الفلتان الاجتماعي والأخلاقي شرّعا باب الانحراف، مدير الشؤون الاجتماعية لـ”غلوبال”: الكثير من الموقوفين “أحداث”، والفقر والتفكك الأسري أبرز أسبابه
لم يكن للانحراف أو التشرد أي مكانٍ في مجتمعنا، ما قبل ٢٠١١ إلا ما ندر، إلاّ أن ظاهرة انحراف الأحداث وجنوحهم، باتت وللأسف نتيجة الأزمة التي عصفت بالبلد تستفحل بشكلِ كبير.
عدد من المهتمين بالشأن الاجتماعي قالوا لـ”غلوبال“، أن الفلتان الاجتماعي والأخلاقي، اللذان باتا اللغة الأكثر انتشاراً حالياً، شرّعا باب الانحراف والجنوح على مصراعيه، أمام جيل الشباب، فمن النادر أن يمر يوماً، ولاسيما هذه الأيام إلا ما نسمع عن جريمة قتلٍ هنا، ومروج مخدرات،ولص هناكْ، ومن المؤسف معظمهم في ريعان الشباب.
وأضافوا أن سقوط هؤلاء في مستنقع الرذيلة، ما كان له ليكون لولا توجه هؤلاء إلى الشارع والزاويا المُظلمةْ ليلتقطهم أصحاب السوابق وتجار الحشيش والمخدرات، فشوارع السويداء أصبحت مملوءة بمئات الحكايا المتكررة يومياً، بدءاً من السلب والخطف بقوة السلاح وانتهاءً بالسرقات شبه اليومية.
المرشدة الإجتماعية عهد العماطوري، قالت لـ”غلوبال“: هؤلاء الأحداث قست عليهم الحياة مبكراً فالمجتمع الذي أصبح مملوءاً بالوحوش البشرية لم يرحمهم أبداً، وجنوحهم تكمن وراءه عدة أسباب، أولها التفكك الأسري، ولاسيما في ظل ظاهرة الطلاق الكبيرة بين الزوجين، ما يدفع الشباب إلى هاوية الضياع ويجعل منهم أرضاً خصبة يرتع فيها الإجرام والتشرد والجنوح، والسبب الثاني هو سوء معاملة الأهل لأبنائهم وعدم إيلائهم الرعاية الكافية.
وأضافت العماطوري: النقطة الأخرى التي تعد عاملاً أساسياً في التشرد توتر العلاقات الأسرية التي مردها إلى الفقر وتزايد أعباء الحياة، إضافة لذلك علينا ألا ننسى أنّ وراء جنوح الأحداث أسباباً نفسية، ففي كثير من الأحيان يلجأ الأطفال للهروب من منازلهم إلى الشارع، ما يؤدي إلى وقوعهم برفاق السوء، مضيفة أن من الأسباب الأخرى أيضاً الجانب الإقتصادي ومؤثراته في الفقر والبطالة والتشغيل وتدني مستوى دخل الفرد.
مدير الشؤون الاجتماعية والعمل في السويداء المهندس سامر بحصاص، بدوره قال لـ”غلوبال“: يبلغ عدد الأحداث الموقفين ١٢ حدث، وجرائم هؤلاء متنوعة /٥/ منهم تعاطي حشيش ومخدرات، وواحد اغتصاب، والباقي سرقة مال عام ” كوابل هاتف وكهرباء”، وبدراسة أسباب جنوحهم تبين مردها إلى رفاق السوء، والتفكك الأسري، وترك المدرسة، حيث تعمل المديرية على إصلاحهم وتأهيلهم.
حكايا سطرها الفقر ونسج حروفها الجهل والتفكك الأسري وأخرجها وأنتجها تجار الأزمات، ومستغلي الحاجات، فعلينا وفي ظل هذا الواقع المملوء بالأشواك والذي لا يخلو دون أدنى شك من الزهور والورود وعبق الياسمين أن نعلم أولادنا الصدق والإخلاص والأمانة ونحذرهم الوقوع في مستنقع الوحل.
طريقك الصحيح نحو الحقيقة