رفع أسعار المشتقات النفطية سيؤدي إلى رفع أسعار 360 مادة… خبراء اقتصاديون لـ«غلوبال»: سنشهد مزيداً من التضخم وتدني القوة الشرائية

خاص دمشق – بشرى كوسا

علق عدد من المحللين الاقتصاديين على القرارات الحكومية التي صدرت أمس الخاصة برفع أسعار البنزين والمازوت والفيول والغاز السائل وفقاً للخطة الحكومية القائمة على عملية إعادة هيكلة الدعم، حيث تزامنت هذه القرارات مع مرسوم رفع الرواتب والأجور للعاملين في القطاع العام بنسبة 100 بالمئة.

الخبير الاقتصادي عامر شهدا أكد بأن أسعار المشتقات النفطية ارتفعت بنحو 166%، وهذا يؤدي إلى رفع أسعار 360 مادة.

وفي تصريح لـ«غلوبال» أوضح شهدا بأن قرارات رفع أسعار المشتقات النفطية سيؤدي إلى مزيد من التضخم وانخفاض القوة الشرائية، كما ستتأثر عملية الإنتاج نتيجة ارتفاع سعر الفيول، مشدداً على أن التضخم سيأكل الوفورات في الموازنة الناتجة عن رفع الدعم  بسبب غياب سياسة نقدية مجدية.

بدوره أكد الأستاذ في كلية الاقتصاد بجامعة دمشق الدكتور عابد فضلية لـ«غلوبال» بأن المقصود بتخفيف الدعم هو رفع أسعار المحروقات، وبالتأكيد سيؤدي رفع أسعار المحروقات إلى ازدياد نسبة التضخم وارتفاع مستوى أسعار كل شيء بنسبة أكبر من نسبة زيادة الرواتب.

كما بين الخبير الاقتصادي جورج خزام بأن مصدر تمويل زيادة الرواتب التي صدرت بقيمة 100 ألف ليرة تقريباً هو رفع أسعار المحروقات مع إلغاء الدعم، وبالتالي فإن الزيادة بأسعار السلع الأساسية شهرياً التي تحتاجها الأسرة هي 300 ألف ليرة أي ازداد مصروف العائلة بمقدار  200 ألف ليرة بالحد الأدنى، وبالتالي فزيادة الرواتب لن تحقق الغاية منها بزيادة القوة الشرائية، كما أن رفع الدعم لو جزئياً سيؤدي إلى عجز الموازنة وزيادة التضخم، وانخفاض القوة الشرائية مجدداً.

الخبير الاقتصادي شادي أحمد أوضح بأن أي قرار حكومي إذا لم يكسب تأييداً شعبياً أو على الأقل تفهماً شعبياً لن يحقق أهدافه بدقة.

وفي تصريح لـ«غلوبال» أشار أحمد إلى أن التواصل بين الحكومة و المواطنين هو أهم حلقة مفقودة في العمل الحكومي.

داعياً إلى وضع ناطق رسمي باسم الحكومة يوضح للمواطنين أسباب اتخاذ هذه القرارات في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها البلد، مؤكداً بأن المواطن السوري قادر على تفهم الوضع الاقتصادي الصعب، ولكن عندما يتم إغلاق التواصل معه لا يهمه فقدان الخبز بقدر ما يهمه فقدان الأمل بأن بناء المستقبل يتم بخطوات معروفة ومحددة وعندها يصبح مشاركاً وداعماً.

طريقك الصحيح نحو الحقيقة