من تحت القبة… الحكومة قدمت كل ما تستطيع
خاص غلوبال – محي الدين المحمد
من حق الحكومة أن تعرض كل ما لديها من مسوغات للحالة الاقتصادية المزرية التي وصل إليها المواطن السوري والتردي الكبير في سعر صرف الليرة، لكن من حق السادة أعضاء مجلس الشعب أن يسألوا عن المستقبل الذي ينتظر الشعب السوري وعن الوعود الحكومية التي ذهبت أدراج الرياح، وانتقل المواطن من سيئ إلى أسوأ.
نحن نعلم والشعب السوري من الشيب والشبان وحتى الأطفال والغلمان الذين باتت نقطة الحليب حسرة في حلوقهم بأن الحرب الإرهابية الكونية على سورية كانت تريد إسقاط الدولة الوطنية وتريد تدمير الاقتصاد وتسرق الموارد وتزيد من العقوبات والحصار، كل ذلك يعرفه الجميع ونعرف بأن الاقتصاد وقيمة الليرة والتحديات والمعوقات (على قفا من يشيل)، لكن الجميع كان ينتظر كلاماً من الحكومة يعطي الأمل بأيام قادمة تعيد للمواطن بعضاً من كرامته التي باتت تهدر أمام علبة متة أو محارم أو كيلو سكر أو بطيخة تبل ظمأ أولاده دون أن يصل ثمن كل حاجة مما ذكرناها عن أجره لثلاثة أيام.
الشعب لايريد تخفيض سعر الذهب والدولار ولا أسعار الشقق والسيارات ولا يريد الرقابة على أسعار دخول المطاعم والفنادق والمسابح لأن تفكيره بتجربة من هذا النوع تكلفه راتب شهر دون أن يأكل كيساً من البوشار.
الشعب ومجلس الشعب والأعضاء الذين قيل إنهم انسحبوا من الجلسة لأنها تحولت من جلسة لاستجواب بعض من أعضاء الحكومة لعدم نجاحهم في حل المشكلات المتزايدة أمام المواطن السوري إلى جلسة لعرض الإنجازات الحكومية، والتي قد تكون حقيقية لكنها لم تنعكس إيجاباً على المواطن السوري الذي بات تحت خط الفقر بمسافات ضوئية.
ذهبت جلسة مجلس الشعب مع الحكومة وعقدت الأمور في عقل المواطن وفي جيبه وبطنه ولقمة عيشه، وباتت الآمال بالفرج أبعد مماكانت قبل الجلسة.
نحن شعب محكومون بالأمل رغم جيوش اليأس المدججة بحرماننا من كل شيء مع الاعتراف بأننا خسرنا جولة من الجولات التي عولنا عليها،وللأسف كانت من تحت قبة مجلس الشعب (وعلى عينك ياجائع).
نعم وكما قال السيد رئيس الحكومة كان المخطط إسقاط الدولة بثلاثة أشهر، لكن تضحيات الشعب السوري ودماء أبنائه التي تعمد تراب الوطن بالدماء الطاهرة كل يوم، هي التي منعت ذلك والمواطن الذي انخفض راتبه من خمسمئة دولار في بداية الأزمة إلى عشرة دولارات بالشهر الآن هو الذي ساعد السلطة التنفيذية على الاستمرار.
لم يعد لدى المواطن شيء يدفعه إلا روحه فهل تعجز الحكومة أن تقدم له ما يؤمن له ظروف الشهادة، وهو ليس جائعاً أو خائفاً على موت أطفاله من الجوع؟!.
طريقك الصحيح نحو الحقيقة