تطبيق أجهزة التتبع ما بين طلب المواطنين الملح واعتراض سائقين… مدير محروقات السويداء لـ«غلوبال»: بدء تركيب الأجهزة نهاية شهر حزيران
خاص السويداء – طلال الكفيري
يبدو أن انعدام الحلول الجذرية لأزمة النقل الملازمة لأهالي قرى وبلدات السويداء منذ أكثر من عامين، أبقاها قائمة لتفرض نفسها كمشهد يومي اعتاد عليه الأهالي قسراً على مبدأ المثل القائل ”مرغم أخاك لابطل“وليبقى الحل المنتظر عند المواطنين هو تركيب أجهزة التتبع التي لم تبصر النور لتاريخه، فأزمة النقل التي بات يدرك الصغير والكبير أنها مفتعلة، فلم يعد مقبولاً أن تبقى الهم المؤرق لأبناء السويداء.
وللهروب من شبح الأزمة أصبح مطلب مواطني المحافظة الملح إسراع المعنيين بتطبيق آلية التتبع، ولاسيما بعد أن شهدت المحافظات التي طبقت بها هذه الآلية انفراجات كبيرة بأزمة النقل.
فتطبيق تلك الآلية سيرغم السائقين على العمل، وبالتالي ستحد من تسربهم عن الخطوط التي يعملون عليها، علماً بأن غالبية المتسربين يحصلون على مخصصاتهم من المازوت ولكنها للأسف بدلاً من أن تذهب لتخديم المواطنين كان يرمى بها في السوق السوداء، وليحجم بعدها هؤلاء عن العمل بذريعة عدم توفير المازوت لهم بالشكل الكافي.
إذاً آلية التتبع تلك كفيلة بوضع حد للسجالات الدائرة يومياً، ما بين المواطنين الذين يرمون كرة أزمة النقل بملعب السائقين، والسائقين الذين يرمون الكرة بدورهم بملعب لجنة المحروقات، ولاسيما بعد أن خفضت مخصصاتهم بنسبة 25 بالمئة.
وفي المقلب الآخر لم يرق لعدد كبير من السائقين العاملين على خطوط المحافظة الداخلية، القرار الملزم المتضمن تركيب أجهزة التتبع لآليات النقل الجماعي وشركات نقل البولمان والذي ستتم المباشرة به مع نهاية شهر حزيران، حيث هناك استياء كبير من هذا القرار الملزم كونه وعلى حد تعبيرهم لا يصب في مصلحتهم لأسباب عدة في مقدمتها ضعف شبكة الاتصالات وانقطاعها أحياناً أخرى، ما يخلق مشكلات عدة في عمل جهاز التتبع، وهذا سيؤدي في النهاية إلى إيقاف مخصصاتهم من مادة المازوت، ما اعتبره هؤلاء ظلماً ما سيلحق بهم،إضافة لذلك ارتفاع سعر أجهزة التتبع وعدم مقدرتهم على مجاراتها، ولاسيما في ظل الظروف المعيشية الصعبة، ولاسيما أن تكلفة الجهاز الواحد تبلغ 350 ألف ليرة، مضافاً إليها ضريبة نصف سنوية تبلغ 15 ألف ليرة.
وفي هذا السياق، أوضح مدير فرع شركة محروقات السويداء المهندس جهاد البرنوطي لـ«غلوبال» أن تركيب أجهزة التتبع هو ملزم لسيارات النقل العاملة على ساحة المحافظة، وستبدأ المباشرة به مع نهاية حزيران، وكل آلية لا تلتزم بتركيب جهاز التتبع سيتم العمل على إيقاف مخصصاتها من المازوت، وقد تم تعميم هذا القرار على نقابة عمال النقل البري باتحاد عمال السويداء للعمل على التنسيق مع أصحاب السيارات لشراء أجهزة التتبع عن طريق فرع المصرف التجاري في السويداء.
لافتاً إلى أنه خلال اجتماع لجنة المحروقات مؤخراً اتفق على تشكيل لجنة لإعادة تقدير الاحتياج الفعلي لجميع خطوط المحافظة مؤلفة من مدير مكتب النقل في المحافظة وعضو المكتب التنفيذي المختص و مدير مراكز الانطلاق ومهندس من مديرية الخدمات الفنية إضافة لنقابة النقل على أن يتم فيما بعد، طبعاً وبعد قيام هذه اللجنة بتحديد الاحتياج الحقيقي من مادة المازوت لآليات النقل الجماعي، توجيه السائقين إلى فرع المصرف التجاري لدفع ثمن الجهاز بهدف شرائه.
طريقك الصحيح نحو الحقيقة