انعكاس رفع سعر الإسمنت على أسعار العقارات محدود… باحث اقتصادي لـ«غلوبال»: مرتبطة بالقدرة الشرائية والمواطن يحتاج 40 عاماً ليشتري بيتاً في المخالفات
خاص دمشق – مايا حرفوش
تساؤلات عديدة فرضت نفسها وأصبحت مثار تداول بين الناس بخصوص الأسباب التي تقف وراء رفع أسعار الإسمنت وتأثير ذلك على أسعار العقارات وحركة العمران.
ومهما تكن الأسباب التي دعت وزارة الصناعة إلى رفع أسعار الإسمنت، وأولها ارتفاع التكاليف وتكبد المعامل خسائر تقدر بخمسين مليار ليرة كونها كانت تبيع الإسمنت بأسعار أقل من التكلفة، إلا أن ذلك لا يعني أن ينعكس هذا الارتفاع على أسعار الأبنية ولاسيما قيد التشييد، ويبقى السؤال، هل صحيح أن أسعار العقارات انخفضت أصلاً لارتباطها بالقوة الشرائية للمواطن، وأن رفع أسعار الإسمنت لن يغير من الواقع شيء يذكر..؟
الباحث الاقتصادي الدكتور عمار يوسف يرى بأن ارتفاع أسعار الإسمنت ستكون انعكاساته بسيطة على سوق العقارات في سورية بشكل عام، مبرراً ذلك بسبب انخفاض القدرة الشرائية للمواطنين بشكل عام، مضيفاً: حتى لو كان هناك ارتفاع بأسعار العقارات فسيكون هذا الارتفاع وهمياً.
وفي وقت تحدثت فيه وزارة الصناعة مؤخراً عن ارتفاع تكاليف إنتاج الإسمنت بنسبة 81% عن العام الماضي، وإن هذا الارتفاع انعكس من خلال التعديل الأخير على الأسعار بنسبة 75%، إلا أن الدكتور يوسف أكد أن هذا الرفع سيكون تأثيره محدوداً، لسبب أن هناك انخفاض بأسعار العقارات بحدود 40% من القيمة طبعاً، مدللاً على ذلك بقوله: فالبيت الذي كنا نشتريه مثلا بمبلغ 100 ألف دولار، اليوم نشتريه ب 60 ألف دولار، وإذا ما حسبنا ذلك على القدرة الشرائية مقابل المواد الغذائية فسعره اليوم 50 ألف دولار ما يعني أنه ليس هناك ارتفاع لكن هناك انهياراً بالقدرة الشرائية.
صحيح أن حوامل الطاقة تشكل 61% من تكلفة الإسمنت، 16% منها كهرباء، وفيول 44%، إضافة إلى مواد أخرى كالزيوت، لتشكل جميعها في المحصلة سبباً لرفع أسعار الإسمنت، وحتى أيضاً لو انعكس ذلك على أسعار العقارات، إلا أنه ووفقاً للدكتور يوسف، لن يستطيع المواطن بطبيعة الحال أمام هذا التضخم الكبير أن يشتري بيتاً ولو عاش عمراً كاملاً، فقد أصبح امتلاك البيت حلماً لا يمكن تحقيقه، فإذا أراد شراء بيت في مناطق العشوائيات فهو يحتاج 40 سنة، أما في المناطق الراقية فيحتاج 100 سنة.
وختم يوسف حديثه قائلاً: إن الارتفاع في سعر الاسمنت سيقابله ضعف بالقدرة الشرائية ولذلك لن نشعر به أبداً.
طريقك الصحيح نحو الحقيقة