خبر عاجل
أزمة مواصلات خانقة… مصدر بمحافظة القنيطرة لـ«غلوبال»: مشكلة فنية بجهاز التتبع وتمت مراسلة وزارة النقل لمعالجة الخلل طوابير من عشاق الوسوف بانتظار هذه اللحظة.. المايسترو ايلي العليا يبرر تصرف سلطان الطرب جورج وسوف أردوغان… عودة للغزل والأفعال غائبة سيناريو تسعير العنب يتكرر بلا حلول… فلاحو حمص لـ«غلوبال»: التأخر في التسعيرة وعدم إنصافها سينهي زراعة الكرمة انطلاق تصوير مسلسل “حبق” في مدينة الياسمين سوزان نجم الدين في رسالة دعم إلى لبنان: “نحنا معكن وقلبنا معكن” انضمام نجوم جدد إلى مسلسل “السبع ابن الجبل” السوري عمر خربين يسجّل ثلاثية في الدوري الإماراتي تأهيل 7 مدارس وقريباً تأهيل 9 أخرى… مدير تربية حماة لـ«غلوبال»: تأمين شواغر الاختصاصيين بإعادة الإداريين للصفوف وبالوكلاء
تاريخ اليوم
خبر عاجل | رأي و تحليل | نيوز

أنظمة عربية تنافس أمريكا بعدائها للسوريين!

خاص غلوبال ـ علي عبود

كشفت كارثة الزلزال التي تسببت بمقتل وإصابة آلاف المواطنين وألحقت دماراً مرعباً في أربع محافظات سورية مقدار حقد بعض الأنظمة العربية، والتي بدت وكأنّها تنافس الأمريكان والاتحاد الأوروبي بعدائها للشعب السوري.

صحيح أن مساعدات بعض الأنظمة العربية كانت ولاتزال خجولة، ويمكن وصف بعضها بـ (مساعدات رفع العتب)، لكن لم نتوقع أن يصل حقد أنظمة عربية إلى مستوى الانحطاط الأخلاقي، بل المشاركة بجرائم الحرب ضد الإنسانية.

الأنظمة العربية التي نقصدها هي قطر والكويت والمغرب التي سارعت لنجدة الشعب التركي، وتجاهلت جاره السوري في مشهد إستفزازي لامثيل له في تواريخ الكوارث الطبيعية.

تصوروا أن اليونان العدوة التاريخية لتركيا قام وزير خارجيتها بزيارة المناطق المنكوبة في تركيا مع مساعدات إغاثية، كذلك فعلها وزير خارجية أرمينيا العدوة الأخرى لتركيا وزار مناطق المنكوبين بالزلازل، في حين أن نظام قطر مصرّ على الاستمرار بعدائيته للشعب السوري، وكأنّ الحرب الإرهابية عليه لاتزال في بدايتها عام 2011.

أما المغرب البعيد نسبياً عن سورية، فلا يعرف الشعب السوري أسباب عدم تقديم أي مساعدة إنسانية وإغاثية ولو بكلمات نفاق في الوقت الذي سارع فيه لنجدة ضحايا زلزال تركيا،وماذا يمكن أن يقول الشعب السوري عن النظام الكويتي؟.

لقد احتضنت سورية وشعبها آلاف الكويتيين الفارين من بلدهم بعد غزوها من رئيس العراق السابق الراحل صدام حسين، وشارك الجيش السوري مع قوى التحالف الدولي بتحري الكويت، ومع ذلك تجاهل نظامه كلياً نكبة السوريين وكأنهم يعيشون في المريخ، في حين بادرت إلى تقديم المساعدات للشعب التركي المنكوب بعد الساعات الأولى للزلزال.. فلماذا؟.

نعم، لقد توسعت دائرة التعاطف مع الشعب السوري تدريجياً على الرغم من الحصار الغربي المتوحش، والتعتيم الإعلامي الإجرامي على النتائج المدمرة للزلزال، لكن أنطمة قطر والمغرب والكويت مصرّة أن تبقى خارج الدائرة، ومصرّة على منافسة أمريكا على قتل السوريين حتى في الكوارث الطبيعية.

حتى السعودية التي ترددت بتقديم المساعدات للشعب السوري في اليومين الأولين عكس شقيقتها الإمارات، فعلتها أخيراً في اليوم الثامن، من منطلق (أن تأتي مسعفاً متأخراً أفضل من أن تبقى شاهداً أبداً على مقتل السوريين).

ترى على ماذا تراهن قطر التي أنفقت عشرات المليارات لتسليح الإرهابيين، في إصرارها على مشاركة الأمريكان في ارتكاب جرائم إنسانية ضد الشعب السوري؟.

وعلى الرغم من زيادة الجسور الجوية وقوافل المساعدات الآتية إلى سورية من دول كثيرة بما فيها إيطاليا فإن ماتكشفه الكارثة يوماً بعد يوم، أن الشعب السوري يحتاج إلى الكثير، ولولا ذلك لما أعلنت الحكومة المناطق التي ضربها الزلزال منكوبة، كي تضع العالم أجمع ولاسيما المنظمات الأممية أمام مسؤولياتها الإنسانية، كي لاتكون شريكة في قتل السوريين بتخلفها عن إنقاذهم بعد تعرضهم لزلزال مدمر لم يسبق له مثيل منذ قرنين من الزمن.

وإذا جاز وصف أنظمة مثل المغرب والكويت والبحرين بالحياد السلبي القاتل ضد الشعب السوري، فإن النظام القطري الحاقد أصرّ على المضي في حربه ضد السوريين، بل شن حرباً إعلامية شرسة مسانداً الإدارة الأمريكية كي لاتصل أي مساعدات للشعب السوري حتى في المناطق التي يسيطر عليها الإرهابيون.

ولم تسمح أمريكا بعبور المساعدات باتجاه مناطق الشمال الغربي إلا في اليوم الثامن بعد الزلزال وحصراً من معبر باب الهوى، وحينها فقط أرسلت قطر مساعدات هزيلة لعصاباتها الإرهابية، كي تمررها للسوريين هناك الذين لم تأتهم أي إغاثات لأكثر من أسبوع، فالمجتمع الغربي الداعم للشعب السوري في مناطق الإرهابيين لم يرسل لهم أي مساعدات ولم يسمح للحكومة السورية بإرسالها أيضاً، في الوقت الذي أقامت فيه قطر جسراً جوياً لم يهدأ باتجاه تركيا.

لاشك أن أمير قطر الحاقد على الشعب السوري قلق جداً على المصير الذي سيواجه خليفه رجب طيب أردوعان في الانتحابات الرئاسية الصعبة في أيار المقبل، فسقوط أردوغان يعني سقوط الرهان في سورية، وما هذا الحجم الهائل من الضخ الإعلامي والمساعدات الإغاثية القطرية سوى عملية دعائية لتلميع صورة أردوغان أمام ناخبيه كي يجددوا له لولاية أخرى لقيادة تركيا.

ولهذا السبب فإن التغطية الإعلامية القطرية للكارثة توحي وكأن الحرب السورية ما زالت في أوجها،وهذا منتهى الاستخفاف بعقل المتابعين باستثناء المعارضة المأجورة التي تحرّض الغرب والعرب معاً على منع المساعدات عن الشعب السوري.

ولايمكن فهم السياسة القطرية الحاقدة ضد سورية إذا عزلناها عن تماهيها بالسياسة الأمريكية التي تقوم على استمرار الضغط على الشعب السوري من خلال العقوبات الخانقة، بل هي تتفوق على الأمريكان ولم تترك أي خيط رفيع للتخلي عن هذه السياسة حتى في زمن الكوارث الطبيعية حيث الأولوية للإنسانية وليس للسياسة.

الخلاصة: إذا كانت أنظمة عربية مثل الكويت والمغرب تصرفت بكيدية سياسية مع سورية، بل وبخلفية إخوانية بالنسبة إلى الكويت، فإن قطر إمارة الحقد القاتل وضعت ثقلها الإعلامي والإغاثي في سلة أردوغان كي تضمن إعادة انتخابه رئيساً للجمهورية في انتخابات أيار المقبل، لأن قيادته لتركيا هي عنصر مركزي في السياسة القطرية في عموم المنطقة، وتحديداً في سورية لأنها مصرّة على سفك المزيد من دم السوريين سواء في الحرب الإرهابية ضد دولتهم، أم في الكوارث الطبيعية المدمرة للبشر والحجر.

طريقك الصحيح نحو الحقيقة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *