خبر عاجل
الحالة الجوية المتوقعة في الأيام المقبلة نادي الاتحاد أهلي حلب ينسحب من كأس السوبر لكرة السلة.. ويوضّح السبب تكثيف المنتجات التأمينية وتبسيط الإجراءات… مصدر في هيئة الإشراف على التأمين لـ«غلوبال»: تأمين أجهزة البصمة للأطباء المتعاقدين معنا بوتيرة متسارعة إنجاز أتمتة الإجراءات ضمن المرسوم 66… مصدر بمحافظة دمشق لـ«غلوبال»: نعمل على إطلاق الدفع الإلكتروني لجميع الرسوم ضمن معاملاته أزمة مواصلات خانقة… مصدر بمحافظة القنيطرة لـ«غلوبال»: مشكلة فنية بجهاز التتبع وتمت مراسلة وزارة النقل لمعالجة الخلل طوابير من عشاق الوسوف بانتظار هذه اللحظة.. المايسترو ايلي العليا يبرر تصرف سلطان الطرب جورج وسوف أردوغان… عودة للغزل والأفعال غائبة سيناريو تسعير العنب يتكرر بلا حلول… فلاحو حمص لـ«غلوبال»: التأخر في التسعيرة وعدم إنصافها سينهي زراعة الكرمة انطلاق تصوير مسلسل “حبق” في مدينة الياسمين
تاريخ اليوم
خبر عاجل | رأي و تحليل | نيوز

الأطفال المتروكون…ضحايا من؟

خاص غلوبال– شادية اسبر

متروكين أمام باب دار للعبادة (جامع أو كنيسة)، على جانب طريق، أمام باب منزل، في مستشفى أو حديقة، لا فرق في المكان هنا، الفرق في الواقع ”المجهول“ الذي أجبر أمّاً على رمي طفلها الرضيع إلى القادم ”المجهول“.

أخبار لافتة تكررت خلال الفترة الماضية عن العثور على طفل رضيع مرمي هنا وآخر هناك، تجاوزت أعمار هؤلاء الأطفال بين الساعات، إلى الأشهر، فالسنوات التي لم تتجاوز في إحداها العامين، كالخبر الذي تناقلته وسائل التواصل الاجتماعي في التاسع من الشهر الماضي عن ”إقدام مجهولين يستقلون سيارة بإنزال طفل يبلغ من العمر عامين قرب كازية خشو بمدينة منبج شرق حلب“.

الأكثر غرابة عند البحث في هذا المجال، كيف تنوعت مصائر هؤلاء الأطفال وإلى أين تقاذفتهم الأيادي؟.

بالأمس تم العثور على طفل عمره ساعات قرب أحد المساجد في حي النشوة، ونُقل إلى مركز اللؤلؤة الطبي في المدينة لوضعه في الحاضنة وهو بصحة جيدة حالياً، وفق ما أكد مدير الشؤون الاجتماعية والعمل في الحسكة، الذي أكمل حديثه بأن الطفل سيُنقل بعد أيام عدة إلى دار الرحمة لرعاية الأيتام في مدينة القامشلي، ريثما يتم تجهيز عملية نقله إلى مركز لحن الحياة في دمشق.

محظوظ هذا الطفل ”مجهول النسب“ ابن الساعات التي لم تتجاوز الخمس، عن أقرانه ”مجهولي النسب“الذين لم يجدوا طريقهم إلى دار رعاية.

مدير الشؤون الاجتماعية أضاف في المعلومات التي تتوافر لديه أنه خلال العام 2022 تم العثور على سبعة أطفال، سُلّم أحدهم لمركز لحن الحياة، فيما سلم الستة البقية لأسر بديلة وفقاً للتعليمات التي كان معمولاً بها سابقاً، أي قبل صدور المرسوم الخاص برعاية وتنظيم شؤون الأطفال مجهولي النسب، والذي يعد نقلة نوعية لمعالجة قضية حساسة في الملف الاجتماعي لبلد يعاني حرباً تجاوزت عقداً من الزمن وما زالت مستمرة.

هؤلاء أيضاً كانوا محظوظين مقارنة بغيرهم، فعندنا نقرأ خبراً يقول: عثرت مجموعة من الأهالي على جثـة طفل حديث الولادة بالقرب من جامع ”أنس بن مالك“في حي الرشدية بمدينة دير الزور، والجثـة مشوهة بسبب تعرضها للنهش من الكلاب الشاردة، فهذا الألم بعينه، الذي يفتح سيلاً من الأسئلة، عن ذوي الطفل المقتول، مشاعر والدته هل أجبرت على رميه،أم قررت ذلك تحت ضغط أو إكراه من مجتمع لا يحميها فيه قانون أو عُرف؟
ليكون السؤال الأكبر لمن نحمّل وزر الجريمة تلك؟.

”طفل حديث الولادة في حاويات القمامة“، هكذا تداولت مواقع إلكترونية قبل شهر خبر العثور على جثة طفل حديث الولادة بالقرب من مكب للنفايات في مدينة الحسكة.

نساء تركن فلذات أكبادهن إلى أقدارهم، فمنهم من ساقه قدر جيد إلى مركز رعاية رسمي، ومنهم من حصل على أسر بديلة، وآخرين لقوا حتفهم بأبشع الطرق، وهناك من لم يُعرف مصيرهم، حيث تداول ناشطون خلال الأسبوع الماضي العثور على طفل رضيع موضوع داخل كرتونة قرب مبنى الشرطة العسكرية في السويداء، كما تداولوا العثور على طفلة حديثة الولادة وضعت على مدخل حديقة الباسل في حي الكاشف بمدينة درعا، ولم يعرف أحد مصير الطفلين وحالتهما.

شؤون هؤلاء الأطفال باتت مضبوطة عقب صدور المرسوم رقم 2 للعام 2023، الذي استهدف الأطفال مجهولي الأم والأب، أو مجهول الأب ومعلوم الأم، أو أولئك الذين تخلت أمهاتهم عنهم ولا يوجد لهم من كفيل للرعاية، ونص على إحداث هيئة عامة ذات طابع إداري تسمى (بيوت لحن الحياة)، حيث سيتمتعون من دون التمييز عن أقرانهم الطبيعيين، عبر تنظيم شؤون رعايتهم وتهيئة الظروف الملائمة لنموهم السليم صحياً ونفسياً وجسدياً، وبيئة تربوية اجتماعية داعمة لحياتهم التعليمية والمهنية بما يحميهم من الاستغلال أو التشرد.

توقيت مناسب لإصدار هكذا مراسيم، فصحة المجتمع من صحة أطفاله،والاستثمار البشري أكثر ربحية على المدى الاستراتيجي، ولاسيما أن البلدان التي تتعرض لحرب تنتشر فيها ظاهرة الأطفال حديثي الولادة المتروكين، حيث ينخفض المستوى المعيشي بشدة، وتتأزم الأوضاع النفسية بشدة أكبر، بينما العبء الاقتصادي والاجتماعي يعوق بناء أسرة في ظروف يُثقل فيها كل تفصيل كاهل الجميع. 

هناك حقيقة أخرى لا يمكن تجاهلها، الأطفال في المناطق التي هي خارج سيطرة الدولة، قنبلة بشرية تكبر كل يوم.

يقول مدير الشؤون الاجتماعية والعمل في الحسكة لوسائل إعلام محلية: إن هناك أطفالاً يُعثر عليهم في مناطق خارج السيطرة، وهم يعدون بمثابة مجهولي المصير بالنسبة لمديرية الشؤون الاجتماعية.

”مجهولو المصير“، شريحة ليست بقليلة، فبمتابعة مواقع إلكترونية لمجموعات إرهابية أو ميليشيات انفصالية أو فصائل مسلحة، نجد أخباراً شبه يومية عن العثور على أطفال متروكين في مناطق ومخيمات، لسنا بوارد تفصيلها هنا، لكن الأهم مصير هؤلاء الأطفال الذين يتم تسليمهم لكيانات غير رسمية تتبع لتلك التنظيمات والميليشيات، وليس خافياً عن أحد كيف يتم اغتيال البراءة بوضح النهار في تربية وتجنيد وتنشئة هؤلاء الأطفال في تلك المناطق، فمن يتحمل مسؤولية كل تلك الجرائم سوى من دعم الإرهاب؟!.

طريقك الصحيح نحو الحقيقة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *