نتائج الثانوية في ضوء السياسة التربوية

خاص غلوبال – محي الدين المحمد

لانأتي بجديد إذا قلنا إن الحرب الكونية على سورية قد أثرت بشكل سلبي على مناحي الحياة المختلفة، ولكن ماأسفرت عنه نتائج الثانوية العامة يشير بشكل واضح إلى جهود مكثفة من الأهل والطلاب والدولة، أدت إلى تخفيف آثار الأزمة على القطاع التربوي، كما يؤكد بأن السياسة التربوية ونظرة الناس إلى العلم وقدرته على تغيير الواقع نحو الأفضل لاتزال بخير، على الرغم من انخفاض الدخل لحاملي الشهادات العلمية قياساً بأصحاب المهن.

إن ما أسسته الدولة السورية وطورته ووضعت الأسس القانونية من بناء المدارس وتطوير البناء المدرسي وتطوير المناهج وإعداد المعلمين والمدرسين ومجانية التعليم وإلزاميته، كل ذلك جعل مخرجات التعليم في مستوى يرضي الطموح ويسلط الضوء على قدرة السوريين على تحمل الصعاب وإجتراح الأمل وسط الأنفاق المظلمة.

ثلاثون طالباً يحصلون على الدرجة التامة في الثانوية العامة الفرع العلمي، على الرغم من كل ماقيل عن صعوبة الأسئلة وغموض بعضها، وعلى الرغم من صعوبات الحياة المعيشية وانقطاع الكهرباء ووسائل التدفئة نجد هذا الإصرار على النحاح والتفوق، إذ بلغت نسبة النجاح في الفرع العلمي 66.33 وفي الفرع الأدبي 68,68، وهي نسبة جيدة سوف ترتفع بعد تقدم الكثير من الراسبين إلى دورة الإكما

أما ما نلاحظه من تقارب النسبة بين الأدبي والعلمي فمرده إلى أن المتقدمين لنيل الثانوية الأدبي دراسة حرة كانوا في الماضي يخفضون نسبة النجاح إلى أقل من أربعين بالمئة، أما الآن فقد تم إحداث فحص القبول للأحرار وساعد على استبعاد نسبة كبيرة ممن لايمتلكون القدرة على النجاح.

وما يجب أن نشير إليه هو أن أكثر من ربع الناجحين في الثانوية الفرع العلمي يحصلون على معدل يزيد على 95%، ويتم قبولهم في كليات الطب وطب الأسنان والصيدلة والهندسات، ويمكن التأكيد أيضاً على أن معظم المتفوقين هم من مدارس التعليم العام وليست لديهم القدرة على دفع تكاليف الدروس الخصوصية أو الدورات في المعاهد التي تتقاضى أجوراً مرتفعة.

أما كيف نحافظ على هذا التفوق وكيف نستثمر العقول وكيف نؤمن الدخل الكافي للمعلمين والمدرسين وكيف يؤمن الأهل تكاليف الدراسةلأبنائهم في الجامعات الحكومية المجانية من(مواصلات ولباس وسكن وطعام وأدوات) في ظل هذه الظروف الصعبة فهذا نتركه للقدر.

مرة أخرى نؤكد على أن حالة التفوق لها أسس وسياسات تربوية صحيحة، وتبقى مخرجات هذه السياسات تضخ فينا الأمل لتجاوز ظروف قاسية للغاية.

طريقك الصحيح نحو الحقيقة