50 ألف ليرة يومية النبيش… مدير شؤون البيئة بالسويداء لـ«غلوبال»: ظاهرة النبيشة تزداد
خاص السويداء – طلال الكفيري
لم يعد ينظر إلى النفايات المنزلية المرمية داخل حاويات القمامة وخارجها، من الذين امتهنوا نبش محتوياتها مؤخراً على ساحة مدينة السويداء على أنها مجرد نكرة بيئية مذمومة، ولاسيما بعد أن أصبحت بمنزلة الدجاجة البياضة لهؤلاء لما توفره لهم من دخل يومي ليس بالقليل.
فالارتياد الصباحي للنبيشة على حاويات القمامة وحسب الذين التقتهم «غلوبال»
قد أصبح مألوفاً، ومشهداً مكرراً بشكل يومي، وخطوات عجلات دراجاتهم النارية المزودة بعربات جر إضافية، باتت تسابق خطوات سيارات النظافة، للظفر بما هو موجود ضمن تلك الأكوام التي شكلت وعلى مدى الأعوام السابقة مصدر قلق وتذمر لأهالي المدينة.
فظاهرة نبش القمامة ورغم حداثة ولادتها على أرض المحافظة إلا أنها لم تعد تخفي نفسها على الإطلاق، ولاسيما أمام تنامي خطها البياني، ما أدى إلى لهاث الباحثين عن رزقهم وقوتهم اليومي التوجه نحوها بغية تجميع ما امكن من مواد بلاستيكية وكرتونية ليصار إلى بيعها للمتاجرين بتلك المواد، بهدف الحصول على مبلغ مالي يومي يفوق الـ 50 ألف ليرة يستر معيشتهم على حد تعبير أحدهم.
وفي هذا السياق أشار مدير شؤون البيئة
لـ«غلوبال» إلى أن ظاهرة النبيشة أخذت بالازدياد في الآونة الأخيرة، طبعاً مع عدم إدراكهم للأخطار الصحية المحدقة بهم، من جراء نبش النفايات من الحاويات أو المكبات، فهذا العمل بالتأكيد سيعرضهم للإصابة بالعديد من الأمراض، نتيجة استنشاقهم غازات التخمر والهواء الملوث وغيره، ولاسيما عند تعرضهم لجروح، الأمر الذي يسهل انتقال الأمراض مباشرة عبر الدم في أجسامهم، ولاسيما أنهم لا يرتدون وسائل وقاية فردية.
مضيفاً: والمسألة التي لا يمكن إغفالها هي رمي النفايات خارج الحاوية لتسهيل عملية النبش، ما يؤدي إلى انتشارها على جوانب الطرقات العامة بشكل عشوائي، ويعوق عمل عمال النظافة، لافتاً إلى أن رمي النفايات وبعثرتها هي مخالفة صريحة وواضحة لقانون النظافة رقم 49، ومن المفترض فرض عقوبات بحق كل من يخالف مواد القانون، فعملية فرز النفايات يجب أن تكون في المصدر بالأساس وفي حال تعذر ذلك يجب أن تتم عند مركز المعالجة مع ضمان سلامة العمل والعمال.
طريقك الصحيح نحو الحقيقة