أزمة الخبز وضعاف النفوس، متى ستنتهي سورية من حصار بعض أبنائها المتلاعبين بقوت الشعب؟
يبدو انّ الأزمات في سورية على اختلاف أنواعها تكون رصدا في أوقات معينة من السنة، لمن يلاحظ ذلك، ففي كلّ عام إن عدتم بالذاكرة إلى الوراء نشهد في هذه الفترات من السنة أزمات للخبز والغاز والمازوت، وربّما يقل الحديث عنها لأن الناس اعتادت أن الأمر مرهون بالتوريدات الخارجية، كون سورية باتت مستوردا للطحين والوقود بشكل أساس.
أزمة خبز جديدة تلوح بوادرها في بعض المحافظات، وتجّلت بشكل واضح في محافظة حلب، وهنا اذا ما توقفنا عند الأسباب لا بد من الوقوف على عوامل الأزمة بشقيها.
فالأزمات برأينا على اختلافها، ليست خارجية فقط، فبعض ضعاف النفوس من المتاجرين بلقمة عيش المواطن، هم أكبر المتسببين بالأزمات، والدليل على ذلك أطنان الطحين التي يتم ضبطها يوميا لدى المتلاعبين برغيف الخبز، بهدف المتاجرة بها، هذا عدا عن كميات الخبز اليابس الكبيرة التي بدل أن تكون خبزا للمواطنين أتلفوها لتتحول لمواد علفية.
جهاد السمّان مدير مخابز حلب قال إنّ أسباب الازدحام على الأفران لا يعود لنقص المخصصات، بل يعود لضعاف النفوس الذين يتاجرون بالخبز كعلف، إضافة للمعتمدين الذين لا يقومون بإيصال مادة الخبز لمستحقيها المخصصين من قبل التجارة وحماية المستهلك.
ونوّه السمّان لإذاعة “المدينة اف ام”، بأنه يومياً في مدينة حلب يتم توزيع 130 ألف ربطة للمعتمدين والمعتمدين يقومون بالتلاعب بهذه الكميات عن طريق توزيع قسم منها والبقية يتم التلاعب بها عن طريق وجود بطاقات من الريف وتُخرّج على أساس وجودها في المدينة ما يسبب بازدحام مضاعف.
السؤال الذي يطرح نفسه هنا، هل حقاً هؤلاء المستنفعين من الأزمة السورية هم فرحين بالحال الذي آلت إليه البلاد؟ وهل حقّا لا يعلمون فحش أخلاقهم؟ وكيف يستسيغون أن يطعما أولادهم لقمة إنسان تسببوا في جوعه؟ وهذا ليس درس في الأخلاق، لا بل صحوة نتمناها لضعاف النفوس، علّهم يتذكرون أنّ هذا بلدهم وعليهم التكاتف لمقاومة الحصار الخارجي، لا أن يكونوا سببا في الحصار الداخليّ والخارجي.
طريقك الصحيح نحو الحقيقة