خبر عاجل
معدلات الانتحار أعلى بـ 8% عن العام الماضي… أخصائية نفسية لـ«غلوبال»: زيادة الحالات نتيجة لضغوط نفسية واجتماعية تحديث المخابز وجودة الرغيف عدسة غلوبال ترصد أحداث مباراة الاتحاد أهلي حلب والجيش انخفاض درجات الحرارة… الحالة الجوية المتوقعة الذهب مستمر في تحطيم الأرقام القياسية محلياً… محلل مالي لـ«غلوبال»: بتنا أقرب إلى سعر 3 آلاف دولار للأونصة بعد تحديد موعد التسجيل… عضو المكتب التنفيذي المختص بريف دمشق لـ«غلوبال»: توزيع مازوت التدفئة اعتباراً من الشهر المقبل والأولوية للمناطق الباردة أرقام فلكية لأجور قطاف وتخزين التفاح… رئيس اتحاد فلاحي السويداء لـ«غلوبال»: تأخر صدور التسعيرة انعكس سلباً على واقع المحصول كندا حنا في عمل جديد بعنوان “عن الحُبّ والموت” من إخراج سيف الدين سبيعي تدهور سرفيس على طريق دير الزور الميادين… مدير مشفى الأسد لـ«غلوبال»: وفاة شخص وإصابة 9 آخرين بينهم أطفال ونساء وفاة لاعب منتخب سورية لكرة السلة غيث الشامي
تاريخ اليوم
خبر عاجل | رأي و تحليل | نيوز

دمشق ومصفوفة القوة في المنطقة

خاص غلوبال – شادية إسبر

بينما كانت الكاميرات والأخبار تتابع وزير الخارجية الإيراني في دمشق، ووزير الخارجية السعودي في موسكو، وتبحث التحليلات بخفايا الاجتماعات التي جرت وتجري، وتلك التي يتم التحضير لها، جاء الخبر من بكين يقول: إنه تم التوصل إلى اتفاق بين السعودية وإيران لاستئناف العلاقات الدبلوماسية،هو خبر بمثابة إعلان بداية لترتيب جديد لمصفوفة القوة في المنطقة، يرسم ملامح أوضح لها خلال المرحلة القادمة، بألوانها الطبيعية الحقيقة الربيعية، ومستقبلها الذي يضمنه أبناؤها وأصدقاؤها، بعيداً عما يريده الأعداء في عواصم الاحتلالات والكيانات الغاصبة.

وبالتزامن مع الحراك الدبلوماسي النشط لحلحلة الخلافات المتشابكة بين دول المنطقة، كان الحراك العسكري الأمريكي يدفع للتصعيد، فبينما كانت الملفات السياسية تحقق إنجازات ملموسة بالاتجاه الصحيح لصالح شعوب المنطقة، وتواصل طائرات الدبلوماسية الهبوط في دمشق، كانت كواليس واشنطن تضج بخلافات حول سحب القوات الأمريكية من سورية، لتنتهي بقرار إبقائها كي تكمل مهمتها بنهب الثروات، وتغذية العنصرية والأفكار الانفصالية، وكانت أيضاً طائرة وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن تحط في مطار بن غوريون، علّها تجد طريقة لتأجيج فتيل النار الذي كلما خمد في المنطقة، تنفخ فيه بمخطط صهيوني جديد، لكن قبل أن يغادر أوستن كيان الاحتلال الغاصب لأرض فلسطين، وصله خبر الاتفاق الإيراني السعودي من بكين.

وفي الوقت الذي أعلن فيه عن الاتفاق، كانت الخارجية الصينية تجدد التأكيد على أنه آن الأوان أن تنهي الولايات المتحدة احتلالها للأرض السورية، لقد حان أوان رحيل القوات الأمريكية غير الشرعية الموجودة على الأرض السورية.

وبغض النظر عن التفاصيل، وبعيداً عن الأوهام أو التسرع بالأحكام على القادم من الأيام، فإن للاتفاق السعودي الإيراني العقلاني وقعاً مريحاً على شعوب المنطقة، وهذا ما ظهر جلياً في الترحيب الواسع رسمياً وشعبياً، فإن لم شمل المنطقة، بعيداً عن التدخل الأمريكي المنحاز دائماً لإسرائيل، هو أقصى أمنيات شعوبها التي تعاني من التدخلات والاحتلالات والحروب والإرهاب.

ومن دمشق، مركز ثقل الدبلوماسية الهادئة المتزنة، الثابتة القارئة للمتغيرات القريبة والبعيدة، أتى الترحيب ناصعاً واثقاً يؤكد أن هذه الخطوة المهمة ستقود إلى تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة، وبأن سورية تتمنى استمرار هذه الجهود لتشمل العلاقات بين دولنا العربية وأصدقائنا لمواجهة التحديات الكبرى التي نواجهها في عالم اليوم.

وبالنظر إلى انعكاسات الاتفاق الإيراني السعودي على الساحة الإقليمية عامة، والسورية خاصة، لا يمكننا تجاهل ما يصدر من تصريحات، لعل أبرزها ما قاله وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان للصحفيين في لندن قبل أيام (الثلاثاء 7 آذار):«الإجماع يتزايد في العالم العربي على أن عزل سورية لا يجدي، وأن الحوار مع دمشق ضروري خاصة لمعالجة الوضع الإنساني هناك، وقد يؤدي ذلك في النهاية إلى عودة سورية إلى جامعة الدول العربية».

إلى هذه القناعة توصلت الرياض بخصوص دمشق، لكن إلى ماذا توصل المبعوث الأممي إلى سورية؟ حيث يقول: «موقف المعارضة التي ترفض الاجتماع للجنة الدستورية هو موقف عبثي لا يدفع بأي تقدم للأمام».

إذاً بدأ الجميع يفهم ما دأبت دمشق على قوله منذ بداية ما سُمي”الربيع العربي“، ومع التطورات الاستراتيجية الأخيرة، نرى احتمالات كبيرة لتطور الوضع باتجاه كسر الحصار عن سورية، ودعمهما بحقها في السيادة على كامل أراضيها، وإخراج الاحتلالات، ومحاربة الإرهاب.

وفي القراءات فإن دمشق تسير بقرارها السيادي، وبدعم واسع من حلفائها، لتعود إلى موقعها الطبيعي عربياً وإقليمؤاً ودولياً، وهي تعمل بالتوازي على مسارات عدة، تفتح أبوابها لكل حل أو مصالحة أو عودة دون تنازلات أو مساومات، وفيما المؤشرات تظهر أن السعودية تهيئ نفسها للتحرك باتجاه عودة العلاقات مع سورية، يتحضر السوريون للاجتماع الرباعي الذي سيجمع دمشق وأنقرة وموسكو وطهران، حيث أصداء نتائجه – في حال كانت إيجابية وفق التوقعات ـ ستكون صادمة أيضاً للكيان الصهيوني وظهيره الأطلسي.

ولأنها دمشق، قلب العروبة النابض كما أكد العرب العائدون إلى قلبهم، ومركز المقاومة كما يؤكد أسياد المقاومة في كل مكان وزمان، كانت وما زالت في عين الاستهداف، وقد لخص ذلك السيد حسن نصر الله في خطابه أمس (الجمعة 10 آذار) بقوله: «سورية خارج دائرة الهيمنة الأميركية، وهي كانت محط نظر الإدارة الأميركية، ولولا صمود سورية كانت التسوية انتهت من زمان وكانت إسرائيل أخذت ما تريد».

طريقك الصحيح نحو الحقيقة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *