خبر عاجل
معتمدو غاز لا يلتزمون بتعميم القبان… جمعية الغاز بدمشق لـ«غلوبال»: وجوده إجباري ومن يضبط يخالف قمّة الأسد – بوتين… هل تلقّت أنقرة الرسالة؟ البعثة السورية تشارك في حفل افتتاح أولمبياد باريس 2024 أسعد فضة يحصل على جائزة الدولة التقديرية في مجال الفنون لعام 2024 الليلة الواحدة بمزرعة بمليون ليرة… خبير أسواق لـ«غلوبال»: المبلغ لا قيمة له والسياحة الشعبية لم تعد للفقير أساساً معاناة حرفية واسعة… مختار المدينة الصناعية بحماة لـ«غلوبال»: كثرة السرقات تزيد خسائرنا ولم يخصص الحرفيون بمساحات في توسع المدينة عدو مشترك يهدد حياتنا! سوق الهال وسوء الأحوال انخفاض درجات الحرارة… الحالة الجوية المتوقعة حجيرة عطشى منذ شهرين… رئيس البلدية لـ«غلوبال»: مؤسسة المياه لا تتجاوب
تاريخ اليوم
حوادث | خبر عاجل | نيوز

رصاص «الحمقى» يحوّل أفراح السوريين لموت

خاص شيكة غلوبال الإعلامية

من المؤكّد أن جميعنا يبحث عن السعادة وعن لحظة فرح  يمكن له أن يسرقها في ظل ظروف صعبة تعيشها البلاد، لكنّ محاولاتنا للفرح وطريقة تعبيرنا عنه أحيانا قد تودي بحياتنا وتحوّل أفراحنا إلى مآتم، لا سيما عندما يتحول التعبير لاندفاع و مبالغة قد تتجاوز حدود العقل، لتكون النتيجة خسارة الارواح.

هذا بالضبط مايحصل في سورية اليوم بكل مناسبة هي أساسا خلقت لنفرح، فقد درجت العادة “ولا نعلم من ابتكرها” أنّه و بعد كل مناسبة وطنية أو رياضية أو اجتماعية  نشهد إطلاقاً عشوائياً للنار في الهواء دون أن نكترث في كل مرة بسقوط الضحايا والمصابين, و ضاربين بعرض الحائط أيضا التحذيرات الحكومية أو إقلاق راحة الناس.

في الأمس، لم يكن يعلم الشاب والطفل الذين سقطا ضحايا رصاص “شعب طائش” في حلب وحمص، أن السماء تمطر أعيرة نارية وموتا طائشا، ولم يكن أهاليهم على علم بأنهم على موعد مع مأساة مغلفة بزغاريد فرح، مأساة إطارها رصاصة اخترقت أجساد أبنائهم وهم يبحثون عن السعادة.

و السؤال هنا، من أعطاكم الحق أيها الحمقى بإزهاق أرواح أناس أبرياء برصاص المباهاة التي تعيشونها؟ من أين جئتم بكل هذا الرصاص، في الوقت الذي خسرنا فيه على مدى سنين الأزمة جنوداً في الجيش السوري كانت الرصاصة المفقودة منهم منقذاً لأرواحهم؟ لماذا لم توفروا رصاصكم لهؤلاء الجنود؟ كم من مثال أمام أعينكم رأيتموه لشباب أنهت حياتهم رصاصة غدر طائشة دون تتعظوا؟ من أعطاكم الحق بإفساد أفراحنا  للتعبير عن فرحكم بأسلوب غبي، قلب حياة أسر لحزن وعزاء؟ ألم تفكروا أن رصاص  الفرح هو نفسه قد يكون رصاص الموت، الذي يقنص ضحاياه ويسلبهم الحياة؟ كم من أناس أبرياء كانوا بعيدين عن أماكن إطلاق النار سقطت العيارات النارية عليهم، و قتلتهم؟ والسؤال الأهم، هل أصبحتم أبطالا بإطلاق النار؟

جميل هو الفرح، والأجمل أن نستمتع بأفراحنا، التي نحن بحاجة لها جميعاً، و لكن ليس من حقكم أن تفرحوا بطرق تؤذي الآخرين، نحن اليوم نقول لكل من لايفكر بعقبى أعماله، نحن في غنى عن سماع صوت إطلاق النار سواء بالأفراح أو غيرها، وهذه العادّة كفوا عنها فهي أفحش وسيلة للتعبير عن الفرح، وخطر لا داعي له، وسلوك غير أخلاقي ولا حضاري.

“لا تقتلونا بأفراحكم”، هي نداء و صرخة لأمّ ثكلى، برصاصة رعناء اخترقت جسد ابنها، أمّ يصدح صوتها استغاثة لإيقاف طيشكم، رصاص ابتهاجكم ينهش ضحاياه، و ينزل على صدورنا ورؤوسنا موتا، ضقنا ذرعا  به، فتوقفوا عنه, توقفوا عن لعبة الموت.

أود أن اختم حديثي بشئ جميعنا يتذكره، حدث مؤلم دغدغ مشاعرنا جميعا، أوّد أن أسرده علّ رصاصتكم تعرف أيّ طريق تختار، حادثة كانت بمثابة بمثابة طعنة خنجر في صدورنا:  “بخاطرك سيدي، الذخيرة خلصت، سورية أمانة برقبتكم”، هذه الكلمات قالها رئيس مفرزة الأمن العسكري في جسر الشغور بريف إدلب الشهيد فداء أحمد “أبو يعرب” في اتصال مع أحد الضباط،، تلك المجزرة التي عاشها الجيش السوري في إدلب وراح ضحيتها أكثر من 120عسكرياً في 5 حزيران 2011, بعد نفاذ ذخيرتهم.

هذه هي الرصاصة وهنا مكانها لمواجهة عدونا وليس لنقتل أنفسنا بها، الرصاصة التي لم يعرف قيمتها الحقيقية سوى الجندي الذي يواجه الموت في كل لحظة، فأرجوكم وفروا رصاصتكم لمن هم بحاجة لها.

طريقك الصحيح نحو الحقيقة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *