خبر عاجل
معتمدو غاز لا يلتزمون بتعميم القبان… جمعية الغاز بدمشق لـ«غلوبال»: وجوده إجباري ومن يضبط يخالف قمّة الأسد – بوتين… هل تلقّت أنقرة الرسالة؟ البعثة السورية تشارك في حفل افتتاح أولمبياد باريس 2024 أسعد فضة يحصل على جائزة الدولة التقديرية في مجال الفنون لعام 2024 الليلة الواحدة بمزرعة بمليون ليرة… خبير أسواق لـ«غلوبال»: المبلغ لا قيمة له والسياحة الشعبية لم تعد للفقير أساساً معاناة حرفية واسعة… مختار المدينة الصناعية بحماة لـ«غلوبال»: كثرة السرقات تزيد خسائرنا ولم يخصص الحرفيون بمساحات في توسع المدينة عدو مشترك يهدد حياتنا! سوق الهال وسوء الأحوال انخفاض درجات الحرارة… الحالة الجوية المتوقعة حجيرة عطشى منذ شهرين… رئيس البلدية لـ«غلوبال»: مؤسسة المياه لا تتجاوب
تاريخ اليوم
خبر عاجل | رأي و تحليل | نيوز

العشائر تنتفض بوجه “قسد”… مشروع وطني يواجه الانفصالي

خاص غلوبال – شادية إسبر

فشلت ميليشيا “قسد” بعد محاولات على مدى سنوات بدعم أمريكي لا محدود في أن تكون بألوان المجتمع المحلي في الجزيرة السورية، بقيت “الأداة الصفراء” بيد واشنطن أو كما وصفت مؤخراً “داعش الصفراء”، التي داعب الأمريكيون حلمها القديم العنصري الانفصالي، ليتم استخدامها كمخفر متقدم لهم، ولتغطية لصوصيتهم للثروات السورية.

اليوم كل مواقع “قسد” هدف مشروع في انتفاضة شعبية فجّرتها هبّة عشائرية في ريف دير الزور، حيث أكدت العشائر العربية بأن مشروعها الوطني لا يقبل بوجود الاحتلال الأميركي وأدواته، والمسألة أكبر من خلافات داخلية بين ميليشيا ما تسمى “قوات سوريا الديمقراطية” واختصاراً “قسد” المدعومة أمريكياً وما يسمى “المجلس العسكري في دير الزور” الذي كانت بنادقه إلى ما قبل نحو ثلاثة أيام فقط بجانب “قسد”، لتتحول بنادق الطرفين إلى المواجهة.
الشرارة بدأت يوم غدرت “قسد” الأحد الماضي (26 آب 2023)، بما يسمى “رئيس مجلس دير الزور العسكري” التابع لها أحمد الخبيل الملقب “أبو خولة” وعدد من أعضاء فصيله، بعد استدراجهم لحضور اجتماع ثم احتجازهم، بالتزامن مع إطلاقها حملة حاصرت خلالها عائلات، وألقت القبض على عدد من “قيادات المجلس” بعد مداهمة منازلهم في حيي خشمان والعزيزية في مدينة الحسكة، وأطلقت الرصاص العشوائي في مدن وبلدات ريف دير الزور ما تسبب بقتلى وجرحى، لتدخل المنطقة في اشتباكات متواصلة بين العشائر العربية و”مجلس دير الزور العسكري” من جهة و”قسد” من جهة أخرى، في أرياف دير الزور الشمالية والغربية.

قناع آخر يسقط، و”قسد” المتهمة بمحاولة تصفية المكون العربي في المنطقة، وفرض الأجندات الانفصالية بالسطوة المرتكزة على القوة الأمريكية، باتت مدانة بالدليل القطعي، والميليشيا المستندة إلى السلاح الأمريكي، أمام واقع جديد سيفرضه سلاح القوة الشعبية لأبناء منطقة الجزيرة السورية.

شيوخ ووجهاء عشائر ريف دير الزور، أصدروا بياناً (الثلاثاء 29 آب 2023)، أمهلوا فيه كلاً من “تحالف واشنطن” و”قسد” مهلة 12 ساعة للإفراج عن الموقوفين، وفك الطوق عن العوائل المحاصرة في الحسكة، وإلا فالنفير العام”.

نفير بدأ منذ ساعات الصباح (الأربعاء 30 آب 2023) وسط تصاعد وتسارع الأحداث وارتفاع منسوب التوتر، وفي تصرف متوقع، أصدرت ميليشيا “قسد” بياناً عـزلت فيه أحمد الخبيل من “قيادة مجلس دير الزور العـسكري”، في تتويج لصراعات لم تكن وليدة اليوم أو الفترة القريبة الماضية، بل هي حالة أعمق من توتر أو خلاف بينهم، في وقت تتواصل فيه الاشتباكات والمظاهرات ضدها، وتتسع رقعة المقاومة الشعبية الداعية لطرد الميليشيا وداعمها الأمريكي وإسقاط مخططهم الانفصالي، حتى أن أبناء القبائل الذين كانوا سابقاً في صفوف “قسد”، انضموا إلى أبناء العشائر للقتال معهم وتحرير المنطقة من الاحتلال الأمريكي بواجهته الكردية، لتكون النتائج على الأرض خلال أيام ثلاثة طرد مسلحي الميليشيا من قرى ومناطق عدة واستمرار القتال.

وفي تصرف مريب ومتوقع، يقف الاحتلال الأمريكي متفرّجاً، قواته تراقب الأوضاع من بعيد وعينها على المتقاتلين “قسد ومجلسها العسكري” وهما صنع يديه، دون إغفال أنه خلال الفترة الماضية تواترت أنباء عن اجتماعات عقدها عسكريون أمريكيون مع كل من “قسد والمجلس العسكري” بشكل منفصل دون علم الآخر، وسط أنباء تحدثت عن محاولة واشنطن تشكيل فصائل في منطقة الجزيرة تجمعها بفصائل أنقرة وفصائل التنف، في إطار مخطط عدواني تقسيمي جديد، لم تتضح كامل أبعاده خيوطه بعد في الجزيرة السورية.

وفي مشهدية منطقة الجزيرة، قلقة قليلة من أبناء العشائر اشتراهم الأمريكي وأعطاهم صفة شيوخ ووجهاء، وفق ما يؤكد شيوخ وجهاء العشائر العربية الأصلاء الحقيقيون، وهؤلاء القلة تستخدمهم واشنطن كسلعة دعائية للتشويش على المشروع العشائري الوطني الذي يؤكد أبناء العشائر تمسكهم به، وفي مشهدية منطقة الجزيرة أيضاً، المكون الكردي عبر التاريخ كجزء من النسيج الوطني السوري، وقلقة أيضاً منه باعوا أنفسهم للأمريكي وخرجوا عن الوطن والمنطق والتاريخ، ليكون المشهد اليوم في منطقة الجزيرة، رغم ألم القتال والفوضى، فرصة كبرى لأبنائها كي يعيدوا الأمور إلى نصابها، فهم أصحاب الأرض والحق بوطنهم وثرواته، وهم الأكثر دراية والأقوى والأجدر بأن يدحروا عن ترابهم كل محتل وعميل وخائن.

طريقك الصحيح نحو الحقيقة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *