عملية الديسك تحتاج إلى 10 ملايين ليرة… مدير صحة السويداء لـ«غلوبال»: بصدد اقتراح تشريعات ناظمة لأجور المشافي الخاصة

خاص السويداء – طلال الكفيري

بات إجراء أي عمل جراحي في مشافي السويداء الخاصة البالغة 4، ومهما كان نوعه يحتاج بكل تأكيد لميزانية مالية كبيرة يصعب على الكثيرين من المرضى مجاراتها ما أبقى دخولها محصورة بميسوري الحال.

فأسعار الفحوصات الطبية السابقة لأي عمل جراحي، مضاف إليها أجور هذا العمل سقفها وللأسف بات مفتوحاً وخاضعاً لتذبذب سعر الصرف، ما أبقى المرضى وحسب الذين التقت بهم «غلوبال» أمام خيارين أحلاهما مرّ، إما انتظار دورهم لدى المشافي العامة الذي قد يمتد لأكثر من سبعة أشهر، نتيجة لوجود نقص شديد بأطباء الجراحة ولكل الاختصاصات، وإما التوجه نحو الجمعيات الخيرية وما أكثر الذين يطلبون مساعدتها هذه الأيام، للحصول على مبلغ مالي يمنحهم الجرأة لطرق أبواب المشافي الخاصة، وتالياً دفع الفاتورة الطبية المترتبة عليهم، وإن خيبت ظنهم يد المساعدة سيعودون من حيث أتوا، وعندها لن يكون أمامهم ولاسيما من كان وضعه الصحي لا يحتمل الانتظار سوى استدانة أجرة العملية.

والمثير للاستغراب أن بعض الأطباء الذين يقومون بإجراء العمل الجراحي في المشافي الخاصة بالأصل متعاقدون مع المشافي العامة، إلا أن ” تطفيش” المرضى إلى المشافي الخاصة، بذريعة عدم توافر الإمكانات الطبية والعلاجية اللازمة بها أصبحت اللغة السائدة عند الكثير من الأطباء، طبعاً الذرائع التي يأتي بها هؤلاء الأطباء بالتأكيد غير صحيحة كون المشافي العامة في السويداء والتي تبلغ أيضاً أربعة مجهزة بأحدث التجهيزات الطبية ومشكلتها تكمن بعدم توافر الكوادر الطبية الكافية، كون غالبيتهم شد رحاله مسافراً، أو للأسف تسرب نحو المشافي الخاصة.

ليضيفوا: إن أجور العمليات التي يتقاضاها الأطباء العاملون في المشافي الخاصة مرتفعة جداً مقارنة بخدماتها المتواضعة المقدمة للمرضى، ناهيك عن أجور الإقامة والأدوية والتحاليل وغيرها التي لا ترحم الجيوب على الإطلاق حيث وصلت أجور عملية الديسك إلى نحو عشرة ملايين ليرة، وأجور عملية جراحة العين إلى نحو 2 مليون ليرة، وأجور عملية« الفتق اللبي» إلى نحو 3 ملايين ليرة، وعملية الولادة القيصرية إلى 2 مليون ليرة، وعملية القثطرة القلبية إلى نحو 700 ألف ليرة، وكل هذه الأسعار قابلة للزيادة في قادمات الأيام، ويضاف إلى ذلك فقد وصلت أجرة صورة الإيكو إلى 100ألف ليرة، والرنين المغناطيسي والطبقي المحوري إلى 500 ألف ليرة، هذا ناهيك بأجور التحاليل المخبرية التي تفوق المئة ألف ليرة،ولسان حالهم أين نقابة الأطباء عن أسعار المشافي الخاصة التي ما زالت خارج دائرة الرقابة لتاريخه؟.

وفي هذا السياق أشار مدير صحة السويداء الدكتور طارق الجمال إلى أن وزارة الصحة بصدد مناقشة اقتراح تشريعات ناظمة لأجور المشافي الخاصة، وأي شكوى ترد لمديرية الصحة حول ارتفاع أجور العمليات الجراحية تتم متابعتها ومعالجتها، علماً لتاريخه لم يرد للمديرية أي شكوى متعلقة بارتفاع الأسعار.

وفي تصريح مماثل أوضح نقيب أطباء السويداء الدكتور إحسان جودية بأنه تم تشكيل لجنة استشارية لوضع ضوابط تحد من الأسعار العشوائية للمشافي الخاصة، إضافة لذلك تعمل وزارة الصحة على توحيد تسعيرة المشافي وفق نظام الوحدات كل وحدة 4 آلاف ليرة، والعمل بنظام الفوترة من خلال ربط المشافي الخاصة مع الوزارة، وهنا يصبح المشفى ملزماً بالتسعيرة المحددة.

مضيفاً: إن ارتفاع أجور المشافي الخاصة، ولاسيما في الآونة الأخيرة، جاء بذريعة ارتفاع أسعار التجهيزات الطبية إضافة لارتفاع أسعار الأدوية، وأجور الأطباء العاملين لدى هذه المشافي، لافتاً إلى أن دور العملية لدى المشفى العام فقط للعمليات الباردة، بينما العمليات الإسعافية لا تحتاج إلى دور.

طريقك الصحيح نحو الحقيقة