خبر عاجل
جريمة جديدة تهز الحسكة… مصادرلـ«غلوبال»: مقتل شاب على يد شقيقه انطلاق المرحلة الثانية من تركيب بوابات الانترنت بريف دمشق… مصدر في الشركة السورية للاتصالات لـ«غلوبال»: سيتم توزيعها على 22 مقسماً اقتراح إلغاء وزارات وإحداث أخرى للمناصب الاقتصادية… خبير لـ«غلوبال»: رؤية مختلفة لشكل الحكومة القادمة في سورية آلية تسعير “لا غالب ولا مغلوب” الفيفا يوافق على تمثيل 3 محترفين لمنتخبنا الوطني يامن الحجلي يفتح النار على منتقدي الحلقات الأخيرة من “ولاد بديعة” لاوس تحتضن مباراة منتخبنا الوطني مع كوريا الشمالية ارتفاع تدريجي على درجات الحرارة… درجات الحرارة المتوقعة لا وجود لـ”لنكشات” والأسئلة شاملة وتناسب جميع المستويات… مدير الإمتحانات بوزارة التربية لـ «غلوبال»: تجهيز أكثر من 5 آلاف مركز بالمحافظات رغم استمرار قرار تصدير ذكور العواس.. تسريبات عن نية استيراد ملايين من رؤوس العجل والغنم… رئيس جمعية القصابين بدمشق لـ«غلوبال»:سيكون له أثر إيجابي إن صحت المعلومات
تاريخ اليوم
خبر عاجل | رأي و تحليل | نيوز

التفخيخ في نيويورك والتفجير في موسكو

خاص غلوبال – محي الدين المحمد

مع أن أمريكا تعلم أكثر من غيرها أن مشروع القرار الذي قدمته يوم أمس لمجلس الأمن ليس قراراً لوقف فوري لإطلاق النار في غزة، وإنما هو قرار مفخخ بالشروط التي لا يمكن تحققها إلا بشق الأنفس، وبعد أسابيع أو أشهر فإن ردود فعلها على موسكو وبكين هي بمثابة التفجير السياسي الذي وصل إلى مرحلة الفجور، مدعيةً أن استخدام “الفيتو” من الدولتين هو لرفضهما قرار وقف إطلاق النار الذي ينتظره العالم منذ أشهر على وقع التعطيل الأمريكي لمشاريع القرارات التي تم تقديمها لمجلس الأمن بـ”الفيتو”، مدعيةً أن وقف إطلاق النار يعني انتصار حماس التي تريد سحقها وإنهاء حاضنتها الشعبية بحرب الإبادة التي تنفذها “إسرائيل” بأحدث وأخطر أسلحة التدمير الأمريكية.

إن المندوبة الأمريكية فضحت نفسها دون أن تشعر عندما أشارت الى مفاوضات الدوحة التي يشارك فيها رئيس المخابرات الأمريكية مع نظرائه من مصر و”إسرائيل” ورئيس الوزراء القطري للوصول الى هدنة إنسانية وتبادل للأسرى، ووزير الخارجية الأمريكي الذي بشّر بمشروع القرار يتابع زياراته المكوكية في الشرق الأوسط لإقناع العرب بالتطبيع ونتنياهو بعدم القيام باجتياح رفح حالياً، ويعطيه اقتراحات لتنفيذها قبل الاجتياح، وكأنه يقول: إنه لا وقف لإطلاق النار ولا اعتراض على اجتياح رفح، وإنما الاعتراض على الخطة.

ترى على من “تضحك” واشنطن؟، لو كانت تريد فعلاً وقف إطلاق النار، ولو أنها مقتنعة بأن “إسرائيل” ستلتزم بتنفيذ القرار فلماذا يزور بلنكن “إسرائيل” التي لم تكن مدرجة على جدول زيارته الحالية؟.

لقد تعودت واشنطن أن تفخخ القرارات التي تصدر عن مجلس الأمن قبل إقرارها، وتستخدم العبارات والأساليب التي يمكن تفسيرها وفق المصلحة الأمريكية – الإسرائيلية، لكن موسكو وبكين والمجموعة العربية ممثلة بالجزائر فوتت الفرصة، وأبطلت مفعول التفخيخ قبل أن يصدر قرار يدعو لوقف إطلاق النار ظاهرياً لاستثماره لدى الرأي العام الأمريكي والعالمي الرافض للحرب، ويمدد فرص القتل والإبادة إلى أن تحقق أمريكا و”إسرائيل” أهدافها المعلنة بالقضاء على حماس التي لا يمكن أن تتحقق إلا بتدمير كامل قطاع غزة وبإبادة الشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية.

لكن وللأسف فإن النجاح الروسي الصيني الجزائري في تفكيك وإلغاء مشروع القرار الأمريكي المفخخ، قابلة التفجير الإرهابي الإجرامي الذي قامت به عصابات حليفة لواشنطن، ويعلم العالم أنه سواء كان تنظيم “داعش” الذي تبنى العملية التي خلفت المئات من الضحايا والجرحى، أو تنظيم آخر فإن أمريكا هي الراعية والمحرضة على تنفيذ هذا الإجرام الذي يهدف الى نشر الفوضى والهلع حول العالم تحقيقاً لمصالحها الإمبريالية.

وفي تزامن مريب أعلنت طالبان التي سلمتها أمريكا كامل الأمور في أفغانستان افتتاح عامها الدراسي للذكور، وحرمان النساء من دخول المدارس وخاصة بعد البلوغ، في قرار يؤكد إعادة أفغانستان إلى المراحل البدائية من تاريخ البشرية وكأن الوجود الأمريكي في أفغانستان ولمدة عشرين عاماً، كان فقط لتهيئة الظروف لطالبان كي تعيد البلاد قروناً إلى الوراء، ولتصبح الملاذ الآمن للتنظيمات الإرهابية التي تستثمرها واشنطن في بلاد الله الآمنة، كما استثمرتها يوم أمس في مركز تجاري قرب موسكو، وكانت واشنطن ولندن على علم مسبق بالعملية الإجرامية وفق إتهامات الرئيس الصربي للدولتين.

لم تكن أمريكا تريد وقفاً فورياً لإطلاق النار، وإنما كانت تريد أن تحمّل حماس والشعب الفلسطيني مسؤولية الجرائم المروعة التي ترتكبها “إسرائيل”، وأن تطلق الأسرى دون صفقة تبادل، مع منح “إسرائيل” مزيداً من الوقت لقتل ما تبقى من الغزاويين، وهذا ما يعلمه الجميع وأدى إلى تحضير قرارين آخرين سيعرضان على التصويت اعتباراً من اليوم الاثنين، ويتضمنان دعوة صريحة لوقف فوري ودائم لإطلاق النار، فهل ستوافق واشنطن على أحدهما، أم ستستخدم “الفيتو”؟.

طريقك الصحيح نحو الحقيقة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *