بالوثائق المسربة واليد الأمريكية زيلنسكي يضرب روسيا بـ«قسد»
خاص غلوبال – شادية إسبر
تتوحد ساحات المعارك بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية أو بسببها، فما يجري في سورية له علاقة بأوكرانيا، وحرب الناتو في أوكرانيا تمتد للصراع مع إيران، وكما هو معتاد فتّش في كل خرابٍ عن المخابرات الأمريكية وعملائها.
جديد هذه المرة وثائق للبنتاغون كانت سرية إلى حين، سُربت وانتشر قسم منها حول الدعم والتخطيط والتدريب الذي تتلقاه القوات الأوكرانية من قبل البنتاغون والـ (CIA) بهدف التأثير على المعركة الروسية في الدونباس، فما الذي أوصل التنسيق الأوكراني والأمريكي إلى سورية؟!.
وثيقة مسربة ممهورة بالسرية التامة (TOP SECRET) وتحمل الرمز
//HCS-P/SI//ORCON-USGOV/NOFORN
تنص الوثيقة الخارجة من الغرف السرية للبنتاغون ــ عمداً أم تسريباً ــ على أن ضباط المخابرات العسكرية الأوكرانية فضلوا ضرب القوات الروسية العاملة في سورية باستخدام طائرات دون طيار، بدءاً بضربات ”صغيرة“، أو توجيه الضربات على قوات مجموعة فاغنر فقط، بحيث يمكن لضباط المديرية الرئيسة للاستخبارات وجهاز المخابرات العسكرية التابع لوزارة الدفاع الأوكرانية،التخطيط لهذه الهجمات وتنفيذها وإنكارها دون توريط الحكومة الأوكرانية بها.
الغريب في الموضوع أن القوات الروسية موجودة أمام مخابرات زيلينسكي وقواته ومرتزقته على محاور قتال في جبهة واسعة الامتداد، والحرب قائمة هناك في الدونباس على قدم وساق، فلماذا لا يستهدفون تلك القوات هناك ويخططون لاستهدافها هنا في سورية؟ وأين الأيدي الأمريكية في كل هذا ؟؟.
تبيّن الوثيقة أن نظام كييف عوّل في تنفيذ الهجمات على القوات الروسية في سورية بمساعدة تنظيمات محلية مدعومة من واشنطن، حيث كانت خطة الاستخبارات العسكرية الأوكرانية طلب المساعدة من ”قوات سوريا الديمقراطية – قسد“ المدعومة من واشنطن، ودرس الضباط الأوكرانيون تدريب عناصر من ”قسد“ على ضرب أهداف روسية والقيام بأنشطة ”عمل مباشر“ ”غير محددة“، إلى جانب هجمات طائرات دون طيار، مع امتناع قيادة ”قوات سوريا الديمقراطية“ عن شن ضربات على مواقع روسية في المناطق التي توجد فيها ”قسد“، وكل ذلك حسب الوثيقة المسربة.
وهنا لابد من الإِشارة إلى وجود معلومات نشرتها الصحافة الأمريكية، عن سعي ما تسمى ”قوات سوريا الديمقراطية – قسد“ إلى التدرب على أنظمة الدفاع الجوي، وضمان أن دورها سيبقى سراً في دعم العمليات الأوكرانية، وطبعاً نفت ”قسد“ كل هذه المقولات، وليس أمامها سوى أن تنفي، فيمن غير المعقول أن تؤكد، لكن المعقول جداً أنها تنفذ.
والملفت في الوثيقة ما ذكرته عن علم تركيا بالتخطيط الأمريكي الأوكراني، فالمسؤولون الأتراك ”سعوا لتجنب رد فعل محتمل“، واقترحوا أن تشن أوكرانيا هجماتها من المناطق الكردية بدلاً من تلك الموجودة في الشمال والشمال الغربي التي تسيطر عليها جماعات إرهابية أخرى، بعضها مدعوم من تركيا.
الوثائق التي تكشف عن حساسية الوضع الجيوسياسي وكيفية انتقال التوتر، أو نقله أمريكياً، وخلط الأوراق المصلحية وتحريك الأدوات سواء الإرهابية أم الانفصالية، وسواء أوقف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الخطة أم استمر بها، كما تقول وسائل الإعلام الأمريكية نقلاً عن الوثائق السرية، تبقى كرة النار الأمريكية التي تشعلها واشنطن في مناطق عدة من العالم متأججة متنقلة، من أوروبا (أوكرانيا كرأس حربة للناتو بمواجهة روسيا)، إلى الشرق الأوسط (ترويج الإيرانو فوبيا مقابل حمائم السلام الصهيونية) وإشعال الفتن الطائفية والعرقية والمذهبية، وصولاً إلى شبه الجزيرة الكورية، والصين وتايوان، ناهيك عن بؤر الاقتتال في القارة الإفريقية، كل تلك البؤر المشتعلة بالفتيل والأمريكي والمتأججة بزيت واشنطن المسكوب على جمر احتراق الشعوب، أدواتها وحطبها مرة دول كأوكرانيا أو فصائل انفصالية كقسد، والخاسر الأكبر بالمحصلة هو كل متعلق بالوهم الأمريكي.
طريقك الصحيح نحو الحقيقة