خبر عاجل
الفيفا يوافق على تمثيل 3 محترفين لمنتخبنا الوطني يامن الحجلي يفتح النار على منتقدي الحلقات الأخيرة من “ولاد بديعة” لاوس تحتضن مباراة منتخبنا الوطني مع كوريا الشمالية ارتفاع تدريجي على درجات الحرارة… درجات الحرارة المتوقعة لا وجود لـ”لنكشات” والأسئلة شاملة وتناسب جميع المستويات… مدير الإمتحانات بوزارة التربية لـ «غلوبال»: تجهيز أكثر من 5 آلاف مركز بالمحافظات رغم استمرار قرار تصدير ذكور العواس.. تسريبات عن نية استيراد ملايين من رؤوس العجل والغنم… رئيس جمعية القصابين بدمشق لـ«غلوبال»:سيكون له أثر إيجابي إن صحت المعلومات الحديقة الآمنة في حضر تحسن بيئة الطفل… مدير الشؤون الاجتماعية بالقنيطرة لـ«غلوبال»: تتيح لهم ممارسة مختلف الأنشطة صيفاً وشتاء استجابة لما طرحته «غلوبال» حول معاناة قاطنين بالبحدلية… مصدر في كهرباء السيدة زينب: تمت صيانة العطل وإعادة التيار إلى وضعه الطبيعي وزارة الداخلية: وفاة ثلاثة أشقاء وإصابة شخص رابع جراء إطلاق النار عليهم في محافظة حلب نفس اقتصادي جديد!
تاريخ اليوم
خبر عاجل | رأي و تحليل | نيوز

أمريكا هشّة جداً من الداخل!

خاص غلوبال ـ علي عبود

يستشهد منظرو فرضية نشوب حرب أمريكية أهلية قريبة في بلادهم بعدد من الأحداث والقرارات والإجراءات والمواقف الرئاسية للتأكيد على أن أمريكا أصبحت هشة جداً من الداخل، وبأن الرئيس السابق دونالد ترامب يزيد من هشاشتها يوماً بعد يوم، وكأنه يؤسس لحرب أهلية، بل يستعجل نشوبها إن لم يكن في حال رسوبه في الانتخابات الرئاسية القادمة، فحتماً ستنشب خلال الـ 15 سنة القادمة!.

بتاريخ 21/8/2017 نشرت مجلة (ذا نيويوركر) مقالاً تضمن شهادات لمؤرخين وخبراء وكُتَّاب تحذر من أن أمريكا على شفا الوقوع في أتون “حرب أهلية” جديدة، ولكن بشكل مختلف، مشيرين إلى أن أحداث العنف والوحشية العنصرية التي تشهدها مدن أمريكية، وكان أبرزها أحداث مدينة تشارلوتسفيل، واقتحام الكونغرس..الخ تكشف هشاشة الولايات المتحدة.

وفي مقالها بمجلة (ذا نيويوركر)، تنقل الكاتبة الأمريكية روبن رايت، عن العسكري السابق والدبلوماسي الأمريكي (كيث ماينز)، مخاوفه من أن بلاده على شفا حرب أهلية.

وقالت الكاتبة: إن ماينز الذي قضى مسيرته المهنية في إجراء أبحاثٍ عن حروبٍ أهلية في بلدان أخرى، عاد بعد 16 عامًا إلى بلاده ليجد “أن الظروف التي كان يراها تؤجج نزاعاتٍ في الدول الأخرى ظاهرة الآن في وطنه، وصار هذا هاجساً يطارده”.

وأشارت الكاتبة الأمريكية إلى أن ماينز كان واحداً من عدة خبراءٍ في الأمن الوطني طلبت منهم مجلة (فورين بوليسي) تقييم مخاطر نشوب حربٍ أهلية ثانية، بالنسب المئوية، ليؤكد أن الولايات المتحدة تواجه خطر نشوب حرب أهلية بنسبة 60% في غضون فترةٍ تتراوح بين الأعوام العشرة والخمسة عشر المقبلة، وتراوحت توقعات خبراء آخرين بين 5% و95%، فيما بلغت نسبة الإجماع الواقعي 35%.

ولفتت الكتابة إلى أن هذه التوقعات كانت قبل 5 أشهر من حادثة “تشارلوتسفيل” التي اندلعت يومي 11 و12 آب عام 1917 بولاية فرجينيا، وتصاعدت في الأعوام التالية إلى أن بلغت ذروتها باقتحام أنصار ترامب للكونغرس الأمريكي بعد إعلان رسوبه في انتخابات 2020.

ونوهت الكاتبة إلى أن الحرب الأهلية لم تعد تتخذ الصورة التقليدية القديمة من معارك منظمة بين جانبين، وإنما أصبح الكثير منها اشتباكاتٍ منخفضة الحدة مع أحداث عنفٍ عرضية في المناطق المتأججة باستمرار، وهو ما يتوافق بشكل كبير مع ما تشهده الولايات المتحدة في السنوات العشر الماضية.

وتبيّن الكاتبة أن ماينز عرَّف الحرب الأهلية على أنها عنف واسع النطاق يتضمن رفض السلطة السياسية التقليدية، ويقتضي تعامل الحرس الوطني معه، مشيرة إلى أنه في 12 آب 2017، وضع حاكم فرجينيا الديمقراطي تيري ماكوليف الحرس الوطني في حالة تأهب وأعلن حالة الطوارئ.

وحول دور الرئيس الأمريكي السابق ترامب في تأجيج هذا العنف الممهد للحرب الأهلية، رأى ماينز أن ترامب “جعل العنف وسيلة نموذجية لإحراز تقدمات سياسية، وأجاز البلطجة أثناء حملته الانتخابية (السابقة) وبعدها، وانطلاقاً من أحداث العنف المستمرة، صار اليسار جزءاً لا يتجزأ من ذلك”، وفعلاً هدد ترامب مؤخراً باندلاع حمامات دم إن لم يفز بانتخابات تشرين الثاني القادمة.

ولفتت الكاتبة رايت إلى أن قلق العامة تجاه احتمال نشوب نزاعٍ جديد وجد متنفساً له في الثقافة الجمعية، ففي نيسان 2017 اختار موقع “أمازون” للتسوق الإلكتروني رواية (American War) – التي تدور أحداثها حول قيام حرب أهلية ثانية – كأحد أفضل الكتب المعروضة للبيع ذلك الشهر.

وكتب رون تشارلز، في عرض للرواية في صحيفة (واشنطن بوست) الأمريكية: “عبر صفحات هذه الرواية المليئة بالندوب تندلع اشتباكات يتوقع الكثيرون بيننا حدوثها بقلق جم في عهد ترامب، أمة تُمزقها أيديولوجيات متضاربة، وتُغربها شكوك راسخة..إنها رواية مؤثرة ومرعبة في الوقت ذاته”.

وترى الكاتبة أن ما حدث في تشارلوتسفيل وغيرها من الأحداث القاتلة في مدن فيرغسون، وتشارلستون، ودالاس، وسانت بول، وبالتيمور، وباتون روغ، والإسكندرية الأمريكية، يطرح بشدة التساؤل عن المصير الذي تُساق إليه الولايات المتحدة.

ولفتت إلى أن أحداث تشارلوتسفيل ”لم تكن أول مظاهرة قام بها اليمين البديل المزعوم، ولن تكون الأخيرة، فقد جرى التخطيط لتسعة تجمعات مشابهة”.

وحذّرت رايت من أن الأخطار الآن باتت أكبر من مجرد مجموعة حوادث عنف، ونقلت عن (مركز قانون الحاجة الجنوبي) تأكيده في تقرير أصدره في شباط 2017 أن ”اليمين المتطرف حقق نجاحاتٍ في دخول التيار العام السياسي في سنة 2016 أكثر مما حقَّقه على مدار نصف قرن”، موثقاً أكثر من 900 مجموعة كراهية (والعدد يتزايد) في الولايات المتحدة.

الخلاصة: عندما ينتزع الرئيس السابق تأييد كتلة صلبة من المتعصبين والعنصريين البيض لايقل عددها عن 40 مليون، فإن هذا يؤكد هشاشة أمريكا من الداخل، وبأن فرضية اندلاع حرب أهلية بات قريباً سواء عاجلاً أم في الأمد المنظور سواء فاز أم رسب ترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية التي قد تكون الأخيرة قبل انهيار الإمبراطورية الأمريكية العظمى!.

طريقك الصحيح نحو الحقيقة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *