خبر عاجل
الرئيس الأسد يصدر مرسوماً تشريعياً بعفو عام عن جرائم الفرار والجنح والمخالفات المرتكبة قبل تاريخ 22.9.2024 معدلات الانتحار أعلى بـ 8% عن العام الماضي… أخصائية نفسية لـ«غلوبال»: زيادة الحالات نتيجة لضغوط نفسية واجتماعية تحديث المخابز وجودة الرغيف عدسة غلوبال ترصد أحداث مباراة الاتحاد أهلي حلب والجيش انخفاض درجات الحرارة… الحالة الجوية المتوقعة الذهب مستمر في تحطيم الأرقام القياسية محلياً… محلل مالي لـ«غلوبال»: بتنا أقرب إلى سعر 3 آلاف دولار للأونصة بعد تحديد موعد التسجيل… عضو المكتب التنفيذي المختص بريف دمشق لـ«غلوبال»: توزيع مازوت التدفئة اعتباراً من الشهر المقبل والأولوية للمناطق الباردة أرقام فلكية لأجور قطاف وتخزين التفاح… رئيس اتحاد فلاحي السويداء لـ«غلوبال»: تأخر صدور التسعيرة انعكس سلباً على واقع المحصول كندا حنا في عمل جديد بعنوان “عن الحُبّ والموت” من إخراج سيف الدين سبيعي تدهور سرفيس على طريق دير الزور الميادين… مدير مشفى الأسد لـ«غلوبال»: وفاة شخص وإصابة 9 آخرين بينهم أطفال ونساء
تاريخ اليوم
خبر عاجل | رأي و تحليل | نيوز

انحسار ”مياه المتوسط“ دفعة واحدة… خبير بحري لـ«غلوبال»: سنناقشها في اجتماع خبراء المحيطات

خاص اللاذقية- باسل يوسف

في الوقت الذي تتداول فيه صفحات التواصل الاجتماعي ومواقع الأخبار المحلية والعالمية أخباراً ومشاهد عن تراجع مياه البحر الأبيض المتوسط وانخفاض مستواه خلال الأيام الماضية، قال الخبير في علم المحيطات والتنوع الحيوي البحري والأستاذ في جامعة تشرين الدكتور أديب سعد لـ«غلوبال»:   تناقل مشاهد تراجع مياه البحر وانخفاض مستواه، بمحاذاة الخط الساحلي في كل الدول المطلة على البحر المتوسط من أقصى الشرق في كل من سورية، لبنان وتركيا، إلى أقصى الغرب كالجزائر والمغرب، وكذلك أقصى الشمال في إيطاليا وفرنسا، أعاد إنتاج تلك المخاوف التي غذتها تصريحات تركية متسرعة بعد وقوع الزلزال، تم التراجع عنها سريعاً.

وحسب سعد، عزا أغلبية المحللين والمختصين في علوم الجيولوجيا والمناخ الذين أدلوا بدلوهم سواء في دول جنوب البحر المتوسط أم شماله، أسباب انحسار مياه البحر المتوسط بكل جوانبه وانخفاض مستوى سطح البحر لأكثر من 50 سم، إلى جملة أسباب إما مجتمعة أو متفرقة، كظاهرة المد والجزر، ارتفاع الضغط الجوي نتيجة المرتفع الجوي المسيطر على البحر المتوسط منذ بداية شباط، ونتيجة الزلزال حدث تخلخل في الصفيحات التكتونية، ما أدى إلى اضطراب في حركة مياه البحر، وانخفاض هطل الأمطار بشكل كبير.

وأشار سعد إلى أن هذه كانت أهم الأسباب التي أسند إليها انحسار مياه البحر المتوسط على مدى أكثر من أسبوعين.

وبرأي سعد إن المبررات السابقة المتداولة غير مقنعة لوحدها وذلك لعدة أسباب، فظاهرة المد والجزر لا تحدث كلها بالوقت نفسه على كامل شواطئ البحر المتوسط، بل عندما تكون الشواطئ الجنوبية بحالة جزر (أي انحسار المياه) تكون الشواطئ الشمالية بحالة مد (أي ارتفاع منسوب مياه البحر)، والعكس بالعكس، لكن الذي حدث هو مخالف لهذه القاعدة تماماً وانحسار المياه عن كامل شواطئ المتوسط بمسافات متفاوتة تراوحت بين 20 – 200 متر حسب الطبيعة الجغرافية لكل شاطئ.

وتابع: كما أن تأثير الضغط الجوي المرتفع فوق البحر المتوسط الجوي و الإعصار القوي المضاد في البحر الأبيض المتوسط، لا يؤدي إلى هذا الانخفاض الكبير في مستوى سطح البحر ولا على كامل أرجائه، علماً بأن حالات الضغط المرتفع تحدث سنوياً في مثل هذه الفترة تقريباً، ولم يلحظ لها مثل هذا التأثير القوي في خفض مستوى سطح البحر وانحسار المياه لمسافات طويلة 50-200 متر عن اليابسة.

وأردف سعد: فيما يخص انخفاض كمية الأمطار خلال الأشهر الماضية كما صرح به خبراء فرنسيون في المناخ، فليست هذه أول مرة تنخفض بها الأمطار ولفترات أطول،رغم أنه بالفعل تسبب انحسار الأمطار بشدة هذا العام بانخفاض مياه الأنهر وجفاف ينابيع وعطش الأرض، إلا أن تأثير هذه الظاهرة على مستوى حجم مياه البحر يكون بطئياً وقليلاً وعلى فترة طويلة وليس فجأة، وعادة لم يلحظ أثرها سابقاً لأن تيار المياه القادم من المحيط الأطلسي والتيار القادم من البحر الأسود يعوضان هذا النقص الناتج عن قلة الأمطار وتدفق الأنهار أولاً بأول.

وبرأي سعد،لو كان السبب هو فعلاً انخفاض كمية الأمطار والجفاف فإن انخفض مستوى سطح البحر سيستمر ما دام الجفاف مستمراً والأمطار معدومة، لكن الذي حدث هو العكس حيث عاد البحر إلى مستواه السابق تقريباً في كل المناطق، وتابع سعد: يوجد بالفعل دورة موسمية، يتم الوصول إلى الحد الأدنى منها في شباط وآذار كل عام، وهناك انخفاض يبلغ حوالي 10 سنتيمترات في هذا الوقت، انخفاض معتاد بسبب درجة حرارة الماء في الشتاء التي تنقبض عندما يكون الجو بارداً، لكن هذا لا يكفي لتفسير الانخفاض الكبير في المستوى الذي لوحظ في بداية شهر شباط.

وأضاف سعد:انطلاقاً من كل ما سبق ومع القبول بالتأثيرات العادية الروتينية على ارتفاع وانخفاض مستوى سطح البحر المتوسط بمستويات أقل بكثير مما لوحظ بعد الزلزال، وبالتناوب بين الشمال والجنوب وبين الشرق والغرب،فإننا نفترض الآتي:
نتيجة تصادم الصفيحة العربية مع صفيحة الأناضول والصفيحة الإفريقية  وحدوث انزياح باليابسة بنحو 3 إلى 5 أمتار وعلى مسافة 100 كم كما ذكر الجيولوجيون، فلربما تشكلت جيوب كبيرة في البحر أو توسع في الحوض البحري(وهذا يمكن إثباته من خلال دراسة صور الأقمار الصناعية بالتتابع قبل الزلزال وبعده، ودراسة القيعان البحرية  أيضاً بأدوات السبر والتصوير  تحت البحري في منطقة شرق المتوسط ومقارنتها بالحالة التي كانت عليها قبل الزلزال)، والجيوب والتوسع احتاجا إلى كميات كبيرة من المياه لتعبئتها، ما أدى إلى انخفاض حجم مياه البحر المتوسط نظراً لأنه بحر شبه مغلق تتجدد مياهه بشكل رئيسي من المحيط الأطلسي عبر مضيق جبل طارق( بنسبة نحو 75% ) ومن البحر الأسود عبر مضيقي البوسفور والدردنيل بنسبة نحو 11 % ( ويأخذ نصفها بتيار معاكس)،بينما لا تعوض الأنهر إلا نحو 3.5 بالمئة و الباقي من مياه الأمطار)، وقد احتاج كميات المياه الكافية من المحيط الأطلسي لتعويض النقص بواسطة التيار الأطلسي الرئيس الوارد عبر مضيق جبل طارق عدة أيام (وهذا يمكن إثباته أيضاً من خلال قياس سرعة التيار المحيطي الوارد عند مضيق جبل طارق ومقارنة كمية التدفق قبل الزلزال وبعده، علماً بأن هناك سفن أبحاث علمية موجودة بشكل دائم في تلك المنطقة أمريكية وبريطانية وإسبانية، وكذلك قياس اختلاف تدفق التيار البحر العابر من غرب المتوسط إلى شرقه عبر المضيق الفاصل بين جزيرة صقلية وشمال تونس بهدف التحقق  من وجود اختلاف في كمية تدفق التيار المائي وسرعته قبل وبعد الزلزال.

وحسب سعد، هناك احتمال آخر أيضاً قد يكون رديفاً و هو نتيجة الزلزال القوي حدث انتقال كميات ضخمة من مياه البحر المتوسط عبر التيار المعاكس الموجود أصلاً تحت التيار الأطلسي مع انخفاض هذه الأخير بالوقت نفسه خلال الزلزال وبعده بفترة معينة، وقد استغرقت عودة تدفق المياه من جديد إلى البحر المتوسط بعد انتهاء مفعول الزلزال عدة أيام لتعويض النقص في كمية المياه المفقودة وفق مبدأ الأواني المستطرقة.

هذه الفرضية أيضاً يحتاج إثباتها إلى تحليل تتابع زمني لتدفق التيار الأطلسي القادم إلى البحر المتوسط والتيار المتوسطي (الأقل حجماً في العادة) الخارج من البحر المتوسط إلى المحيط الأطلسي.

وأكد سعد أنه سيتم طرح هذه الفرضيات وغيرها في اجتماع خبراء المحيطات الذي سيعقد في مقر منظمة اليونسكو بعد ثلاثة أسابيع، معرباً عن أمله بأن تتوضح الأمور نتيجة تقاطع وتكامل الخبرات، ويتم وضع المهتمين بنتيجة تلك المناقشات العلمية.

طريقك الصحيح نحو الحقيقة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *