الأزمات تتزايد والخطوات الرسمية “مكانك ثابت “..!
خاص غلوبال – هني الحمدان
وكأننا نسير دون أن نأبه لعداد الزمن الذي تمر سنواته مسرعة جداً، والأزمات تتزايد وتتعقد الحلول وتضييق الآفاق، وأمام كل التعثرات ما زلنا نقيس خطواتنا ذهاباً وإياباً، لنجد أنفسنا بأننا مازلنا في المكان نفسه وسط سيل جارف من المشاكل التي تبحث عن معالجات..!.
نعيش اللحظات نفسها وكذلك الأيام وبتكرار ممل، لانستفيد منها في التوقف والنقاش الجاد، في التخطيط والرصد الحقيقي لكل الجزئيات من أجل مايواجهنا في معيشتنا وإنتاجنا واقتصادنا، وصولاً إلى آفاق رحبة لمستقبلنا ومستقبل أبنائنا والأجيال القادمة.
أمام هول مايحصل من انتكاسات وتراجعات على الصعد الاقتصادية والاجتماعية وأمور معيشة العباد، وقصور خطط مواجهة الإدارات الرسمية، هل بتنا عاجزين تماماً عن تحريك أي مسار، أو الخروج بمشروع وطني مهم، يقلل من أهوال التغيرات والظروف الاقتصادية الحالكة والمرهقة لميزانيات الدولة ولمعيشة البشر..؟.
أين النخب والإدارات وأصحاب الأفكار والمبادرات، هل فرغت سورية تماماً من أمثال هؤلاء..؟.
فأي مشروع وطني حتى يكتب له النجاح يحتاج إلى ركائز ومقومات قوية تساعده على البقاء والنجاح وتدفع عنه الرياح والهزات، وتمنعه من السقوط أو التراجع و الانهيار والفشل، ليكون صلداً في وجه أي زوابع أو عثرات..
ومن أهم هذه الركائز أن يكون هناك مشروع يخدم العموم، قوامه الصدق وتتصدى له الحكومة وتشارك كل الجهات الخاصة والمشتركة وجمعيات المجتمع الأهلي، الشفافية والنزاهة والموضوعية وسيادة القانون وفرضه على الجميع، هي أساسات مهمة، مايهم سورية اليوم مشاريع إنتاجية وفكرية عميقة ترتكز على أوسع مشاركة مجتمعية بعيداً عن أي مجاملات وعنتريات مللنا منها، وكانت باباً مناسباً للفساد والدوران في حلقات مفرغة لا تجدي نفعاً، بل كانت بيئة لوأد أي توجه أو مشروع يعود بالنفع على العموم.
مشكلة إداراتنا والنخب الثقافية وممن يتقدمون المعسكر الاقتصادي ومجتهدوه، تكمن في أن هناك أفكاراً جميلة لمبادرات ولمشروعات، أفكار لا تخطر على بال، لكن الإدارات الرسمية لا تأخذ ذلك على محمل الجد و النطاق العملياتي، فقط فرصة للقاء وطرح الأفكار وكتابة المحضر وعلى الدنيا السلام، وصاحب الفكرة أو المشروع يبقى وحيداً ينادي ويقول ولاجهة تتبنى ما يرمي إليه، بوقت قد تكون رؤاه ذات نفع كبير، ربما تحقق إنتاجية عالية ونشاطاً إدارياً ملفتاً..
مايلفنا من أهوال ومشكلات وصعوبات على الصعد المعيشية وتراجع في معدلات نمو الاقتصاد والتنمية ككل يحتم على الجميع مؤسسات وأفراد وجمعيات ومواطن عادي السماع لكل الأفكار والدعوات، وبنى المشاريع الأولية عل في ذلك يمهد الأرضية والأجواء لبلورة مشروعات تدر عوائد مالية فيما بعد..
فالمشاريع الكبيرة أساسها أفكار بسيطة، وماأحوجنا اليوم لكي نستفيد لكل دقيقة من الوقت مقروناً مع المقومات والرغبة الجامحة عند الغالبية بأي عمل وطني رائد.
طريقك الصحيح نحو الحقيقة