مطالبات برفع سعر الخبز التمويني تتجدد…أصحاب الأفران الخاصة بحلب لـ«غلوبال»:نؤمن الخميرة من السوق السوداء

خاص حلب – رحاب الإبراهيم

لم يمض فترة طويلة على قرار وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك بتزويد الأفران الخاصة بمادتي الخميرة وأكياس النايلون مجاناً، حتى تبين أنه مجرد حبر على ورق، حيث لم تحصل الأفران على ذمة أصحابها على الكميات المخصصة إلا بـ”القطارة”، ليضطروا لتأمين هذه المادة من السوق السوداء بأسعار مضاعفة.
 
هذا الواقع الذي يزيد من تكاليف صناعة رغيف الخبز اشتكى منه عدد من أصحاب الأفران الخاصة، حيث يقول زكريا العمر صاحب أحد الأفران في ريف مدينة حلب لـ«غلوبال»: اضطررنا لشراء كرتونة الخميرة من السوق السوداء وتحديداً من سوق جب القبة بوزن 9 كيلوغرامات تقريباً منذ فترة قصيرة ب255 ألف ليرة لكن اليوم وصل سعرها إلى 280 ألف ليرة، وكانت تؤمن سابقاً من الشركة العامة للمخابز ب 24 ألف ليرة.

ويضيف: لم نحصل على أي كمية من الخميرة بموجب القرار، الذي أخذ ضجة كبيرة من دون أي نتيجة على مبدأ اسمع جعجعة ولا أرى طحيناً، لذا نحن اليوم لا نطالب بتزيد الأفران بهذه المادة مجاناً، ولكن أقله تأمينها من الشركة العامة للمخابز بالسعر السابق نفسه بدل شرائها من السوق السوداء بأسعار مرتفعة.

وأشار إلى أن وزارة التجارة الداخلية وعدت بإعطائهم 30% من الكمية المخصصة التي لا تكفي لثمانية أيام في الشهر، في حين تغطى الكمية المتبقية من السوق السوداء، ما يرفع من تكاليف إنتاج رغيف الخبز، مشدداً على أن مادة الخميرة متوافرة في هذا السوق بالكميات التي يرغب بها أي فرن، لكن بسعر مرتفع، متسائلاً عن أسباب عدم توافرها في الشركة العامة للمخابز في حين تتوافر بالسوق السوداء، مطالباً بمعاملة الأفران الخاصة كالعامة لناحية تأمين مستلزمات الانتاج، مشيراً إلى ضرورة تزويد الأفران الخاصة أيضاً بكميات إضافية من مادة المازوت لتشغيل الأفران ولاسيما في الأرياف، التي لا يتواجد فيها كهرباء، ما يرفع تكاليف الإنتاج على أصحاب الأفران.

وبناءً على هذه المعطيات طالب أيضاً برفع سعر الخبز التمويني عند تأمين احتياجات مستلزمات صناعة رغيف الخبز إلى 400 ليرة، بحجة أن أصحاب الأفران الخاصة يتحملون تكاليف كبيرة ومنها الصيانات المكلفة والغرامات التي تفرض عليهم ولاسيما فيما يتعلق بالشكاوى الكيدية، التي دعا الدوريات التموينية إلى التحقق من صحتها قبل كتابة الضبوط التموينية. 

تقاعس واستغلال 

«غلوبال» استفسر من رئيس الجمعية الحرفية لصنع الخبز عبد الغني ناصر عن أسباب عدم منح الشركة العامة للمخابز الأفران الخاصة مادة الخميرة مجاناً حسب قرار وزارة التجارة الداخلية وتوافر هذه المادة الأساسية في السوق السوداء، ليؤكد بأن تقاعس الشركة العامة للمخابز عن تأمين مادة الخميرة دفع تجار السوق السوداء إلى استغلال هذه النقطة عبر طرح مادة الخميرة في السوق بأسعار مضاعفة بعد تأمينها عن طريق الاستيراد أو بأساليب أخرى خاصة بهم.

وبين ناصر أن الجمعية تواصلت مع الشركة العامة للمخابز ووزارة التجارة الداخلية من أجل الإسراع في تأمين مادة الخميرة، حيث وعدوا بتأمينها للأفران الخاصة مجاناً كيلا يضطر أصحابها إلى شرائها من السوق السوداء بأسعار مرتفعة تزيد من تكاليف صناعة رغيف الخبز.

طريقك الصحيح نحو الحقيقة