ازمة الدواء تعود إلى الواجهة، والمواطن أمام خيارين أحلاهما مرّ
خلال الأيام الماضية علت أصوات أصحاب معامل الأدوية الخاصة في سورية، مطالبين برفع أسعار الزمر الدوائية بنسبة 100 بالمئة، مهددين بأن عدم رفع الأسعار سيتسبب بفقدان العديد من الأدوية بالأسواق، وطبعا وزارة الصحة “الأم الحنون” استجابت لمطالبهم صباح اليوم، وقامت برفع أسعار بعض أصناف الأدوية.
كما ان وزارة الصحة، لم تخيّب ظن نقيبة صيادلة سورية، وفاء كيتشي، التي تحدثت حسب صحيفة الوطن، خلال الأيام الماضية حول فقدان بعض أصناف الأدوية من الأسواق ومطالبات النقابة برفع سعر الأدوية.
وقالت كيتشي أن النقابة رفعت منذ 3 أشهر كتاباً لوزارة الصحة، تضمن توصيف الواقع الدوائي الذي يؤكد وجود انقطاع في العديد من الزمر الدوائية، مضيفةً أن الكرة اليوم أصبحت في ملعب الوزارة التي تنتظرها النقابة لإيجاد الحل.
هذا الحديث، دفع الكثير من المواطنين للتهافت إلى الصيدليات للحصول على الأدوية استعدادا للأسوأ، حتى لا تكون السوق السوداء و الأدوية المهربة، خيارهم الوحيد؟
اللافت في الأمر، أنه وعلى ما يبدو ان نقيبة الصيادلة نسيت او تناست أن أسعار الدواء في البلاد ارتفعت خلال سنوات لمرات عديدة، مثلها مثل اي سلعة في السوق، في الوقت الذي بقيت فيه دخول المواطنين منخفضة، وفي كل مرة كانت نسبة الارتفاع ١٠٠ ٪، ما تسبب بتراجع قدرة الكثير من الناس عن تأمين أدويتهم خاصة أولئك الذين يعانون من أمراض مزمنة.
هل يمكن ان تشرح لنا كيتشي، سبب وجود سوق سوداء للدواء وأدوية مهربة باسعار قائمة على الاستغلال والسمسرة للمحتاجين؟
الحجج والمبرررات دائما حاضرة، وتقوم على ارتفاع كلف الإنتاج والحصار الاقتصادي وتوقف الكثير من المعامل، وطبعا نحن لسنا ضد الأسباب ولكن أليس المفروض ان تتم اي زيادة ان تقاس بأضعف الإيمان بدخول الناس ولو لمرة واحدة، فكيف اذا كان الأمر بالمرات العديدة.
وهنا نسأل:
أليس الأجدى بنقابة الصيادلة أن تقيس الأمر في ظل ارتفاع الأسعار الفاحش لجميع السلع، وغلاء المعيشة، وتدني الرواتب، والأجور.
هل تذكرت وزارة الصحة بالمرضى الذين يعانون من الأمراض المزمنة، كأمراض القلب والشرايين والسرطان والسكري، الذين يحتاجون الادوية يوميا، فإمّا يشترونها أو يموتون؟
متى ستنتهي بورصة الأسعار التي طالت مبيعات الأدوية، وتمييزه عن بااقي القطاعات، لان المواطن قد يستغني عن الكثير من الأشياء، لكنه لن يستغني عن الدواء؟
وهنا نزّف للمواطن وللأسف باعتذار خجول، بشرى نسيان وزارة الصحة لأمراضكم، وان ادويتكم التي اشتريتوها خلال الأيام الماضية تفاديا لرفع الأسعار، قد تكون منجاتكم لأيام؟
ختاما، نقول بأن القطاع الصحي في سورية، بحاجة لإنقاذ وعلى كل الأطراف المعنية العمل كفريق واحد، وأن تضع نصب أعينها المواطن في المقدمة وقدرته الشرائية، بحيث لا تبقى شعارات، “المواطن أولا” حبرا على ورق.
طريقك الصحيح نحو الحقيقة