باعة منظفات يدخلون على خط تركيب العطور… أمين سر لجنة العطور باتحاد الحرفيين بحلب لـ«غلوبال»: ظاهرة خطرة تسبب انتشار الأورام السرطانية

خاص حلب – رحاب الإبراهيم 

يكاد لا يمر يوم إلا ونسمع عن تسجيل إصابات جديدة بإحدى الأورام السرطانية، التي باتت تنتشر على نحو مخيف من دون تحديد سبب محدد، لكن حتماً نوعية الغذاء غير الصحي وخاصة المهرب غير الخاضع لأي مراقبة لمعرفة المواد الداخلة في تركيبه يشكل أحد الأسباب الرئيسة ولا سيما خلال سنوات الحرب السوداء، والغش الواضح في السلع الغذائية والتجميلية وغيرها بقصد تحصيل أرباح طائلة على حساب المواطن وصحته بلا رادع أو خوف من المحاسبة في ظل رقابة نائمة في العسل.

تجاوزات بعض التجار والباعة، التي تشكل سبباً بشكل أو بآخر للإصابة بالأورام السرطانية، قد تكون معلومة لبعض الجهات الرقابية من دون اتخاذ إجراءات كافية لمنع ذلك وحماية المستهلك من هذه المخالفات، التي وصلت جراء هذا الانفلات إلى درجة استخدام المواد العطرية المعدة للاستعمال في تصنيع المنظفات في تركيب العطور وبيعها للمواطنين بلا تفكير بعواقب هذا الاستخدام المضر، كونه يستخدم مواد كيميائية مخصصة لصناعة المنظفات في تجهيز عطور ترش على الوجه والجسم، ما يعرض صحة المواطن لخطر الإصابة بمرض السرطان، وهذا ما لا يمكن استيعابه، ولاسيما أن هذا الفعل الجسيم يمر كغيره من دون محاسبة مرتكبيه، الذي يركنون إلى ميل المواطن لشراء مواد رخيصة بسبب دخله المنخفض.

استخدام خاطئ 
صرخة أطلقها محمد ملقي أمين سر جمعية العطور والمواد التجميلية في اتحاد الحرفيين بحلب عبر «غلوبال» للحد من تجاوزات بعض باعة مصنعي المنظفات، الذين يعمدون إلى تصنيع العطور في محالاتهم باستخدام الزيوت العطرية المعدة لصناعة المنظفات، فالمستورد حسب قوله يضطر إلى استيراد مواد صناعية بدل المواد التجميلية لتخفيض الرسوم الجمركية عليه، بالتالي ليس ذنبه أن يعمد هؤلاء الباعة إلى استخدامها بشكل خاطئ في تصنيع العطور بدل المنظفات.

وشدد على أن هذا التجاوز الخطر يهدد صحة المواطنين، الذين سرعان ما يشعرون بأعراض مخيفة عند استخدام العطور الرخيصة المشتراة من باعة المنظفات تصل إلى الإصابات بضيق التنفس والرشحات الصدرية والالتهابات الرئوية عند شراء العطور على الجسم والوجه، وصولاً إلى الإعلان عن الإصابات المسرطنة. 

وبين ملقي أن باعة المنظفات يجدون بأن هذه المواد العطرية أرخص وذات روائح قوية أكثر من الزيوت المخصصة لصناعة العطور، ما يحقق له ربحاً مضاعفاً ولاسيما ان الزبائن يقبلون على شرائها كونها أرخص سعراً جراء دخلهم المنخفض، لكن للأسف تكون النتائج كارثية لاحقاً، ما يستلزم اتخاذ إجراءات مشددة وضبط هذه الظاهرة الخطرة وتنفيذ أشد العقوبات بحق المخالفين.

لجنة ولكن 
ودعا ملقي إلى تشكيل لجنة من جمعية العطور بإشراف اتحاد الحرفيين من أجل ضبط هذه المخالفات، ومنع أي محل يصنع العطور بشكل عشوائي ولاسيما باعة المنظفات من مزاولة هذه الحرفة، مشدداً على ضرورة امتلاك أي حرفي رخصة وشهادة حرفية تتيح له مزاولة هذه المهنة التي يتوجب امتلاك من يعمل بها الخبرة الكافية، بحيث تقوم هذه اللجنة بحملة على المحال المخالفة ومنعها من تركيب العطور عشوائياً.

وفضل أمين سر جمعية العطور والمواد التجميلية عدم تشكيل لجنة من مجلس مدينة حلب أو مديرية التجارة الداخلية لأنه قد يستغل بعض الموظفين هذه الفوضى ويسعون إلى الانتفاع أيضاً من دون حل هذه المشكلة جذرياً، لذا الأجدى في البداية تشكيل لجنة من اتحاد الحرفيين وإعطاء المخالفين مهلة محددة وإنذارهم للكف عن هذه التجاوزات، وفي حال عدم الالتزام تشكل لجنة من الجهات المعنية في مدينة حلب لاتخاذ الإجراءات اللازم لقمع هذه التجاوزات الخطرة ومحاسبة المخالفين بأقسى العقوبات.

الشراء من محال موثوقة 
وشدد على ضرورة تعاون كافة الجهات بما فيهم وسائل الإعلام للتوعية لهذا الأمر الخطر، الذي يجب أن يتحول إلى قضية رأي عام بغية المساهمة في وضع حد للمحلات المخالفة ولاسيما بيع المنظفات ومنعها من تركيب العطور، وتوعية المواطن بخطورة شراء العطور من محالات بيع العطور، التي يجب شراؤها من محلات موثوقة فقط وليس عشوائياً كما يحصل اليوم، ما أدى إلى انتشار الأمراض بما فيها السرطانية من دون معرفة أسباب انتشارها المخيف.

طريقك الصحيح نحو الحقيقة