كنوز البادية السورية المدفونة تظهر… والباحثون عنها يدفعون حياتهم ثمناً للحصول عليها
خاص غلوبال- – علاء كوسا
فاكهة الصحراء وبنت الرعد، هذا هو الاسم الذي يطلق على نبتة الكمأة في منطقة القلمون بين ثنايا جبل جيرود ووديانه، كما تمتد إلى البادية السورية وتدمر والسخنة والسلمية، محفوفة بالمخاطر تصل إلى حد الموت أحياناً وخاصة خلال السنوات الأخيرة نتيجة الاعتداء على الباحثين عنها من قبل تنظيم داعش الإرهابي ونشر الألغام في أماكن انتشارها، ولاسيما في منطقة السخنة في ريف بادية تدمر الشرقي.
هواية ومتعة ومصدر رزق مهم للكثير من الناس لما تدره عليهم بأموال وفيرة لارتفاع سعرها، بهذه الكلمات بدأ المهندس الزراعي حسين ريكان بكر من أهالي بلدة جيرود بريف القلمون حديثه لـ«غلوبال»، معتبراً أن جني الكمأة يتطلب صبراً طويلاً وخبرة في الأرض كونها تكون مختفية في باطنها ويتطلب من الباحث عنها العناية بإخراجها.
المهندس بكر تابع قائلاً: يتراوح سعر الكيلو غرام الواحد من الكمأة بين 100 إلى 200 ألف ليرة، ففي شارع الأربعين وسط مدينة جيرود تتعالى صيحات البائعين لبيع الكمأة بأنواعها المختلفة حسب نوعيته وجودته.
مشيراً إلى أن الموسم هذا العام جيد ومبشر بالخير، لافتاً إلى أن أهم أنواع الكمأة في سورية الكمأة البيضاء والحمراء وشيخ الكمأة، في حين تعتبر الكمأة الحمراء التي تنمو في جيرود من أفضل الأنواع في الوطن العربي كما يمكن حفظها لعام كامل.
محملين بالأمل والعودة بالرزق الوفير يخرج الكثير من أهالي منطقة جيرود والبادية السورية للبحث عن الكمأة، هذا ما قال أبو محمد من أهالي جيرود، مؤكداً أن عامل الخبرة في استخراجها يلعب دوراً كبيراً في جمع أكبر كمية منها فالخبير يمكن أن يجمع خلال يوم من 2 إلى 6 كيلوغرامات حسب توافرها .
من جانبه أبو ياسر من بادية تدمر أوضح أن جني الكمأة يحتاج إلى خبرة حيث تتشقق الأرض وتنتفخ، ما يدل على وجودها وتستعمل أداة حديدية لاستخراجها تسمى «النبوت» وهي عبارة عن سيخ حديدي مدبب الرأس ما يساعد على نزوله في الأرض، وبعد أن نجدها نحفر عليها ونستخرجها وتبقى خميرتها معلقة فيها ويمكن أن ننزع الخميرة ونرميها في الأرض حتى تتكون في العام القادم وتصبح حبة كمأة جديدة.
ومن خلال التواصل مع الكثير من الأهالي في منطقة جيرود أكدوا عزوف الكثير منهم عن البحث عن الكمأة، رغم إغراءات سعرها الباهظ لأن الحصول على تلك الكنوز الدفينة أصبح مرصوداً بالدماء.
طريقك الصحيح نحو الحقيقة