الفرّوج يحلّق والمربون يستغيثون… مصدر في زراعة حمص لـ«غلوبال»: قرار استثمار المداجن “غير المرخصة” سيدفع عجلة الإنتاج
خاص حمص – زينب سلوم
بعد أن تخطى سعر كيلو الفروج حاجز الـ30 ألف ليرة في أسواق حمص، بدأت شكاوى المواطنين تتعالى وثارت تساؤلاتهم حول مدى قدرتهم على شراء فروج واحد أو حتى قطعة منه شهرياً، حتى بعد زيادة الرواتب والأجور.
«غلوبال» التقت عدداً من المربين الذي اشتكوا جميعاً سوء واقعهم، واصفين إياه بـ”الطارد للمربين” من الاستثمار والتربية مجدداً، مرجعين ذلك إلى جملة من الأسباب، أحدثها الارتفاع الكبير في لهيبي حرارة الجو وحرارة أسعار الصرف، فالأولى سببت نسب نفوق مرعبة ضمن أفواج الفروج مع غياب سبل التبريد والتكييف نتيجة ندرة الكهرباء أو حتى حوامل الطاقة لتشغيل مولدات، والثانية انعكست على ارتفاع أسعار العلف وجميع المستلزمات.
وبين المربون بأن العملية بالنهاية ترتبط بعدّة سلاسل ابتداءً من تاجر العلف والمستلزمات وصولاً إلى الناقلين والمسالخ، بالتزامن مع ما يجري من مشكلات متعلقة بالتمويل عبر المنصة وإلغائه، مطالبين بتسهيل انسياب الأعلاف بين المحافظات، كما اشتكوا أيضاً من قيام المسالخ بتسعير الفروج وبأقل من تكاليف تربيته، مطالبين أن تتولى تلك العملية لجان الدواجن.
وطالب المربون بحماية المُنتِج وضمان استمراريته بتضافر جهود كل الجهات المعنية، وإلّا سيخرج الجميع من مضمار العملية الإنتاجية، وسنتوجه لاستيراد الفروج إضافة إلى بيض المائدة، حيث أردف أحد المربين: إن الدعم لم يصلنا منذ أكثر من ستة أشهر، وقرار العمل للمداجن غير المرخصة “مثل قلّته”، لأن المداجن المرخصة لا تحصل على مخصصاتها رغم دفعها جميع الاشتراكات المترتبة عليها.
مربٍ آخر قال: إن سعر كيس النشارة بـ50 ألف ليرة، وسعر برميل المازوت مليون ونصف المليون “من الدولة”، وطن العلف بـ10 ملايين، وكل فروج يحتاج 4 كغ علف، و 800 غرام نشاره، تُضاف إلى ثمن الصوص بـ7000 ليرة، ناهيك عن أجار العمال، ونسب النفوق وغيرها من النثريات، مضيفاً: نعاني أيضاً كمربين من مخاطر عدم وجود تأمين زراعي فعّال، وغياب كميات المياه الكافية، وعدم ترخيص سيارات زراعية قليلة الرسوم، مطالباً أيضاً بالدعم عبر القروض.
مصدر في مديرية زراعة حمص أوضح لـ«غلوبال» بأن وزارة الزراعة قامت بدراسة دقيقة لجميع مشكلات ومطالب مربي الدواجن، وهي بصدد اتخاذ سلسلة من الخطوات لتأمين استمرارية ودعم هذا القطاع، وضمان إدخال مداجن جديدة إلى الاستثمار، أولى تلك الخطوات السماح باستثمار المداجن من ممول غير مالك لها، وخاصة بعد سفر بعض المالكين أو عجزهم عن التمويل، أو حاجة مداجنهم للترميم، أو إلغاء الترخيص الممنوح لهم نتيجة انقطاعهم أكثر من سنة أو سنتين عن الاستثمار الفعلي لمداجنهم، مبيناً بأن ذلك سيمكن المديرية من توجيه الدعم بالشكل الصحيح.
ولفت إلى أن القرار سيضمن تأمين العلف والمازوت المدعوم وحتى الكهرباء للمربين بالتزامن مع وجود المئات منهم ممن ليست لديهم رخص، وكانوا يربون دون تلقي أي دعم، مبيناً بأن ذلك سينعكس على تخفيض التكاليف بنسبة كبيرة ويقلل من السعر على المستهلك.
طريقك الصحيح نحو الحقيقة