خبر عاجل
سوسن ميخائيل: “مجبورة اطلع ع التيك توك بدي عيش” سعر المعدن الأصفر الجديد “يشل” أسواقه الثلاثة بحلب… صاغة الذهب لـ«غلوبال»: حركة البيع محدودة ولا أثر إيجابي لتخفيض رسم الانفاق الاستهلاكي بعد زيادة نسبة الضريبة  تسجيل نحو مئة مهمة حريق بأقل من شهر… فوج إطفاء دمشق لـ«غلوبال»: 27 وفاة و 36 إصابة بحوادث مختلفة منذ بداية العام لتاريخه الرئيس الأسد يلتقي الرئيس العراقي ويبحث معه التعاون بين البلدين الحلاق والمرمور يساهمان في فوز العهد ضمن منافسات الدوري اللبناني الرئيس الأسد يلتقي ملك مملكة البحرين الرئيس الأسد يلتقي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي الرئيس الأسد يلتقي ولي العهد السعودي على هامش القمة العربية رحيل المخرج عبد اللطيف عبد الحميد أزمة توريدات أم تقنين إلزامي؟
تاريخ اليوم
خبر عاجل | رأي و تحليل | نيوز

الطلبة يُغيّرون مسار التاريخ!

خاص غلوبال ـ علي عبود

للمرة الثانية بعد حرب فييتنام يبدأ الحراك الطالبي في الجامعات الأمريكية بتغيير مسار التاريخ الذي تحاول الحكومة الأمريكية العميقة فرضه بالقوة العسكرية على العالم.

وإذا كان للمشاركين في الحراك الطالبي في ستينيات القرن الماضي مصلحة أو منفعة ذاتية كرفض الخدمة الإلزامية في الجيش الأمريكي الذي كان منخرطاً في حرب استعمارية ضد الشعب الفيتنامي، فإن الحراك الحالي الذي يتوسع إلى المزيد من الجامعات يتميز بانتفاء أي مصلحة ومنفعة ذاتية للطلاب، فهدفه الأبرز: أوقفوا المساعدات عن “إسرائيل”.. أوقفوا حرب الإبادة ضد الشعب الفلسطيني.

والمسألة ليست عابرة أبدأ، فنحن أمام مسار جديد في داخل الولايات المتحدة، فبالإضافة إلى أنها المرة الأولى التي تؤثر فيها حرب خارجية على خيارات الشعب الأمريكي في الانتخابات الرئاسية، فإننا أمام تغير جذري لارجعة فيها عنوانه: الشعب الأمريكي لم يعد مؤيداً أعمى لـ “إسرائيل”.

ولكي نفهم أبعاد الحراك الطالبي الأمريكي لابد من الإجابة عن السؤال: هل سيغيّر الضغط الطلابي السياسات الأمريكية تجاه “إسرائيل”؟.

قد لايُغيّر الحراك الطلابي السياسات أو الإستراتيجية الأمريكية التي ترى في “إسرائيل” قاعدة عسكرية لفرض الإرادة الأمريكية في المنطقة، لكن من المؤكد أننا بتنا أمام تيارين رئيسيين في أمريكا مختلفين جذرياً حول القضية الفلسطينية: يساري تقدم، ويميني صهيوني!.

طبعاً، الإعلام الأمريكي المدار من الصهيونية لايتحدث عن المستجد في هذا الانقسام الداخلي مابين اليمين واليسار، والذي سببه الحرب الدائرة في غزة وهدفها إبادة الشعب الفلسطيني.

نعم، الخلافات الحادة مابين اليسار الأمريكي الذي تأسسس بفعل الحراك الطالبي في ستينيات القرن الماضي على خلفية معارضة الحرب الأمريكية في فييتنام، تطور إلى معارضة ضد اليمين الأمريكي المنخرط كلياً في الحركة الصهيونية العالمية، وتوجد أعداد وازنة من اليساريين اليهود المعارضين للصهيونية على مرّ العقود الماضية، ولم تكن مصادفة مشاركة عدد كبير من الطلاب اليهود في الحراك الطلاب الحالي، لأنهم كانوا ولا يزالون ينظرون إلى “إسرائيل” ككيان امبريالي معاد للشعب الفلسطيني.

