يتعلق بنقابة التمريض، الموجودة فعلياً، حيث أنشئت بناء على المرسوم 38 وأصبح لديها فروع في أغلب المحافظات، مشيراً إلى ضرورة إجراء انتخابات بأقرب وقت من أجل تفعيل عمل النقابة وتحصيل الممرضين حقوقهم، بالمقابل دعا المشتكون إلى الانتساب للنقابة، ودفع المنتسبين إليها الرسوم المستحقة عليهم، ولاسيما عند العلم أن أغلبهم لا يسددونها.

وفيما يخص إقرار النظام الداخلي لمهنة التمريض، أكد عضو مجلس الشعب أن النظام الداخلي لمهنة التمريض أعد بشكل نهائي، حيث تضمن كل التفاصيل والقضايا التي تهم العاملين في هذه المهنة، مشيراً إلى أنه أصبح حالياً عند وزارة الصحة، التي أكدت عند السؤال عنه أنه أصبح عند الجهات المعنية تمهيداً لإقراره.

زيادة التعويضات
 
وحول زيادة التعويضات للممرضين، أكد مشهدية بأن عدداً من المهن والاختصاصات الطبية خلال الفترة الماضية حصلوا على مكرمة من السيد الرئيس بشار الأسد بزيادة التعويضات إلى 75%، وبالتالي حتماً سيحصل الممرضون على زيادة تعويضاتهم، لكن القصة بحاجة إلى ”طولة بال“ ولاسيما في ظل هذه الظروف الصعبة حسب مشهدية، الذي أكد رفع مقترح إلى الجهات المعنية لزيادة طبيعة العمل للممرضين بنسبة 50% لمن هم على رأس عمله، و30% للإداريين، إذ لا يعقل المساواة بين من يعمل لفترات طويلة وبين الإداريين، حيث يدرس هذا المقترح ليصار إلى إقراره لاحقاً حينما تصبح الظروف مؤاتية.

طريقك الصحيح نحو الحقيقة