ازرعوا الأمل قبل القمح
خاص غلوبال – هني الحمدان
“ازرع الأمل قبل القمح ” مقولة شهيرة خرجت من أفواه نساء ألمانيا، عندما أردن تحفيز بعضهن وتحفيز ما بقي من جيل شباب ألمانيا بعد هزيمتها ودمارها واستسلامها للحلفاء عام 1945.
فمثل هكذا ظروف وأحوال قاسية أولى الخطوات الناجحة هي الاعتماد على الذات قبل أي شيء، فبزراعة الأمل وإدخال السعادة إلى النفوس تفتح للناس فضاءات واسعة من السرور والحبور وانطلاقة سريعة بهم نحو الحياة بحب وشغف.
فجميل إشاعة الأجواء الإيجابية بعد أن وصل الغالبية لحالة من اليأس والقنوط والأسى، فالظرف الاقتصادي والواقع المعيشي الصعب غير الكثير من موازين الحياة والنفوس أيضاً، أفراد ومؤسسات تحتاج إلى جرعات جيدة من بث الروح الإيجابية في النفوس، والنهوض بهم نحو البناء والعمل والإنتاج والابتكار، لتعود مؤسساتنا ودوائر الإنتاج إلى قوة اقتصادية وصناعية وزراعية، ذات فاعلية وإنتاجية.
بعد حالات الإحباط السائدة ليس فقط تلك الموجودة ضمن الأوساط المجتمعية، حتى في مسارب ومسارات الإدارات الرسمية وغيرها تتفاوت مابين الترقب والانتظار، وشعور بفقدان أي أمل بتحسن سريع أو منظور على بعض الصعد والمناحي وخاصة المعيشية منها، وبعد حصول هكذا أحوال وتراجع بمستويات المعيشة وتعطل لحركة العمل والإنتاج، تنفع الالتفاته والاطلاع والأخذ بتجارب دول وشعوب عانت ويلات الحروب والظروف المعيشية الخانقة، كيف وماذا عملت للخروج من أنفاق ضيقة وويلات عصفت بها وانطلقت إلى مجالات أوسع رحابة عملاً وإنتاجاً وإنفراجاً على الشعوب، فزراعة الأمل في النفوس يعد إكسير الحياة، فلولا الأمل ما بنى بان، ولا زرع زارع، ولا أصبح العالم قرية صغيرة، ولولا الأمل لما تحققت الإنجازات على كل المرافق.
هل تتغير مناهج العمل والرؤى، ويتم استبدال نمطيات العمل وآليات الإنتاج تتوافق مع مفرزات الواقع، فلماذا تقبل وتفرض الإدارات قرارات وأسعاراً فاقت الخيال من باب أن التغيرات حصلت على مستوى أسواق العالم، والأخذ بمفرزاتها ضرورة، إلا أن نمطية الأعمال واجتراع أي حلول لا يسير وفق منظومات تحديثية تجديدية، بل قوامه نمطية مقيتة متعبة للمواطن وللمؤسسات ذاتها، حيث التجاهل والتأخر في ابتكار وأخذ حلول تتناغم مع ضغط بعض الأزمات.
الأمل يطرد الفشل، ويبعث الطمأنينة ويزرع الثقة، وماأحوجنا جميعاً لزرع الثقة وتعزيز تشاركية وتوافقية بالآراء وتمازجها لبلورة رؤى وأفكار تكون أكثر قرباً لمشاكلنا وأزمات غدت اليوم أكثر غلاظة وبشاعة.
طريقك الصحيح نحو الحقيقة