سورية وإيران في قمة للتنمية والسلام
خاص غلوبال – محي الدين المحمد
هل انتهت رياح السموم الأمريكية التي هبت على المنطقة منذ عقد ونيف وأشعلت الأخضر واليابس تحت يافطة الربيع العربي، وهل تفلح النسائم القادمة من الشرق بأن تنعش الأمل في سلام يعيد الأولوية إلى التنمية والتعاون بين دول الإقليم التي غرقت في حروب ونزاعات لاتخدم أحداً، وتنهي القطيعة التي فرضتها أمريكا على الأشقاء والأصدقاء،هذه الأسئلة وغيرها باتت تدور في ذهن القاصي والداني في المنطقة،لكن السؤال الأهم هو هل تسطيع تلك النسائم أن تسري في نسيج المنطقة بالسرعة ذاتها التي هبت فيها نيارين الحرب والإرهاب والقطيعة وحولت (الربيع العربي المزعوم) إلى هشيم حول خيرات الإقليم إلى رماد ودخان يعمي العيون والأبصار.
لقد أجابت القمة السورية الإيرانية التي استضافتها دمشق وعلى يومين على الكثير من تلك التساؤلات من خلال تصريحات الرئيسين( بشار الأسد وإبراهيم رئيسي) ومن خلال التفاهمات والاتفاقيات التي تم التوقيع عليها والتي كانت في معظمها اتفاقيات تعزز قدرة الدولتين على نهوض تنموي شامل ينهي التأثير الكارثي للعقوبات احادية الجانب والمخالفة لميثاق الأمم المتحدة التي فرضتها و تفرضها أمريكا على سورية وعلى إيران وعلى كل من يرفض الانسياق وراء سياساتها الاستباحية لخيارات الشعوب وخيراتها.
نسائم التنمية والسلام باتت تتسرب من الشرق لتؤلف بين قلوب الإيرانيين والسعوديين بمباركة صينية وزخم تلك النسائم يصل إلى دمشق في جعبة الرئيس الإيراني المغلفة بحب الشعب الإيراني وتضامنه مع الشعب السوري الذي وقف ويقف في وجه الإرهاب الدولي دفاعاً عن بلده وعن شعوب العالم.
لقد تجدد الأمل لدى شعوب المنطقة أن تبدأ مرحلة(التشبيك) بين إيران والسعودية ودول الخليج والعراق وبلاد الشام وأن يصبح التواصل بين شعوب المنطقة عبر الطرق البرية وعبر السكك الحديدية التي لن تربط إيران بالعراق وسورية فقط وإنما ستربط الصين بهذا الإقليم، مع الإشارة إلى أن هذا الحلم كان قيد التحقق قبل أن تجهضه أمريكا بإرهابها وعقوباتها و بدواعشها وبنصبها لقاعدة التنف المسؤولة حتى الآن عن عرقلة التواصل برياً بين إيران والعراق وسورية.
إعادة الإعمار والتعاون الاقتصادي والحفاظ على وحدة الأراضي السورية وحق إيران في إتمام برنامجها النووي للأغراض التنموية هي بعض مما أكدته القمة السورية الإيرانية، لكن ما ستؤكده الأيام القادمة أن هذه القمة ستكون مرحلة انطلاق وتعاون لدول الاقليم لإنهاء جميع المظاهر الشاذة التي سببتها الاستباحة الأمريكية وتفردها بقيادة العالم، تلك القيادة التي كادت أن توصل الجميع إلى الهاوية.
طريقك الصحيح نحو الحقيقة