خبر عاجل
الذهب مستمر في تحطيم الأرقام القياسية محلياً… محلل مالي لـ«غلوبال»: بتنا أقرب إلى سعر 3 آلاف دولار للأونصة بعد تحديد موعد التسجيل… عضو المكتب التنفيذي المختص بريف دمشق لـ«غلوبال»: توزيع مازوت التدفئة اعتباراً من الشهر المقبل والأولوية للمناطق الباردة أرقام فلكية لأجور قطاف وتخزين التفاح… رئيس اتحاد فلاحي السويداء لـ«غلوبال»: تأخر صدور التسعيرة انعكس سلباً على واقع المحصول كندا حنا في عمل جديد بعنوان “عن الحُبّ والموت” من إخراج سيف الدين سبيعي تدهور سرفيس على طريق دير الزور الميادين… مدير مشفى الأسد لـ«غلوبال»: وفاة شخص وإصابة 9 آخرين بينهم أطفال ونساء وفاة لاعب منتخب سورية لكرة السلة غيث الشامي درجات حرارة ادنى من المعدل… الحالة الجوية المتوقعة هل باتت الحلاقة من الكماليات ودخلت في بازار “الفشخرة”… رئيس جمعية المزينين بدمشق لـ«غلوبال»: التسعيرة الجديدة عادلة تركة ثقيلة وحياة المواطن على المحك! الركود يهزم الأسواق وانخفاض في كميات الإنتاج… الجمعية الحرفية لصناعة الألبان والأجبان لـ«غلوبال»: العزوف عن الشراء ساهم في ثبات الأسعار
تاريخ اليوم
خبر عاجل | رأي و تحليل | نيوز

وزارة التجارة مصرة على الجنون…تجربة معتمدي الخبز محكومة دائماً بالفشل!

خاص غلوبال ـ علي عبود

كنّا سنتفاجأ كثيراً لو أن تجربة معتمدي الخبز حققت نجاحا ولو 10%، فهذه التجربة فشلت في ثمانينيات القرن الماضي، وفشلت أكثر في تسعينيات القرن العشرين، وتوقعنا لها الفشل السريع والمدوّي بعد تكرارها مجدداً في الأعوام الأخيرة، على الرغم من المديح الذي تلقته بلا حدود من وزارة التجارة الداخلية.

يقول صاحب النظرية النسبية ألبرت أينشتاين: الجنون هو أن تفعل نفس الشيء، مرة بعد أخرى، وتتوقع نتائج مختلفة!

وهذا ماحصل تماماً مع تجربة معتمدي الخبز خلال العقود الماضية، فوزارة التموين سابقاً، والتجارة الداخلية حالياً، لم تحصد منها سوى الفشل الذريع، وهاهي تستعد لإلغائها في المناطق التي تتواجد فيها أفران وصالات للسورية للتجارة!.

السؤال: لماذا تصرّ الوزارة المسؤولة عن تأمين الخبز المدعوم على ممارسة الجنون، أي بفعل نفس الشيء مرة بعد أخرى، وتصرّ أكثر على إقناعنا بنتائج مختلفة؟.

والمسألة لاتقتصر على فعل نفس الشيء المرة بعد الأخرى بالنسبة لتجربة المعتمدين فقط، وإنما أيضاً مع باعة الخبز أمام الأفران أو قربها بسعر لايقل عن 2000 ليرة لربطة الـ 200 ليرة أي بعشرة أضعاف ثمنها المدعوم؟.

نعم، من يعود إلى أرشيف صحافتنا المحلية سيكتشف بأن ظاهرة بيع ربطات الخبز من قبل الأطفال تعود لثمانينيات القرن الماضي، وبقيت مستمرة حتى الآن، ولن تتوقف طالما تقوم وزارة التجارة حالياً، والتموين سابقاً، بمعالجتها بالإجراءات نفسها المرة تلو المرة، وتتوقع نتائج مختلفة!.

حسناً بما أن تجربة معتمدي الخبز أخفقت في الأعوام القليلة الماضية مثلما أخفقت في العقود السابقة، لماذا لاتعتمد وزارة التجارة آليات فعالة تتيح تأمين مادة الخبز بالراحة،وتجتث الازدحام أمام كوى الأفران والوقوف أمامها لساعات طويلة في الطوابير؟.

من المؤكد أن أرباب آلاف الأسر يهدرون ساعات طويلة يومياً للحصول على مخصصاتهم من الخبز، لأنهم غير قادرين على اقتطاع 4 آلاف ليرة يومياً من دخلهم المحدود لشراء ربطتي خبز من النساء والأطفال الذين يجاهرون بأنهم يستجرونها من المعتمدين أو من فاسدين داخل الأفران!.

لقد ثبت في السابق بأنّ المعتمدين يبيعون الخبز كعلف، لذا ألغت وزارة التموين التجربة، وهاهو رئيس جمعية حماية المستهلك عبد العزيز المعقالي يُعلن مؤخراً (أن إلغاء بيع الخبز عبر المعتمدين يعتبر بداية خطوة صحيحة باعتباره يخفف من الهدر ومن حالات بيع الخبز كعلف ومن الابتزاز الحاصل من بعض المعتمدين)،وهذا تأكيد على مقولة أينشتاين (الجنون هو أن تفعل نفس الشيء مرة بعد أخرى وتتوقع نتائج مختلفة)!.

من الغريب جداً أن تجربة بيع الخبز عبر الأكشاك، وكانت آلية ناجحة جداً ألغتها الوزارة مع إلغاء تجربة المعتمدين، مع أن المنطق يقول بزيادة وجودها في الأسواق والضواحي، وحتى قرب الأفران، ولم يقدّم أي مسؤول حجة واحدة تبرر إلغاءها، مثلما حدث في ضواح مكتظة بالسكان كضاحيتي مشروع دمر وقدسيا!.

ونسأل مجدداً: لماذا الإصرار على تجربة المعتمدين المرة تلو المرة ورفض أي آلية أخرى توفر الخبز لملايين الأسر السورية بالراحة؟.

في حال كانت وزارة التجارة الداخلية صادقة فعلاً بأن الأفران تنتج من الخبز وفق حاجة الأسر السورية فإننا سبق واقترحنا عدة آليات لبيع الخبز وهي:
ـ زرع أكشاك في الأحياء والأسواق والضواحي، ولاسيما قرب المؤسسات والإدارات العامة والخاصة لبيع الخبز.
ـ إحداث منافذ لبيع الخبز بجوار منافذ صالات السورية للتجارة، مثلما هي الحال بالنسبة للمواد المقننة.
ـ التنسيق مع نقابات العمال المتواجدة في كل إدارات ومؤسسات الدولة لتزويدها بحاجة العاملين من الخبز يومياً، وسبق أن قامت بعض المؤسسات بتأمين حاجة موظفيها من ربطات الخبز بالتنسيق مع الأفران القريبة منها مباشرة.
ـ تزويد بعض منافذ البيع المتواجدة داخل الكثير من المؤسسات بمخصصات عمالها من الخبز.
ـ التنسيق مع الروابط الفلاحية لتزويد مراكزها في الريف بكميات كافية من ربطات الخبز لسكان القرى التي لاتتواجد فيها منافذ بيع للسورية للتجارة، كبديل عن المعتمدين.

الخلاصة: تجربة المعتمدين كانت ولاتزال فاشلة بامتياز، فقد فعلوها سابقاً ويفعلونها الآن، يبيعون ربطة الخبز بخمسة أضعاف ثمنها المدعوم أو بيعها كأعلاف، كذلك تجربة مكافحة ظاهرة بيع النساء والأطفال لربطات الخبز قرب الأفران كانت ولا تزال فاشلة، لأن وزارة التجارة غير جادة باعتماد آليات فعالة لتأمين الخبز لملايين الأسر السورية بالراحة، فهي مصرة على مدى أربعة عقود من الزمن على إثبات صحة نظرية أينشتاين: الجنون هو أن تفعل نفس الشيء مرة بعد أخرى وتتوقع نتائج مختلفة!

طريقك الصحيح نحو الحقيقة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *