خبر عاجل
استمرار لخطوات التمصرف والتحول الإلكتروني… مدير الدفع الإلكتروني في التجاري السوري لـ«غلوبال»: إضافة 21 كازية جديدة إلى منظومة الدفع الإلكتروني غلاء مستلزمات الإنتاج يرفع أسعار العسل… مدير زراعة السويداء لـ«غلوبال»: الإنتاج المتوقع أقل من السنوات الماضية إجراءات لتأمين عودة الأهالي وترميم الأسواق التراثية… مدير كهرباء حمص لـ«غلوبال»: توزيع المحولات الواردة فوراً وتركيب 2‐3 منها أسبوعياً الانتخابات ستكون إلكترونية… عضو غرفة تجارة دمشق لـ«غلوبال»: الأولوية تشكيل الأعضاء المناسبين وتجاوز الأخطاء السابقة حسام جنيد يعلّق على خبر حصوله على هدية من “رجل أعمال” عمل كوميدي يجمع سامية الجزائري ونور علي وأيمن عبد السلام في رمضان 2025 ما التصنيف الجديد لمنتخبنا الوطني الأول؟ ما دور هوكشتاين بتفجير أجهزة البيجر في لبنان؟ “العهد” يحاكي البيئة الشامية برؤية مختلفة يعرض في رمضان 2025 اللاعب إبراهيم هيسار ينضم لنادي زاخو العراقي
تاريخ اليوم
خبر عاجل | رأي و تحليل | نيوز

طريق الحرير سيمر حتماً من سورية!

خاص غلوبال ـ علي عبود

لايمكن فصل ”الدورة الـ 18 لمنتدى التعاون العربي ـ الصيني“ التي انعقدت بمشاركة سورية يوم 29/5/2023 في مدينة تشينغدو في جمهورية الصين الشعبية عن التطورات السياسية والاقتصادية التي شهدتها المنطقة في الأشهر الأخيرة، وخاصة بين الصين وكل من إيران والسعودية، والتي محورها تفعيل مبادرة الصين لطريق الحرير الجديد (الحزام والطريق: طريق واحد حزام واحد).

وتنظر الصين بارتياح شديد لاستعادة سورية لمقعدها في الجامعة العربية، لأن سورية مثلما كانت ممراً إلزامياً لطريق الحرير التاريخي، فهي ممر إلزامي أيضاً لطريق الحرير الجديد بنسخته الصينية التي تشمل معظم دول العالم.

وبات مألوفاً مشاركة سورية بفعالية في جميع الملتقيات والمنتديات الاقتصادية التي تطلقها وتشرف عليها الصين لتفعيل مبادرة طريق الحرير وآخرها “الدورة 18 لمنتدى التعاون العربي ـ الصيني“ والتي كان أهم الموضوعات التي ناقشتها مبادرة الحزام والطريق.

وعندما تشدد الصين في هذه الدورة على ضرورة الالتزام بالحفاظ على سيادة سورية ووحدة أراضيها واستقرارها وسلامتها الإقليمية، ورفض الاعتداء على أراضيها، وترحب بعودتها إلى جامعة الدول العربية، فإنها تفعل ذلك لأهمية وموقع سورية في مبادرة طريق الحرير.

ولم توفّر سورية مناسبة في إطار علاقاتها التاريخية مع الصين إلا وحرصت على ”تأييدها بشكل تام كل المبادرات الصينية العالمية وأبرزها الحزام والطريق“، وتعلن سورية دائماً كما فعلت في الدورة الـ 18 لمنتدى التعاون العربي ـ الصيني عن سعيها لأن ”يكون انخراطها في هذه المبادرات فاعلاً“.

لقد كشفت الحروب والتوترات والاضطرابات في الكثير من دول العالم بأنها مفتعلة ومن فعل أمريكي، وليس مصادفة أنها تقع جميعها تقريباً على طريق الحرير التي بدأت الصين بتنفيذه عام 2013 ورصدت له أكثر من تريليون دولار.

وبما أن أمريكا تعرف جيداً أن لا طريق للحرير دون المرور بدول المنطقة وبخاصة إيران والعراق وسورية فلبنان، وتعرف أكثر أن نجاح هذا المشروع يعني تحرير التجارة الدولية من الهيمنة الأمريكية بالضربة الاقتصادية القاضية..

فإن وجودها العسكري المباشر في كل من العراق وسورية، وزيادة هذا الوجود في الأردن هو بهدف منع وصول طريق الحرير إلى هذه الدول.

كما أن انتقال خطط أمريكا إلى جنوب شرق آسيا لإشعال النزاعات بين دوله هدفه أيضاً إشغال الصين وإرغامها على التخلي عن مشروعها طريق الحرير.

وبما أن طريق الحرير سيمر حتماً من سورية أو بعبارة أكثر دقة ”لاطريق للحرير دون سورية“بحكم موقعها الجغرافي  الذي تشغله منذ قرون طويلة، فإن الاستفادة منه تتطلب استعدادات لوجستية كبيرة، لذا أعربت الصين في جميع المناسبات عن رغبتها بالمساهمة المباشرة في تأسيس وإعادة تأهيل البنية التحتية لطريق الحرير (طرق برية وسكك حديدية ومرافئ..الخ)، بل إن عدة تقارير كشفت بأن الصين ستتحمل الجزء الأكبر من إعمار سورية بحكم قوتها الاقتصادية وعزمها على جعل طريق الحرير أمراً واقعاً!.

وسبق لوزارة النقل بأن كشفت عن دراسة تتضمن رؤية خاصة لتوسيع مرفأ اللاذقية وإنشاء مرفأ جديد في المرحلة القادمة، كما طرحت مشاريع تطوير الطرق الرئيسة في سورية من أبرزها الطريق السريع الأول(شمال- جنوب) الذي سيمتد من الحدود التركية حتى الحدود الأردنية، والطريق السريع الثاني (شرق – غرب) من طرطوس حتى الحدود العراقية.

ونشير إلى أن مشروع الربط السككي بين سورية والعراق وإيران هو مشروع قديم واستراتيجي لكنه توقف خلال الحرب على سورية، وتناقش الدول الثلاث وضع الرؤية لإعادة العمل في هذا المشروع الذي سيربط الموانئ السورية مع العراق وإيران.

وهناك أيضاً اتفاقية بين سورية والعراق للربط السككي بين البلدين عن طريق منطقة التنف، حيث يبلغ طوله في الأراضي السورية 156 كم وفي الأراضي العراقية بحدود 160 كم، لكن الاحتلال الأمريكي يمنع تنفيذ هذه الإتفاقية.
ش
لقد تحدث الكاتب الفرنسي تييري ميسان في مقالة له عن أهمية السكك الحديدية في طريق الحرير وقال: ”يتوقف مستقبل سورية على إعادة ارتباطها بماضيها، حين كانت نقطة عبور إلزامية بين المحيط الهندي والبحر الأبيض المتوسط، وحين كان طريق الحرير في العصور الغابرة يبدأ من العاصمة الصينية القديمة شيان، وينتهي في كل من أنطاكية وصور، واستمرت سورية عبر تلك القرون في كونها نقطة عبور بين المحيط الهندي والبحر الأبيض المتوسط، وكان ذلك أحد عوامل ازدهارها“.

ونشير في هذا السياق إلى مقال نشرته جريدة الاندبندنت في 30/4/2019 بعنوان (التنين الصيني يعود إلى سورية عبر طريق الحرير) قالت فيه:
”إن الصين تراقب التطورات الحاصلة في سورية بعين سياسية وأخرى اقتصادية، وتتأهب لبدء سباق إعادة الإعمار لتأذن لشركاتها العملاقة للانطلاق في رحلة استثمارات كبيرة من بوابة طريق الحرير“.

الخلاصة: ليس مستبعداً أن تُفاجئ الصين العالم بحجم استثماراتها بإعادة إعمار سورية فأحد أهم أهداف طريق الحرير الجديد الوصول إلى مرافئ البحر الأبيض المتوسط أي من إيران فالعراق فموانئ اللاذقية وطرطوس وطرابلس وبيروت، ومن المشاريع المطروحة أيضاً بتنفيذ مرفأ جديد في سورية ليستقبل الناقلات الضخمة وليكون منافساً للموانئ الأخرى في المنطقة.

طريقك الصحيح نحو الحقيقة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *