خبر عاجل
معتمدو غاز لا يلتزمون بتعميم القبان… جمعية الغاز بدمشق لـ«غلوبال»: وجوده إجباري ومن يضبط يخالف قمّة الأسد – بوتين… هل تلقّت أنقرة الرسالة؟ البعثة السورية تشارك في حفل افتتاح أولمبياد باريس 2024 أسعد فضة يحصل على جائزة الدولة التقديرية في مجال الفنون لعام 2024 الليلة الواحدة بمزرعة بمليون ليرة… خبير أسواق لـ«غلوبال»: المبلغ لا قيمة له والسياحة الشعبية لم تعد للفقير أساساً معاناة حرفية واسعة… مختار المدينة الصناعية بحماة لـ«غلوبال»: كثرة السرقات تزيد خسائرنا ولم يخصص الحرفيون بمساحات في توسع المدينة عدو مشترك يهدد حياتنا! سوق الهال وسوء الأحوال انخفاض درجات الحرارة… الحالة الجوية المتوقعة حجيرة عطشى منذ شهرين… رئيس البلدية لـ«غلوبال»: مؤسسة المياه لا تتجاوب
تاريخ اليوم
خبر عاجل | رأي و تحليل | نيوز

ماذا فعلنا بأنفسنا جلادون وضحايا معاً؟! 

خاص غلوبال – هني الحمدان  

إذا أردت أن تحكم على مجتمع أي مجتمع كان، انظر وتفحص جيداً لمن يتقدمون الصفوف، دقق بقائمة “الكبار”، إسأل لمن تقام المهرجانات ومن يحظى فيها بالتكريم، وإذا أمكن أن تسير في جنازة عالم كبير، فلا تنس أن تحصي أعداد المشيعين، ستكتشف في كل مرة، أننا فعلنا بأنفسنا أسوأ مافعلته بنا الإدارات الرسمية، وأن التغيير ما لم يمر بأنفسنا ومجتمعاتنا فإنه لن ينزل علينا بالبراشوت، وقد تكتشف بأن “التفاهة “أحكمت علينا قبضتها وأن “الفرجة” شكلت صورة ما لمجتمعنا، وأفرزت منا أرخص مافينا، وربما تستكشف أننا مازلنا نعاني من”الشيزوفرينيا “والنفاق الاجتماعي، وأصبحنا جلادين وضحايا معاً.

لم تعد وقائع مايحصل من غرابات في جل الأوساط ولم يعد مظهر أن يحظى فنان ما أو فنانة كشفت عن أحد ساقيها أو بينت بعض من مفاتن قوامها بتلك الحفاوة والتكريم، أكثر مما يحظى العلماء والمثقفون وأساتذة الجامعات والإعلاميون وغيرهم من قادة الرأي والمشورة والفكر، لاأجد إجابة محددة، ولا أنا بموقع الحسد لأي إنسان مهما كانت صنعته وأناقته، ربما يستحق أمثال هؤلاء بالإقبال الجماهيري وجمهور المعجبين الذي يحملهم على الأكتاف ويصفق لهم بحرارة، وأحياناً قد تجد جهات تطوعت لاستقبالهم والترويج لفلسفاتهم فقط من باب الظهور إلى جانبهم.

والسؤال: هل الاحتفالات تنصرف نحو الفنون النظيفة بما تشكله من روافع  لقضايا الناس والوطن، أم إنه يتعلق بأشخاص محددين اكتسبوا الشهرة، حتى ولو أنهم افتقدوا القيمة الفنية والأخلاقية..

المشاهدات لبعض الوقائع الحاصلة بين الحين والآخر تؤكد بأن مايفعله الكثيرون لا يتجاوز حدود ” التسطيح ” لأولوياتنا وأوجاعنا، نحن من أهملنا فنوننا الوطنية الصحيحة، تركنا مايهمنا أولاً ومايصحح الإعوجاجات التي كثرت وباتت معرقلة لأي تقدم نجهد بالمال والجهد ترجمته حيزاً ملموساً، نتسابق لكي نغطي على حالات تقصيرنا بصور مغشوشة، قدما أمثال هؤلاء الشخصيات كملهمين لأبنائنا، فأصبحوا قدوات لهم، نحن أهملنا وتجاهلنا صناع الثقافة والفكر والعلم الذين يمثلوننا حقيقة، ولم نقدر مكانة  الرجال والأبطال الحقيقيين فاستبدلناهم بآخرين.

عندما تتشوه الذائقة العامة في أي مجتمع وتتراجع مساطرها ومعاييرها يحصل ذلك وأكثر، لنلوم أنفسنا أولاً، نحن كمجتمع مسؤولون عن اختياراتنا وإعجاباتنا، وهنا نحن يمكن أن نصنع التفاهة، ونحن يمكن أن نطردها ونصنع بدلاً عنها الجدية واحترام القيم وتقدير المؤثرين والملهمين وأصحاب الرأي والقرار الحصيف، فلا تستطيع الإدارات الرسمية بأن تجبرنا لنصفق وننساق وراء نجوم من كرتون، أو التدافع لشراء تذكرة سعرها بالآلاف لمطرب عابر، فأي سخافات وصلنا لها..؟!

فيما لا يتحرك إلا القليل القليل منا لحضور ندوة اقتصادية عن أي موضوع اقتصادي وحتى معيشي أو ندوة ثقافية، أو عرض لإنجاز علمي، أو تكريم شخص أفنى عمره في خدمة وطنه.!.

مشكلات الحياة بشكل عام والمعيشية على الخصوص تتعقد يوماً بعد يوم، وحري بالجميع أفراد ومؤسسات الانتباه جيداً لكل المسائل والمتغيرات التي طرأت على الصعد كافة، بدءاً من علاقات الأسر  فيما بينها وعلاقات وعادات المجتمع، وتسيد طباع وتشوه شبه كامل لمنظومات كانت ديدن الطرق، كفانا من سفاسف الأمور وصغائرها، لننتبه جيداً كيف المآل من خروجنا من نفق الواقع المعيشي المظلم، علنا نلتمس بريقاً ولو كان خافتاً..!.

طريقك الصحيح نحو الحقيقة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *