خبر عاجل
نادي الاتحاد أهلي حلب ينسحب من كأس السوبر لكرة السلة.. ويوضّح السبب تكثيف المنتجات التأمينية وتبسيط الإجراءات… مصدر في هيئة الإشراف على التأمين لـ«غلوبال»: تأمين أجهزة البصمة للأطباء المتعاقدين معنا بوتيرة متسارعة إنجاز أتمتة الإجراءات ضمن المرسوم 66… مصدر بمحافظة دمشق لـ«غلوبال»: نعمل على إطلاق الدفع الإلكتروني لجميع الرسوم ضمن معاملاته أزمة مواصلات خانقة… مصدر بمحافظة القنيطرة لـ«غلوبال»: مشكلة فنية بجهاز التتبع وتمت مراسلة وزارة النقل لمعالجة الخلل طوابير من عشاق الوسوف بانتظار هذه اللحظة.. المايسترو ايلي العليا يبرر تصرف سلطان الطرب جورج وسوف أردوغان… عودة للغزل والأفعال غائبة سيناريو تسعير العنب يتكرر بلا حلول… فلاحو حمص لـ«غلوبال»: التأخر في التسعيرة وعدم إنصافها سينهي زراعة الكرمة انطلاق تصوير مسلسل “حبق” في مدينة الياسمين سوزان نجم الدين في رسالة دعم إلى لبنان: “نحنا معكن وقلبنا معكن”
تاريخ اليوم
خبر عاجل | رأي و تحليل | نيوز

الغرب «المتحضر» يفشل مجدداً باختبار الإنسانية في سورية

خاص غلوبال – شادية اسبر

لأنهم معاقبون أمريكياً وغربياً، يضمّد السوريون جراح بعضهم البعض بما لديهم من إمكانات متواضعة، يرفعون بأيديهم ركام منازلهم التي دمرها الزلزال، يسمعون مناشدات أبنائهم واستغاثات أهلهم وأحبتهم من تحت الأنقاض، فيكون شعور العجز أمام هذا الواقع المأساوي هو أبشع أنواع الألم.

تضاعف العقوبات المفروضة على الشعب السوري أعداد الوفيات الناجمة عن الزلزال الذي ضرب محافظات عدة، فآثارها كارثة فوق الكارثة، حيث زمن الإنقاذ يتضاعف مرات كثيرة من قلة الأدوات التي منعت وتمنع العقوبات الغربية الشعب السوري ومؤسساته من امتلاكها، كما تمنع وصول المنقذين الاحترافيين للمساعدة بعمليات الإنقاذ، لتتضاءل فرصة العثور على الناجين مع كل دقيقة تمر.

حتى إن من حالفه الحظ واستطاع الوصول إلى المشافي، يعاني من نقص الأدوية والمعدات الطبية أيضاً، وربما يفقد حياته لنقص حاد لا يمكن لقطاع الصحة السوري المُعاقب ترميمه، بينما لم يتحرك العالم ”الإنساني“خطوة واحدة، سوى الكذب المتواصل، والتضليل المتعمّد، والدموع التي لا تتجاوز الكلمات في البيانات وبات مجرد سماعها يثير الاشمئزاز.

ازدواجية غربية ظهرت في التعاطي مع ضحايا زلزال ضرب بلدين متجاورين، أسقطت مجدداً قناع الإنسانية، وأي بشاعة ظهرت!.

بالتأكيد لم يكن السوريون ينتظرون من الغرب الأمريكي الأوروبي وأتباعهما أي مساعدات، لكن الأمر لا يتوقف هنا، فوصول المساعدات من الكثير من الدول التي ترغب بتقديمها إلى سورية يواجه عقبات سياسية واضحة، حيث أكدت مصادر ملاحية امتناع عدد كبير من شركات الشحن الجوي من الهبوط في المطارات السورية خشية العقوبات الأميركية والأوروبية على سورية، ليكون الحل بالنسبة لدول عدة هو أن تطلب من شركات الطيران السورية نقل أطنان من المساعدات على متن طائراتها المدنية غير المخصصة لنقل أحجام كبيرة من المساعدات، وعلى الرغم من ذلك وافقت الشركات السورية على نقل ما يمكن من مساعدات التي ستصل تباعاً إلى مطارات حلب واللاذقية ودمشق.

عقبات أيضاً تواجه هذا الحل، فالعقوبات تمنع شركات الطيران السورية من الهبوط في معظم عواصم العالم ما يحول دون قدرتها على نقل المساعدات بشكل مريح وسريع ومنتظم.

وفي وقت تداول ناشطون، صورة تظهر حركة الطيران الكثيفة على تركيا المنكوبة بالزلزال، بينما تخلو السماء السورية من أي طائرات في وقت أحوج ما يكون فيه السوريون بحاجة للمساعدة من تبعات الزلزال المدمر، ارتفعت الأصوات مطالبة بعدم تسييس المساعدات الإنسانية.

المشهد الجوي يوازيه البحري، حيث شركات النقل الدولية البحرية تمتنع عن التعامل مع الحكومة السورية خوفاً من العقوبات، أو بسبب ما يعرف ب”فرط الامتثال“ للعقوبات، تسمية اتفق عليها بشأن قرارات تتخذها شركات بفعل خوفها من وجود احتمال ـــ ولو كان ضئيلاً ـــ لأن يطاولها سيف العقوبات، ويعود جذر هذا المصطلح إلى شهر آذار 2019، عندما أصدرت وزارة الخزانة الأميركية تحذيراً لشركات النقل من التعامل مع الحكومة السورية، فبات إيجاد شركة نقل مستعدّة للتوجه إلى سورية، شيئاً أشبه بالمعجزة، ما يحيّد خيار نقل المساعدات عبر البحر أيضاً.

إذاً ليس أمام السوريين سوى إمكاناتهم الذاتية، ومساعدات تصلهم من الأصدقاء والأشقاء الذين كسروا العقوبات الأمريكية، ورفعوا الجانب الإنساني إلى أعلى الدرجات، في سلم الأولويات.

مئات الضحايا، خرج منهم ما استطاع المنقذون إنقاذه، أو انتشال جثمانه، فيما العالقون أحياء ومفارقون، ما زالوا ينتظرون تحت الركام، آلاف العائلات في العراء بلا منازلهم، الآلاف بأقصى الحالات المأساوية، حزناً وبرداً وأنين جراح، فاليوم كل ما يحتاجه الشعب السوري هو تدخل عاجل ومباشر واستثنائي، يحتاج للتعامل معه بعيداً عن السياسة والمساومات والتسييس من أي كان، فليمزق السياسيون الأجندات السياسية، ويتركون الساحات للإنسانية الحقيقة الملموسة.

طريقك الصحيح نحو الحقيقة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *