العرب في دمشق…هل من نهج عربي جديد؟
خاص غلوبال- هني الحمدان
ما نشهده على الساحة السياسية من خطوات وزيارات لوفود عربية ووزراء خارجية دول عربية يحطّون رحالهم في دمشق العروبة، هو مؤشر مهم وتقارب بين سورية وبعض الدول العربية التي كانت أكثر تشدداً تجاهها، ولكن مع مرور السنوات انجلى كل ما يشوب موقف سوريةو تبيّنت صوابية ما سارت عليه، وما زيارات اليوم إلا فرصة أولى لبناء حالة إجماع عربي ونهج عربي جديد تجاه سورية الثابتة على مبادئها وحماية مصالحها وعدم الخضوع لأي إملاءات خارجية في تقرير مصيرها.
سورية ترحب بكل مسعى عربي صادق، يتلمّس معاناة المواطن السوري، ويعي ما عاناه طيلة سنوات الحرب،ليقف إلى جانبه ويكون بلسماً له،يساعده ويؤازره ويمدّ يد العون له،يتفهّم طبيعة وكينونة موقف سورية عبر التاريخ، يعرف محبتها للجميع، ودفاعها عن الحقوق والسيادة العربية، فهي دافعت عن بقائها وسيادتها، في وقت تخلى بعض العرب عنها، وتوالت عليها النكبات والفواجع، وكان آخرها الزلزال المدمر الذي تسبب في خسائر الأرواح والممتلكات وعرّى النفوس والصدور، وكشف زيف بعض دول العالم إنسانياً، فكان لأغلبية العرب كلمتهم في مدّ يد العون ومساندة إخوانهم السوريين، فسورية ترحب بكل شقيق وأخ عربي وأي مسعى يحمل نهجاً عربياً جديداً، نهج نابع من قناعة بأن يحلّ السلام والاستقرار ومساعدة السوريين.
الإجماع العربي تجاه سورية،البلد المؤسس لميثاق الجامعة العربية والبلد المحوري، والذي يشكل قاعدة صلبة في الدفاع والمحافظة على كل ذرة تراب عربية، يجب أن يتم التعامل معه من دول المنظومة العربية بطرائق أخرى، طرق تختلف وتتغير عما كانت قبل سنوات، عندها يمكن أن تتوحد الرؤى وتتقارب المسارات، وينشأ نهج عربي جديد بقلوب مؤمنة بالتعاون العربي، لعلّ في ذلك المسعى وضع نهاية لمعاناة السوريين.
فهل تستطيع الدول العربية الوقوف في وجه الاشتراطات الغربية حيال موقفها المتغطرس ضد سورية؟.
السوريون يأملون من أشقائهم العرب ملامسة جراحهم والوقوف إلى جانبهم، وأن يكون العرب بوابة سورية إلى المحيط الخارجي.
فالحراك الدبلوماسي خطوة متقدمة يحتاج إلى خطوات أخرى تتبعه،يحتاج إلى قرارات من قبل المعنيين للبناء على كل خطوة بهذا الاتجاه، وترتيب زيارات وبعثات تجارية أيضاً،تقودها الحكومات العربية للاطلاع على احتياجات السوريين وما حل بهم، ليس فقط بسبب الزلزال، بل لما خلفه زلزال الإرهاب والحرب القذرة التي لا تزال سورية تعاني ويلاتها،لعل في تلك البعثات التجارية والاقتصادية والشركات أن تتوصل لبناء قاعدة للمساعدة وتبادل العلاقات التجارية وتسهيل مرور البضائع والمنتجات بما يلبي احتياجات الأسواق ويخفف من أعباء الغلاء على المواطنين.
يتطلع السوريون اليوم لزيارات إخوتهم ممثلي الشعوب العربية، وللحراك الدبلوماسي، وزيارات وزراء خارجية بعض الدول العربية لدمشق، بعين من التفاؤل للمّ الصفّ العربي والخروج بمسارات تريح الشعب السوري وتحفظ حقوقه دون انتقاص، وتكون جسراً لفتح نوافذ تواصل مع العالم الخارجي.
طريقك الصحيح نحو الحقيقة