صورة طلبة صغار يجلسون على الأرض في مدرسة بحلب تثير جدلاً وانتقاداً…ومدير التربية ينفي لـ«غلوبال»: غير واقعية وعممنا على المدراء تزويدنا باحتياجات المدارس من المقاعد قبل انطلاق العام الدراسي
خاص حلب – رحاب الإبراهيم
قامت الدنيا ولم تقعد في مدينة حلب اليوم، بعد انتشار صورة على الموقع الأزرق “الفيسبوك” لمدرسة في المرحلة الابتدائية تجلس الطلبة الأطفال على الأرض، من دون معرفة أين تتواجد هذه المدرسة في مناطق المدينة، وبمعزل عن إذا كانت الصورة صحيحة أم لا، وهل هي مصورة خلال هذا العام أو في وقت سابق، لا يمكن نكران الصعوبات الكثيرة التي تعتري سير القطاع التربوي في العاصمة الاقتصادية وخاصة بعد تضرر عدد كبير من المدارس جراء الزلزال وبعده عقب تحويل عدد من المدارس بلغ عددها 120 مدرسة لتكون مراكز إيواء، ما أدى إلى إلحاق خسائر كبيرة في المقاعد تحديداً.
تشويش وإساءة
رغم هذا الواقع الصعب، الذي ترك بصماته على تأمين مستلزمات العام الدراسي بالشكل المطلوب، وخاصة في ظل قلة الإمكانات المادية، لا يفترض بأي حال من الأحوال السماح بجلوس الطلبة على الأرض من دون مقاعد مهما كان الوضع قاسياً في حال كانت الصورة المنشورة حقيقية، وهو ما نفاه لـ«غلوبال» مدير تربية حلب مصطفى عبد الغني، الذي شدد وبكامل ثقته على أن الصورة المنشورة غير صحيحة وغير واقعية بالنظر إلى حيثيات الصورة نفسها، فبرأيه يوجد سبعة طلاب يجلسون على الأرض، بينما يوجد مقعد خلفهم فارغ وضع عليه حقيبة خاصة بالمعلمة وأشياء أخرى، بينما يظهر في الصورة الثانية بأن طلاب المرحلة الابتدائية موجودون في مستودع أو مخبر، وهذا ممنوع بالمطلق في المرحلة التعليمية، معتبراً بأن هذه الصورة هدفها التشويش على سير العملية التربوية بحلب والإساءة للحكومة وليس للقطاع التربوي بحلب فقط.
ولفت عبد الغني إلى الظروف الصعبة التي يعانيها القطاع التربوي في حلب والقائمون عليه، فعلى قوله “نعمل بأظفارنا للتمكن من تأمين كافة مستلزمات العملية التربوية نتيجة ضعف الإمكانات وتضرر المدارس الكبير عقب الزلزال، حيث يوجد 1018 مدرسة متضررة من أصل 1881 مدرسة ريفاً ومدينة”.
تضرر كبير
وأضاف عبد الغني: في بداية العام الدراسي الجديد وضعت في الخدمة 147 مدرسة بعد ترميمها بالتعاون مع بعض المنظمات الدولية والجمعيات المحلية، وسيتم الانتهاء من ترميم 347 مدرسة وستوضع في الخدمة خلال الفترة القادمة، علماً بأن المدارس المتضررة جزئياً أعيد إصلاحها وتمت إزالة عوامل الخطورة على الطلبة من أجل استكمال العملية التربوية.
وبين بأن ضرر هذه المدارس تسبب في زيادة الضغط على المدارس، لذا عمد إلى نظام الفوجين الصباحي والمسائي من أجل استيعاب الطلبة كافة، مع اللجوء إلى وضع 3 طلبة في مقعد واحد، نافياً بالمطلق عدم تزويد المدارس بحاجتها من المقاعد.
جرد بالاحتياجات
وقال عبد الغني: قبل انطلاق العام الدراسي عمم إلى كافة مدراء المدارس للقيام بجرد احتياجات مدارسهم من المقاعد من أجل تزويدهم بها، وقد أرسل كل مدير احتياجاته بغية تزويده بها فوراً رغم التكلفة الكبيرة لقاء تأمينها، مشيراً إلى تزويد أغلب المدارس باحتياجاتها من المقاعد على أن يستدرك النقص في كل مدرسة.
حسب المتوافر
وفيما يخص الكتب المهترئة التي وزعت على الطلاب، شدد مدير تربية حلب على أن توزيع الكتب المدورة ينطبق على المحافظات السورية كافة وليس محافظة حلب فقط بسبب الظروف الصعبة وتكاليف الطباعة الكبير، مشيراً إلى أن كل الكتب متوافرة، علماً بأنه بناء على تعميم من وزارة التربية وزع على طلاب الصف الأول والثاني كتب جديدة بنسبة 75% و25% مدور، على أن تصل النسبة إلى 100% جديد، ومن الصف الثالث إلى الثالث الاعدادي، 50% جديد و50 مدور، لافتاً إلى أنه ستصل دفعات جديدة من الكتب المدرسية ستوزع على الطلبة بعد استبدال الكتب المهترئة، مؤكداً على التنسيق بصورة مستمرة مع مؤسسة المطبوعات من أجل تزويد التربية بالكتب المدرسية حسب المتوافر لتوزيعها على الطلبة أيضاً.
وأكد عبد الغني إطلاق مبادرة “كتابك أمانة”، التي تتمحور على قيام مديرية التربية عبر مدارسها في إصلاح وتجليد الكتب المدورة وتأهيلها قدر الإمكان، لكن بالمطلق وزعت كل الكتب الموجودة في المستودعات.
سوق سوداء للكتب
وعند سؤاله عن وجود سوق سوداء للكتب المدرسية تباع بأسعار مرتفعة، قد تكون مسربة من مستودعات التربية، أكد عبد الغني توزيع كل الكتب الموجودة في المستودعات، مشيراً إلى أن أي نقص في الكتب الموزعة على المدراء تظهر من خلال عمليات الاستلام والتسليم، وبالتالي في حال وجود أي نقص وتبيان وجود تسريب بطريقة غير قانونية ستتم المحاسبة بحزم والتعامل مع المخالفين على أساس تهريب مواد مدعومة، فتهريب الكتاب المدرسي والاتجار به يعامل كالمواد المدعومة الأخرى، لذا ستكون العقوبة ضمن العقوبات الاقتصادية الرادعة.
طريقك الصحيح نحو الحقيقة