خبر عاجل
تدهور سرفيس على طريق دير الزور الميادين… مدير مشفى الأسد لـ«غلوبال»: وفاة شخص وإصابة 9 آخرين بينهم أطفال ونساء وفاة لاعب منتخب سورية لكرة السلة غيث الشامي درجات حرارة ادنى من المعدل… الحالة الجوية المتوقعة هل باتت الحلاقة من الكماليات ودخلت في بازار “الفشخرة”… رئيس جمعية المزينين بدمشق لـ«غلوبال»: التسعيرة الجديدة عادلة تركة ثقيلة وحياة المواطن على المحك! الركود يهزم الأسواق وانخفاض في كميات الإنتاج… الجمعية الحرفية لصناعة الألبان والأجبان لـ«غلوبال»: العزوف عن الشراء ساهم في ثبات الأسعار محمد خير الجراح: “الأعمال التركية المُعرّبة حلوة بس مافيها روح” ماس كهربائي يودي بحياة أم وابنتها بقرية كفرفو بطرطوس… رئيس بلدية الصفصافة لـ«غلوبال»: حين وصول الإطفائية كانتا في حالة اختناق إرهابٌ سيبراني متصاعد لإبادة المدنيين مناقشةتحضيرات الموسم الجديد… رئيس دائرة التخطيط بزراعة الحسكة لـ«غلوبال»: الموافقة على عدد من المقترحات للتسهيل على الفلاح
تاريخ اليوم
خبر عاجل | رأي و تحليل | نيوز

التجار والأسعار…ولعبة القط والفار

خاص غلوبال – محي الدين المحمد

يبدو أن المرحوم أديسون قد قدم للبشرية خدمة كبيرة جداً عندما اخترع الكهرباء فحول الليالي المظلمة إلى نهار مضاء، يمكن أن تستمر به الحياة والإنتاج على مدار الأربع والعشرين ساعة بسبب الإنارة، ومن ثم تحولت الكهرباء إلى مصدر رئيسي في الطاقة، وساهمت أيضاً في تطور العقل البشري عن طريق الراديو والتلفزيون والهواتف ووسائل الاتصال، لكن هذا الاختراع لم يكتمل إلا بعد اختراع المنظمات التي تخفض أو تعظم قدرة التيار الكهربائي حفاظاً على الأجهزة الكهربائية من الاحتراق والأعطال.

وأظن( وبعض الظن ليس إثماً) أن عالم الاجتماع ابن خلدون الذي أورد في مقدمته الكثير عن الدول وتطورها وقوتها وضعفها وحكوماتها ربما كان سيورد تعريفاً مبسطاً للحكومة لو أنه كتب مقدمته بعد أديسون واختراع الكهرباء والمنظمات لا قبله بعشرات القرون.

أظن بأنه كان سيعرف الحكومة (بالمنظم) لحياة الشعب والذي يؤمن استمرار الحياة دون ارتفاع كبير أو انخفاض كبير في تأثير الظواهر والأحداث الطارئة في مختلف المجالات كيلا يحترق المواطن (وتنضرب فيوزات عقله وتطير ضبانات مخه).

الدور الحكومي مهم جداً في تنظيم حياة المجتمعات قانونياً وسياسياً وإقتصادياً وفي كثير من الأحيان تتحمل الحكومة خسائر كبيرة في تثبيت الأسعار كي تمتص أي ارتفاع لسلعة من السلع ليقينها أن الربح الوطني أهم بكثير من خسارة آنية يمكن تعويضها لاحقاً.

للأسف حياتنا باتت دون منظم يضبط إيقاع إنفاقنا ويحافظ على أمننا الغذائي والصحي، لأن تقلبات الأسعار تخضع للمزاج دون حسيب أو رقيب.

يقولون إن سعر صرف الليرة قد تحسن قليلاً وانخفض سعر كيلو السكر وغيره من المواد الأخرى بنسبة قد تصل إلى ثمانية بالمئة لكن مامعنى هذا الانخفاض إذا كانت تلك الأسعار قد تضاعفت ثلاثمئة بالمئة خلال ستة أشهر؟.

إن لعبة القط والفار بين التاجر والأسعار والمواطن صاحب الدخل المنهار لاتخدم أحداً، بل تضعف الثقة وتبدد الآمال في تحسن الأحوال، وبالتالي إذا كانت الحكومة جادة في تحسين المستوى المعيشي للناس عليها أن تقوم بدور المنظم، وأن تمتلك القدرة على تثبيت الأسعار لستة أشهر للمواد الأساسية المستوردة، وأن يكون تثبيت الاسعار لتلك المدة من الأساسيات والشروط التي يجب على المستوردين التقيد بها، وعندها سنبعد كبار المستوردين عن أسواق المضاربة لسعر الصرف وأن يشاركوا الحكومة والمواطن في الربح والخسارة.

إن ما جرى ويجري في الأشهر القليلة الماضية يدل على أن هناك خللاً كبيراً في دور المنظم، مما حول السوق إلى(سوق كل مين إيدو إلو)، ولم تعد اللجان المشكلة لدراسة الوضع المعيشي تنفع في شيء بل على العكس تماماً يقولون: إذا كنت تريد تمييع أي قضية شكل لها لجنة وعندما تفشل اللجنة شكل لجنة لمتابعة اللجنة السابقة ومحاسبتها، وتصبح القضية قضية لجان وننسى الأسباب التي دعت لتشكيل اللجنة.

أعتقد أن أحد مهام مجلس الشعب مراقبة عمل الحكومة وأن يكون من شروط منح الثقة لها أن تضبط إيقاع الحياة لستة أشهر على الأقل، وإلا فإن الحاجة لوجود الحكومة سوف تتلاشى أمام شريعة الغاب التي لم يقبل بها المغفور له حمورابي قبل آلاف السنين.

طريقك الصحيح نحو الحقيقة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *