خبر عاجل
نادي الاتحاد أهلي حلب ينسحب من كأس السوبر لكرة السلة.. ويوضّح السبب تكثيف المنتجات التأمينية وتبسيط الإجراءات… مصدر في هيئة الإشراف على التأمين لـ«غلوبال»: تأمين أجهزة البصمة للأطباء المتعاقدين معنا بوتيرة متسارعة إنجاز أتمتة الإجراءات ضمن المرسوم 66… مصدر بمحافظة دمشق لـ«غلوبال»: نعمل على إطلاق الدفع الإلكتروني لجميع الرسوم ضمن معاملاته أزمة مواصلات خانقة… مصدر بمحافظة القنيطرة لـ«غلوبال»: مشكلة فنية بجهاز التتبع وتمت مراسلة وزارة النقل لمعالجة الخلل طوابير من عشاق الوسوف بانتظار هذه اللحظة.. المايسترو ايلي العليا يبرر تصرف سلطان الطرب جورج وسوف أردوغان… عودة للغزل والأفعال غائبة سيناريو تسعير العنب يتكرر بلا حلول… فلاحو حمص لـ«غلوبال»: التأخر في التسعيرة وعدم إنصافها سينهي زراعة الكرمة انطلاق تصوير مسلسل “حبق” في مدينة الياسمين سوزان نجم الدين في رسالة دعم إلى لبنان: “نحنا معكن وقلبنا معكن”
تاريخ اليوم
خبر عاجل | رأي و تحليل | نيوز

”إسرائيل“ الكيان المعتدي على التاريخ والفكر والثقافة

خاص غلوبال – شادية إسبر

تدمير عدد من المنازل وإلحاق أضرار مادية بعدد من الأحياء السكنية والمراكز التعليمية، منها المعهد التقني للفنون التطبيقية والمعهد المتوسط للآثار في قلعة دمشق، ارتقاء 5 شهداء، وإصابة 15 مدنياً بعضها حرجة.. كل هذه الجرائم حصيلة دقائق لعدوان إسرائيلي فجر اليوم على دمشق، فكيف إذا قرأنا السجل العدواني لكيان الاحتلال الغاصب على مدى سنوات، عقود لم تمر خلالها دقيقة إلا وارتكب المارقون الصهاينة جريمة بحق سورية وفلسطين ودول المنطقة والعالم، والجميع شاهد وأسفاً الغالبية صامت.

في جديد العدوان الإسرائيلي هذا على دمشق، تمادى المعتدي لدرجة الفجور المستشري، وهو المحمي بقانون الغاب الأمريكي، فليس غريباً أو حدثاً جديداً أن تستهدف ”إسرائيل“المناطق السكنية والمنشآت المدنية في سورية، والهدف أيضاً ليس مستغرباً، فتدمير البنية التحتية وضرب الاقتصاد السوري، وخنق السوريين عبر استهداف مطاراتهم وموانئهم في إطار التشديد العقابي الأمريكي عليهم، وحصارهم بكل ما أوتي عدوهم من قوة، أمر جلي وواضح ومعروف ومكرر، لكن ما مشكلة العدو في قلعة دمشق الأثرية، أو مع مركز ثقافي أو منشأة تعليمية.

يبدو أن العدو المُحدَث ككيان غاصب، وفالق زلزالي بريطاني أمريكي في المنطقة، لديه مشكلة مع التاريخ الذي يلفظ وجوده من أساسه، كما لديه مشكلة في منشأة تعليمية تدرس أجيالها حقيقةَ أنه كيان مجرم بلا مقومات وجود أو استمرار، زائل لا محالة بحكم التاريخ ودروسه، فهو بلا أسس أو أساس،دون ثقافة عريقة وبلا تاريخ يذكر، إنه مجرد مجموعات إجرامية تم جلبها من مختلف أصقاع الأرض لتكون بؤرة استيطانية سرطانية،في منطقة هي مركز ثقل العالم، جغرافياً واقتصادياً وأمنياً، والأهم ثقافياً ودينياً.

موجعة هي أخبار سورية، التي تلملم الجراح تلو الأخرى، شعبها المؤمن بقدر الزلزال، لا يؤمن بأن العدوان هو الآخر قدر محكم، في الأولى لله حكمةٌ لا ندركها إلا بعد حين، لكن في الثانية فعلاً بشرياً إجرامياً عدوانياً مقصوداً ومتعمداً، تعاقب عليه قوانين الدنيا والأديان جميعاً، فما جريمة قلعة دمشق الأثرية سوى أنها شاهد على تاريخ المدينة العريق،أصابها الصاروخ الإسرائيلي المعتدي مخلفاً أضراراً مادية كبيرة في المباني الإدارية والمكاتب الخاصة لإدارة القلعة، ولم يتوقف الدمار على هذا، فالعدوان أدى أيضاً إلى دمار كبير في المعهد التقاني للفنون التطبيقية والمعهد التقاني للآثار، كما أدى استهداف آخر إلى أضرار في المركز الثقافي العربي في كفر سوسة.

نال العدوان من الحجارة والجدران، فهل استطاع أن يمحو تاريخ دمشق بتدمير قلعتها؟ وهل استطاع أن يقتل حناجر الشعراء السوريين والعرب والكتاب والتاريخ الفكري للمركز الثقافي العربي في كفرسوسة؟ هل استطاعت صواريخه أن تُخمد الأصوات المرفرفة في أرجاء المكان، هل محا ذاكرة السائحين الذي حفظوا أدق تفاصيلها؟ أم إنه استطاع باعتدائه النيل من المثقفين السوريين والعرب الذين جلسوا آلاف المرات على مقاعد الثقافة هذه.

عاجز هو العدوان عن إيقاف نهر العلم والثقافة في منشآت سورية الأثرية والفكرية، لكنه قد يعوق أو يؤخر ولو قليلاً حركتها، فقلعة دمشق التي هي مكان أثري، تعليمي، ثقافي، تربوي واجتماعي، فيه مؤسسات تعليمية تعمل على إنجاز أبحاث ودراسات ورسوم عن القلعة، لمهندسين وخبراء، كانت في خواتيمها وبطريقها للنشر، إلا أنها تضررت بسبب العدوان، وتوقفت العملية التعليمية فيها لفترة قد تطول قليلاً لكنها ستعود حكماً، حيث دمّر العدوان أيضاً أثاث الأماكن الثقافية التعليمية وأجهزة حديثة للمسح وحواسيباً وأجهزة تصوير سينمائي.

قلعة دمشق، المعلم الأثري المسجل على لائحة التراث العالمي، قصفته صواريخ العدوان، في تحدٍ للعالم برمته، بمنظماته الأممية، وهيئاته الإنسانية منها والقانونية والثقافية، في جريمة موصوفة بالقانون الدولي.

أيضاً، تندرج خطورة أخرى في العدوان الإسرائيلي الأخير، أنه أتى بالتزامن مع حركة طيران مدني كثيفة في الأجواء السورية، حيث تنقل عشرات الطائرات من دول عدة مساعدات إنسانية للمتضررين من الزلزال ما هدد الملاحة الجوية المدنية، في جريمة دولية موصوفة أيضاً ومكتملة الأركان.

جريمة دولية في طياتها جرائم عدة، تضاف إلى سجل الاحتلال الإسرائيلي المنتفخ بالجرائم المتنوعة التي لم تترك شيئاً يسلم، فهل من يجرؤ على محاسبة المعتدي؟.

بالتأكيد لا ولن نرى أي حراك دولي في مجتمع أممي تسيطر عليه واشنطن بإرهابها الدولي السياسي والاقتصادي.

طريقك الصحيح نحو الحقيقة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *