موت مجاني لأفراح بالذخيرة الحية!
خاص غلوبال – زهير المحمد
يبدو أن بعضهم قد أدمن على مخالفة القانون دون أن يرف لهم جفن، وبات إطلاق العيارات النارية الطريقة الوحيدة التي يمكن أن تنبش قناطير الفرح الهيجاني من صدورهم المليئة بالمتناقضات، لا يهم هؤلاء مصير المقذوف الذي قد يفتك بحياة الأبرياء أو بممتلكاتهم.
وإذا كانت احتفالات رأس السنة هي الأكثر خطراً على الحياة، على اعتبار أن الاحتفال بقدوم العام الجديد لايكتمل إلا باستخدام معظم أنواع الأسلحة بما في ذلك البنادق والرشاشات وبعض القنابل اليدوية، فإن المناسبات الأخرى باتت تحتاج أيضاً إلى لعلعة الرصاص في حفلات الزواج والطهور وصدور النتائج كما حصل بالأمس مع صدور نتائج الثانوية العامة حيث تحولت أحياء المدن والمناطق والقرى إلى ساحات حرب ضد المجهول.
فيما تم الحديث عن بعض الضحايا برصاص ذويهم الذين حولوا فرحة النجاح إلى مأتم حقيقي تماماً كما تتحول الكثير من حفلات الأعراس إلى مآتم كما حصل قبل أيام في منطقة القزاز، أما الذين يفارقون الحياة في رأس السنة وفي المناسبات الأخرى فعددهم في ارتفاع مستمر، هناك عقوبات مشددة لمطلقي النار وهناك تحذيرات من وزارة الداخلية ولكن لاحياة لمن تنادي.
ولعل ما يزيد من هذا الهيجان الناري أن معظم الذخيرة المستخدمة فيه هي من مخصصات الجيش العربي السوري والجهات الأمنية، ولايدفع مطلقو النار قرشاً واحداً ثمنها مع أنهم يهدرون المال العام كما يهدرون دماء المواطنين وممتلكاتهم.
هل نستطيع تحجيم هذه الظاهرة والتخفيف من أخطارها، أعتقد أنه بالإمكان ذلك بقوة القانون وبالتوعية وبمراقبة استخدام الرصاص واستيفاء ثمن كل طلقة تهدر خارج ساحات القتال بأسعار مضاعفة، أما أن يتم استبدال الطلقات الفارغة بطلقات خطاطة أو غير خطاطة دون أي سؤال عن كيفية صرف تلك القذائف وإهدارها فإن ذلك سيفاقم المشكلة.
وبالمناسبة يمكن القول إن الإستمرار في إطلاق النار في المناسبات السعيدة والحزينة يخلق حالة من الإدمان، وعدم التفكير في إطلاق النار ليصبح وسيلة التفاهم في النزاعات بين الأخوة والأقرباء، وما ارتفاع نسبة الجرائم دون أسباب موجبة وبين الأشقاء والأقرباء إلا انعكاس لاستسهال إطلاق النار دون حسيب أو رقيب.
نتائج الثانوية العامة صدرت ونتائج الإعدادية في طريقها للصدور فهل نعبر عن فرحنا بالناجحين دون الحاجة لاستخدام الذخيرة الحية…نأمل ذلك؟!.
طريقك الصحيح نحو الحقيقة