ظاهرة التشرد والتسول تنتشر… مديرة الشؤون الاجتماعية بطرطوس لـ«غلوبال»: ضبطها يقع على عاتق الشرطة أولاً
خاص طرطوس – رفاه نيوف
أي صورة من البؤس والألم والتشرد يعيشها أربعة أطفال لم يتجاوز عمر الواحد منهم العشر سنوات، تراهم نياماً على رصيف وسط المركز الرئيسي لمدينة طرطوس لا تفصلهم عن قيادة شرطة المحافظة إلا أمتاراً قليلة.
اقتربنا من أحدهم بعد أن أيقظته، وسألته لماذا تنامون على الرصيف وأين أهلكم، ليرد أحدهم بأن والده متوفي وأمه تزوجت وتركته هو وأخوته يعانون حالة من التشرد والتسول ينامون ليلاً في الأبنية قيد الإنشاء وفي النهار، يسألون المارة الكثير يشفق عليهم ولكن لا يوجد ما يعطيه لهم، وقلائل يستطيعون التخلي عن مبلغ من المال مقابل إسكات جوع هؤلاء الأطفال الذين لاذنب لهم.
والملاحظ أن هذه الظاهرة انتشرت بشكل أكبر من السابق بعد التعليمات الجديدة الصادرة عن وزارة الداخلية حول عمل مكاتب التسول في مديريات الشؤون الاجتماعية وصلاحياتها، التي لا تستطيع التحرك إلا بعد أن تُبلغ من شرطة المحافظة.
ظاهرة التسول ظاهرة موجودة وليست جديدة بمحافظة طرطوس، ولكن الجديد أن تشاهد عشرات الأطفال على الأرصفة وضمن الأسواق التجارية والأحياء السكنية فهو واقع غير مألوف وفي عز الموسم السياحي.
مايدفعنا للتساؤل أين الإجراءات للحد من هذه الظاهرة الخطرة وما لها من أبعاد، وخاصة بحق من يمتهن التسول ويتخذه مصدر رزق، والأخطر هم المشغلون الذين يستغلون الأطفال، ويدفعونهم إلى امتهان التسول وربما أشياء أخرى.
«غلوبال» تواصلت مع مديرة الشؤون الاجتماعية والعمل بطرطوس ولادة جلب للوقوف عند الإجراءات المتخذة من قبلهم لمكافحة هذه الظاهرة الخطرة، حيث أكدت أنه في ظل وجود الآلية الجديدة لمكافحة التسول والتشرد والقرار الصادر عن وزير الداخلية تاريخ ٩/ ٣ / ٢٠٢١ تغيرت صلاحيات وعمل مكتب التسول، وألقي الأمر على عاتق الشرطة.
وأشارت إلى أن الشرطة هي من يقوم بداية بتسجيل الضبط، ومن ثم إعلامنا لنتخذ إجراءاتنا وفق الخطوات والآلية الجديدة المتبعة لعمل مكاتب التسول، حيث تم التعميم على كل الوحدات الشرطية المعنية حول الآلية المتبعة في الإبلاغ وضبط حالات التسول والتشرد، بغية توحيد الإجراءات وتنسيقها بشكل واضح لدى كل الجهات المعنية، وفرز العناصر المطلوبة لمرافقة مكتب التسول والتشرد أثناء أداء مهامهم، مع وضع أرقام العمليات (الأرقام الساخنة) للإبلاغ عن حالات التسول والتشرد /108_ 112 _ 130/ مسبوقاً بالنداء الخاص بكل محافظة.
طريقك الصحيح نحو الحقيقة