وقد ظهرت في العقود الماضية الكثير من الكتابات والمؤلفات التي تُوثق للعمليات الصهيونية التي استهدفت تخريب النسيج الأمريكي الاجتماعي والسياسي، منها كتاب “الصحوة” للسيناتور الأمريكي السابق ديفيد ديوك، إلا أن اليمين الأمريكي المتصهين لايزال، وسيبقى إلى أمد غير منظور، مهيمن على سياسات الولايات المتحدة الأمريكية وكذراع للبطش والقتل والتدمير للصهيونية العالمية.

وما يُرعب الصهيونية التي تتحدث باسمها “إسرائيل” في الأسابيع الأخيرة في موضوع الحراك الطالبي الأمريكي، أنها المرة الأولى التي يتبنى فيها اليسار الأمريكي قضية خارجية لاعلاقة مباشرة لها بالمجتمع الأمريكي الذي لم يكن يهتم سوى بقضاياه الداخلية!.

سابقاً، لم يكن يهم الصهيونية أو اليمين الأمريكي، الانتقادات التي تأتي من اليسار الأمريكي في مختلف القضايا الداخلية، لكنها المرة الأولى التي يتحرك فيها اليسار لتأييد قضية خارجية، وهي ليست أيّ قضية يُمكن “هضمها”، إنها قضية فلسطين، وبالتالي لم يستطع الرئيس جو بايدن، ولا الحكومة العميقة، ولا اللوبي الصهيوني، ولا “إسرائيل” أن “يهضموا” سماع شعار الحراك الطلابي الذي تردد ـ ولا يزال ـ صداه في جامعات النخبة التي تؤهل القيادات الأمريكية الجديدة: فلسطين حرة من النهر إلى البحر!.

ولو اقتصرت شعارات الحراك الطلابي على المطالبة بوقف إطلاق النار، أو بمنع إبادة الفلسطينيين أو بوقف إمدادات السلاح لـ “إسرائيل”..الخ، لما شنت الإدارة الأمريكية وحكومتها العميقة والصهيونية وإسرائيل حملة أمنية وقمعية مدعومة إعلاميا ضد الحراك الطلابي، ووصفه بتهمة اللاسامية أو بكراهية اليهود..الخ.

نعم، خرجت الأمور عن السيطرة، ولم يعد بمقدور الإدارة الأمريكية “رافعة راية الحريات في العالم”، مهما استخدمت من قوة قمع، ولم يعد بمقدور الصهيونية مهما وجّهت من تهم لشيطنة الحراك الطلابي المناوئ لحرب إبادة الفلسطينيين، ولن يتمكن الكونغرس مهما استجوب من رؤساء وأساتذة الجامعات الأمريكية وتهديدهم بمستقبلهم المهني..الخ، من تغيير المسار الجديد للتاريخ، حتى لو انتهت فعاليات الحراك عاجلاً أم آجلاً، فالطلاب كانوا وسيبقون الأداة الفعالة بتغيير التاريخ!.

الخلاصة: ماحدث قد حدث، ولا عودة للوراء أبداً، فقد أضيفت للمرة الأولى قضية فلسطين “الخارجية” إلى الانقسامات في المجتمع الأمريكي مابين اليسار التقدمي اللاعنصري، واليمين المتصهين العنصري حتى العظم، وهذا يعني أن “إسرائيل” تحولت للمرة الأولى أيضاً إلى قضية خلافية بين الأمريكيين، وهذا يحدث للمرة الأولى أيضاً وأيضاً منذ تأسيسها، والسؤال: هل ستستفيد الأنظمة العربية أو شعوبها من المسار الجديد الذي أحدث شرخاً سيتعمق تدريجياً أكثر فأكثر في المجتمع الأمريكي؟.

وربما السؤال المهم أيضاً: أين الحراك الطلابي في الجامعات العربية والذي افتقدناه منذ “الخريف العربي“ تأييداً للحراك الطلابي الأمريكي، وهم المعنيون أكثر من غيرهم بنصرة فلسطين؟.

طريقك الصحيح نحو الحقيقة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *