خبر عاجل
أهالي الكسوة يعانون شح المياه… رئيس البلدية لـ«غلوبال»: ضخها لمرة واحدة بالأسبوع غير كاف ونأمل بزيادتها إنجاز أكثر من 111 ألف معاملة وإيرادات تتجاوز 8 مليارات… مدير نقل حماة لـ«غلوبال»: نسعى لإلغاء الورقيات نهائياً في معاملاتنا خدمات النظافة في البطيحة تتحسن… رئيس البلدية لـ«غلوبال»: محافظة القنيطرة دعمتنا بصيانة الآليات بلنكن عائداً إلى المنطقة… اجترار للوعود والأوهام دريد لحام يوجه رسالة إلى أصالة نصري أجواء صيفية معتدلة… الحالة الجوية المتوقعة في الأيام القادمة سلسلة من الإجراءات لاستعادة فسيفساء هرقل المسروقة… مدير عام الآثار والمتاحف لـ«غلوبال»: إجراء مراسلة لاستردادها وضمان عدم بيعها استراحات إجبارية على ذوق السائقين… أمين سر جمعية حماية المستهلك بدمشق لـ«غلوبال»: معظمها تفتقر للمواصفات والنظافة والتسعيرة حريق حراجي زراعي كبير امتد لعدة قرى… مدير الزراعة بطرطوس لـ«غلوبال»: الظروف الجوية ساهمت في سرعة الانتشار النتائج تشير لتلوث عيون مياه قرية بقعو في طرطوس بجراثيم برازية… رئيس بلدية بقعو لـ«غلوبال»: توقف الشرب من مياه الينابيع والوضع تحت السيطرة 
تاريخ اليوم
خبر عاجل | نيوز

جرائم مروّعة تهز المجتمع في سورية… دكتورة في علم النفس تؤكّد: الأسرة هي الأساس

خاص شبكة غلوبال الإعلامية

من خلال مطالعتنا للأخبار اليومية في سورية، تستوقفنا الكثير من الأمور التي ربما لم نعتد عليها بهذا الضخ وبهذه الوحشية: أب يقتل أطفاله الثلاثة بدمشق، والد يقتل طفلته ثم يقطع جثتها في حمص، أم ترمي طفلها من الطابق الرابع بدمشق، أب يقتل طفلته خنقاً في حلب، شاب يقتل أمه نحرا بالسكين في حماة، ابن يقتل والده بدمشق، ابن الـ17 عاماً يقتل والده النائم ببندقية في درعا، شاب يقتل أباه ويحرق جثته بمساعدة والدته في جبلة، أم تقتل طفلها لنقل المخدرات بريف دمشق، وغيرها الكثير من العناوين التي تقشعرّ لها الأبدان.

نعم هذا في سورية، ففي كل يوم نستيقظ على أخبار جريمة جديدة، وقد يكون ما يُعلن عنه أقل بكثير مما يجري إخفاؤه، من جرائم اغتصاب وذبح وحرق. أسئلة كثيرة تراود كلّ منا هنا، ما الذي يحصل عندنا؟ هل بالفعل هذه هي سوريّتنا الجميلة؟ أين ذهبت طيبتنا؟ هل حقيقة نجحت الحرب بسلب كلّ ما هو جميل لدينا؟ هل ماتت الإنسانية في قلوبنا لدرجة أوصلت الأم لقتل طفلها لتتعاطى المخدرات؟ من أوصلنا إلى هنا ولماذا؟ هل يمكن للفقر وقلة الحيلة بالفعل أن يذهب بقيمنا ويدفعنا لقتل فلذات أكبادنا؟

نعلم أن للحرب ضريبتها، ونعلم أيضاً أن الأوضاع المعيشية والاقتصادية الصعبة ساهمت بانتشار معدلات الجرائم، ولكن أن نقوم بقتل أطفالنا، فهذا حقاً انتحار للمجتمع، وما يثير الألم أكثر أننا بتنا نتداول تلك الحوادث دون أي تأثر، وفي سياق حديثنا العادي، وبلا مبالاة.

مهما بحثنا عن المبررات إلاّ أنها واهية، ومن يحكمه العقل والمنطق حكماً لن يصل إلى هنا، وهذا ليس بتنظير، فسورية التي قدّمت عشرات آلاف الشهداء لا يجب أن توهن بأشخاص ضعفاء غير قادرين على اتخاذ القرار، وهذا ما يجب الوقوف عنده، فمتى كان السوريون قليلي الحيلة؟ وهل فعلاً انعدمت وسائل الرغبة بالحياة لديهم؟

شبكة غلوبال الإعلامية – غلوبال نيوز تواصلت مع الدكتورة خيرية احمد “دكتوراه في علم النفس التربوي”، ومحاضرة في جامعة دمشق، للإجابة على كافة التساؤلات والتحليلات لما يجري، وكان رد الدكتورة بأن جريمة القتل تعتبر من أخطر الجرائم وأكثرها أثراً على الفرد والمجتمع، لأنها تسلب الروح الإنسانية والأمن والأمان الذي هو مطلب ومصدر بناء الحياة في أي مجتمع وتطوره.

الدكتورة أحمد، عرّت أسباب جرائم القتل، واعتبرت أنّ لها شقين، عامة وخاصة، الأسباب العامة اقتصادية واجتماعية وثقافية كالفقر وتقلبات الأسعار وشح المواد المعيشة، والجهل وعدم الوعي والبطالة وتقليد المجتمعات المنفتحة بسلوكيات غير مرغوبة، والأخذ بالثأر في بعض الأحيان، والحروب وحدوث الكوارث.

أمّا الأسباب الخاصة، وهي الأهم، والتي تظهر بأغلب الجرائم المرتكبة، ألا وهي الأمراض النفسية بمختلف أنواعها وحب السيطرة المرضي والكره والحقد والانتقام، إضافة إلى الإدمان على المخدرات والمشروبات الكحولية، والشيء الأهم، أنّ البيئة الاجتماعية تغرس سلوكيات عديدة منها الإيجابي ومنها السلبي، فالسلبي منها سواء أكان يأتي من خلال الأسرة أو المدرسة أو الحي او الأصدقاء يعمل على الانطباع بعادات سيئة منافية للمجتمع.

وختمت الدكتورة خيرية أحمد، بالقول أنّ الأساس هو التنشئة الاجتماعية للفرد والمستوى الثقافي والتعليمي للأهل والعلاقة الزوجية الأسرية تلعب دورا مهما في بناء شخصية متوازنة متماسكة وتسير في الحياة وفق القيم والمبادئ، وتبعد الفرد عن ارتكاب سلوكيات غير أخلاقية بالوعي والتربية السليمة والمتابعة الفعالة. ورأت الدكتورة أحمد، أنّه للوقاية والتخفيف من آثار الفساد الأخلاقي التي تنتجها جرائم القتل، بما فيها انتشار الخوف والهلع وفقدان الأمن والأمان وتراجع الاقتصاد والمشاريع الاقتصادية وبالتالي انهيار المجتمع، فلابد من وضع خطط وبرامج تنموية توعوية تبدأ من الأسرة إلى المدرسة والاعلام، عبر القيام بجلسات توعية وندوات ومؤتمرات وحوارات لنشر ثقافة الوعي بكل مخاطر الجرائم وأسبابها للتخفيف منها قدر الإمكان.

ونحن هنا بدورنا نؤكّد على دور الأسرة والمجتمع، لكن لا يمكننا إلقاء اللوم جلّه عليهم، إذ أنّ هذا يقع أيضاً على كاهل الحكومة، التي تعتبر مقصّرة في هذا الأمر إن صحّ القول، إذ يجب عليها في ظل هذا الانتشار الكبير للجرائم أن تكثف النشرات والبرامج التوعوية عبر منصاتها المختلفة، كما يجب عليها أن تفعّل دور الإعلام بكافة أنواعه، المرئي، المقروء و المسموع لتوعية الأهالي و نشر برامج توعوية للأطفال قدر الإمكان علّ ذلك أن يساهم في التخفيف من هذه الجرائم.

ختاماً نقول، يكفينا أن مزّقتنا الحرب عقداً من الزمن، يكفينا أن أطفالنا لم يعيشوا فرحة طفولتهم، الحرب ليست مبررا لأن نقتل نعمة الحياة التي منحنا الله إياها، فيكفينا أننا استطعنا أن نستمر بسوريّتنا ونمنع المتربصين بنا من نيل أطماعهم، يكفينا ذاك الشرف لنعود ونربي ابناءنا من جديد على قيم يجب أن تغرس في نفوسهم، وأخلاق ترعرعنا عليها تقوم على احترام إنسانية الإنسان لا أن نقتلها.

سورية جميلة بأبنائها، بصمودها، بشهدائها، بجيشها الصامد، بصبر أمهاتها الثكالى، سورية جميلة بنا فقط وحدنا، فلنعود لسوريتنا الشامخة التي كانت وستبقى محطّ أنظار العالم.

طريقك الصحيح نحو الحقيقة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *