خبر عاجل
محمد خير الجراح: “الأعمال التركية المُعرّبة حلوة بس مافيها روح” ماس كهربائي يودي بحياة أم وابنتها بقرية كفرفو بطرطوس… رئيس بلدية الصفصافة لـ«غلوبال»: حين وصول الإطفائية كانتا في حالة اختناق إرهابٌ سيبراني متصاعد لإبادة المدنيين مناقشةتحضيرات الموسم الجديد… رئيس دائرة التخطيط بزراعة الحسكة لـ«غلوبال»: الموافقة على عدد من المقترحات للتسهيل على الفلاح وزارة الخارجية والمغتربين تدين الاعتداء الصهيوني على الضاحية الجنوبية في لبنان جهود لحفظ الملكيات وتسهيل الرجوع إليها… مدير المصالح العقارية بحماة لـ«غلوبال»: بعد إنجاز أتمتة سجلات المدينة البدء بأتمتة المناطق عبر شبكة “pdn” تعديل شروط تركيب منظومات الطاقة الشمسية في دمشق… خبير لـ«غلوبال»: على البلديات تنظيم الشروط والمخططات ووضع معايير بيئية وجمالية محمد عقيل في مؤتمر صحفي: “غايتنا إسعاد الجماهير السورية” نادي الرفاع البحريني يتعاقد مع السوري محمد الحلاق معتصم النهار يوثق رحلته إلى إيطاليا
تاريخ اليوم
خبر عاجل | رأي و تحليل | نيوز

عودةُ الصواب العربي…مقعد سورية عربياً لم يعد شاغراً

خاص غلوبال – شادية إسبر

مستندين هذه المرة إلى ميثاق جامعة الدول العربية ومبادئه، أجمع المجتمعون في مجلس وزراء خارجية الدول العربية على قرار ـ مع تسجيل بعض الدول تحفظها ــ يتبنى عودة سورية إلى شغل مقعدها في الجامعة العربية، بعد أكثر من 11 عاماً من قرار التعليق الذي صدر حينها خارج الأصول الميثاقية، كما فرض عقوبات اقتصادية وسياسية ضد دمشق، وأعلن عرب ذاك الزمان دعم “المعارضة” حتى الرمق الأخير، ولم يعترض يومها إلا ثلاث دول هي سورية ولبنان واليمن وامتنع العراق عن التصويت،فما الذي استجد مؤخراً؟ ولماذا طويت هذه الصفحة؟.

خلال سنوات الحرب على سورية لم تتوقف التصريحات والقرارات السورية الرسمية عن تأكيد العمق العربي لسورية في كل مناسبة، مؤكدة بأن أنظمة عربية هي من عملت بأقصى طاقاتها لإخراج سورية من الجامعة، ولن تكون العودة إلا بإعادتها من قبل من أخرجها وبقرار واضح، وفي كل مناسبة تشدد سورية على أنه لا بديل عن تنسيق عربي تفرضه الوقائع، والحاجة العربية لموقف موحد، في عالم متغير ينحو اتجاه تكتلات سياسية اقتصادية تماشي الظروف الدولية، وتعود بالنفع للمنطقة.

جهد قسم عربي لابأس به في معاداة سورية عبر تمويل وتسليح المجموعات الإرهابية، والتدخل في شؤونها الداخلية بدعم أجنبي كبير، فاقم سوء الأوضاع الأمنية والاقتصادية للبلاد، وحوّل سورية إلى منطقة صراع دولي عرابه قطر عربياً وتركيا إقليمياً والولايات المتحدة دولياً، إلا أن القصة انتهت، والأدوات فشلت، وبقيت سورية في مكانها، بوزنها العربي والإقليمي.

جاءت مأساة الزلزال في السادس من شباط العام الجاري، ورغم أنها كارثة إنسانية وحدث جلل، إلا أن إحدى نتائج هزاته الارتدادية كانت فتح باب العودة عربياً إلى المطارات ومنها إلى المناطق المتضررة، رافقها توازياً حراك دبلوماسي عربي نحو سورية، وفي فترة زمنية قصيرة استقبلت دمشق بتواتر وزراء خارجية عرب عدة، بحثوا في البند الأول مساعدة المتضررين من الزلزال، بينما كانت باقي البنود عودة سورية إلى الصف العربي، وكان أن وقف “الأشقاء” إلى جانب بعضهم، فسورية بلد مؤسس لجامعة الدول العربية، وغياب أحد المؤسسين بالتأكيد أضر بالبنية كاملة، وأضعفها، وفاقم التحديات على المستويات كافة، سياسياً واقتصادياً وأمنياً، فالغياب السوري أضرّ بالجميع، وأولى الخطوات الصحيحة عربياً عودة سورية إلى مكانها الطبيعي، والبداية إلى مقعدها في الجامعة العربية.

بين توقيتين لقرارين، سنوات طوال، لكل منهما وقع كبير، الأول (تشرين الثاني العام 2011) بات معروف النتائج التي كانت كارثية عربياً، أما الثاني…

ظهيرة يوم الأحد السابع من أيار عام 2023، يقول المتحدث باسم الجامعة العربية جمال رشدي: إن “وزراء الخارجية العرب قرروا في اجتماعهم بالعاصمة المصرية القاهرة رفع التجميد المفروض على عضوية سورية بالجامعة العربية”، ليؤكد وزير الخارجية المصري سامح شكري صحة القرار، ويضيف بأن ”السبيل الوحيد لتسوية الأزمة السورية هو الحل السياسي دون تدخلات خارجية“، ليجدد بدوره المتحدث باسم وزارة الخارجية العراقية أحمد الصحاف موقف بلاده بأن “عودة سورية لمقعدها في الجامعة العربية يسهم بتعزيز أمنها واستقرارها.

لم يمض وقت طويل حتى أعلنت سورية موقفها، وأكدت خارجيتها متابعتها باهتمام التوجهات والتفاعلات الإيجابية التي تجري حالياً في المنطقة العربية، مشيرة إلى أن المرحلة القادمة تتطلب نهجاً عربياً فاعلاً وبناءً على الصعيدين الثنائي والجماعي، وجددت موقفها المستمر بضرورة تعزيز العمل والتعاون العربي المشترك.

صدر القرار العربي الجديد بإجماع استثنائي، فهل أحسّ العرب على المستوى الرسمي بأن قرارهم كان خاطئاً بعزل سورية التي لم تُعزل؟ أو أن نظامها لم ولن ينهار؟ أم إن العودة السورية ضرورة حتمية فالقرب أفضل والمنفعة متبادلة؟.

يبقى ذلك رهين الأيام القادمة، ولاسيما أن القمة العربية باتت على الأبواب (19 أيار 2023)، ومنذ اللحظة الأولى للإعلان العربي، انصبت جميع الأسئلة والتحليلات حول حضور الرئيس السوري بشار الأسد في قمة الرياض، الأمر الذي أجاب عليه الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط خلال مؤتمر صحفي بالقول:”إذا رغب الرئيس الأسد في ذلك، فسورية باتت كاملة العضوية في الجامعة منذ اليوم“.

وإن كان القرار العربي قد اتخذ بالإجماع، ينظر إليه السوريون على أنه خطوة صحيحة متأخرة جداً، إلا أنها أفضل من عدم السير بها، فالوعي الجمعي السوري مرتبط بشكل كبير بلفظ العروبة، والامتداد العربي، وحلم تكوين بلد عربي موحد، والأهم “كفّ البلاء” المحيق بهم لأكثر من 11 عاماً، وكانت بعض الأنظمة العربية سبباً جوهرياً فيه.

طريقك الصحيح نحو الحقيقة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *