لا تلاعب بالمواد الإغاثية… مدير التجارة الداخلية بريف دمشق لـ«غلوبال»: ثلاثة مليارات ليرة غرامات التلاعب بمادتي المحروقات والرغيف في شهرين
خاص دمشق – سامي عيسى
تتسارع وتيرة العمل الإنساني، وتقديم المساعدات من معظم الدول والهيئات والمنظمات الإنسانية لإنقاذ منكوبي كارثة الزلزال المدمر، وترتفع معها صيحات التشويش من قبل ضعاف النفوس من بعض تجار سوق السوداء وطابور آخر مهمته التشويش على العملية الإنسانية وطريقة التعاطي مع الكارثة، ولاسيما العمل الحكومي وما تقدمه الحكومة، وطريقة التعامل مع المساعدات الإنسانية التي تقدمها الدول والجهات الإنسانية الدولية بقصد تحريك بوصلة العمل باتجاهات أخرى، والغاية التشويش والسمسرة.
مدير التجارة الداخلية وحماية المستهلك بريف دمشق نائل اسمندر نفى في تصريح خاص لـ«غلوبال» وجود عمليات متاجرة بالمواد الإغاثية المقدمة إلى المتضررين في المحافظات التي تعرضت لكارثة الزلزال، حيث لم يتم تسجيل أي مادة في الأسواق تعود لأعمال الإغاثة متاجر بها، من قبل ضعاف النفوس من التجار الذين يلجؤون للتلاعب بالمواد وقت الأزمات.
مؤكداً وضع المديرية خطة مراقبة مستمرة على مدار الساعة وتسيير دوريات متخصصة بأعمال الإغاثة، إلى جانب عملها اليومي في مراقبة انسياب السلع وارتفاع أسعارها والحد من انتشار أعمال السرقة والغش في المواد الأساسية للمواطن، ولاسيما المواد الغذائية التي لم تشهد استقراراً لها خلال سنوات الأزمة نتيجة صعوبة تأمين المواد والسلع بسبب الحصار الاقتصادي والعقوبات المفروضة على سورية.
وأضاف اسمندر: رغم ذلك فقد تم تقسيم المدينة إلى قطاعات رقابية،وتم تشكيل دوريات متخصصة مهمتها رقابة المواد المدعومة من الدولة، والتصرف بها ولاسيما المحروقات ومادة الدقيق التمويني والمتاجرة بها بصورة غير مشروعة، حيث تم تسجيل أكثر من 1127مخالفة خلال الشهر الأول من العام الحالي متنوعة في مخالفاتها.
لافتاً إلى أن التركيز الأكثر أهمية كان باتجاه المواد المدعومة ولاسيما الخبز والتلاعب والمتاجرة بها بصورة غير مشروعة، حيث تم ضبط حوالي 31 معتمداً يخالفون قانون الحماية، وتغريمهم بأكثر من 750 مليون ليرة في شهر واحد، إلى جانب ضبط مخالفات الاتجار بمادة المحروقات، ولاسيما المازوت والبنزين والتي قدرت الكميات المضبوطة من المادتين بحوالي 67 ألف ليتر بلغت قيمة غراماتها بعد تنظيم الضبوط التموينية اللازمة أكثر من678 مليون ليرة، وبذلك تكون قيمة التغريمات للتلاعب بالمواد المدعومة من قبل الدولة حوالي 1,5 مليار ليرة خلال الشهر الأول من العام الحالي فقط، ناهيك عن إغلاق 120 منشأة صناعية وتجارية إغلاقاً إدارياً لمخالفتها الأنظمة والقوانين ولفترات مختلفة.
وتابع اسمندر: لكن دون أن ننسى ما تم تسجيله من مخالفات خلال الشهر الثاني، والتي تضبط بصورة يومية وبمعدل يومي يقدر بحوالي 65 مخالفة يومياً معظمها الإتجار بمادة المحروقات والخبز ومخالفات جسيمة أخرى تتعلق بمنشآت وورش صناعية تقوم بإنتاج سلع مخالفة للمواصفات وشروط الإنتاج، حيث تم ضبط أكثر من 21 منشأة صناعية غذائية مخالفة في ريف المحافظة، تم إغلاقها وفق القوانين الناظمة، وحوالي مئة معتمد للخبز يتاجرون بالمادة، ويتقاضون أسعاراً زائدة أو نقل الخبز بصورة مخالفة للقوانين والإجراءات الناظمة.
هناك الكثير من المخالفات التي تم ضبطها منذ بداية العام الحالي وحتى تاريخه حيث قدرت قيمة التغريمات الإجمالية نتيجة التلاعب بالمواد المدعومة المحروقات والدقيق التمويني بحدود ثلاثة مليارات ليرة وذلك للفترة المذكورة، إلى جانب تسجيل حوالي 1700 مخالفة نظمت الضبوط التموينية بحق مرتكبيها وفق القوانين الناظمة، دون أن ننسى التغريمات التي يفرضها القضاء بحق المخالفين خلال النظر بمخالفاتهم أمام المحاكم السورية والتي تحول من قبل وزارة التجارة الداخلية وذلك لجسامة المخالفات وحاجتها للفصل والبت فيها من قبل القضاء.
طريقك الصحيح نحو الحقيقة