خبر عاجل
الرئيس الأسد يقدم التعازي بوفاة الرئيس الإيراني والوفد المرافق له الحكومة الإيرانية تعلن استشهاد رئيس البلاد وعدد من القادة رابعة الزيات عن علاقتها ب الشعب السوري: “أنا لبنانية سورية” طريقة جديدة للمتاجرة بالمازوت المدعوم…عضو المكتب التنفيذي المختص لـ«غلوبال»: دراسة للتدقيق في تسجيل 5 آلاف سيارة عاملة على المازوت خلال شهرين فقط مشروعان جديدان للنظافة… رئيس مجلس مدينة الحسكة لـ«غلوبال»: إسعافي والآخر طويل الأمد دير الزور تعلن جاهزيتها لموسم تسويق الأقماح… مدير فرع السورية للحبوب لـ«غلوبال»: تجهيز ثلاثة مراكز دائمة الغاز المنزلي إلى مئة يوم رغم الوعود… عضو بالمكتب التنفيذي لمحافظة حمص لـ«غلوبال»: نقص التوريدات حتى النصف ومشاكل فنية سببت التأخير حقول تل شهاب عطشى… مدير المياه بدرعا لـ«غلوبال»: المتابعة مستمرة لرفع التعديات الواقعة على خطوط الدفع والشبكات دعوة أصحاب محال الصاغة لاستكمال إجراءات الربط الإلكتروني… مدير الضرائب لـ«غلوبال»: رسم الإنفاق 1٪ على الصياغة وثمن المواد اعتباراً من حزيران حادثا سير بسبب حريق أعشاب… قائد فوج إطفاء حمص لـ«غلوبال»: توجه آليات الفوج للموقع وحدوث 3 إصابات وخسائر مادية بالمركبات
تاريخ اليوم
خبر عاجل | رأي و تحليل | نيوز

الفيتو القاتل للسلام

خاص غلوبال – شادية إسبر

الفيتو الأمريكي هو الموقف الحقيقي لواشنطن، بعيداً عن كل الجعجعة الإنسانية تجاه الشعب الفلسطيني، فإذا كان منح دولة فلسطين العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، وباتفاق غالبية دول العالم، يستوجب استخدام الفيتو، فإن أي كلام أمريكي سبقه وسيليه بشأن القضية الفلسطينية والسلام في الشرق الأوسط، هو كلام في ظاهره حق وفي حقيقته باطل، ونفاق سياسي لا يقنع أحداً في العالم.

بفيتو قاتل للسلام، أفشلت الولايات المتحدة (18/4/2024) صدور قرار في مجلس الأمن الدولي بمنح دولة فلسطين العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، رغم تصويت 12 من أعضاء المجلس الـ 15 (بما في ذلك دول حليفة للولايات المتحدة مثل فرنسا وكوريا الجنوبية واليابان) لصالح مشروع القرار الذي تقدمت به الجزائر نيابة عن دولة فلسطين والمجموعة العربية.

جلسة التصويت تلك شهدت أيضاً موقفين ليسا غريبين لكنهما يستوجبان التوقف والإشارة إليهما بإصبع الحقيقة أيضاً، إذ امتنعت كل من بريطانيا وسويسرا عن التصويت، فالأولى (بريطانيا) هي من الدول الأعضاء الخمسة الدائمين في مجلس الأمن، ورفع يدها بالرفض يعني فيتو آخر، وقد اختارت الامتناع عن التصويت، فهي تعلم يقيناً أن الفيتو الأمريكي كاف وحاضر تحت الطلب الإسرائيلي، وجريمة بريطانيا التاريخية بحق الشعب الفلسطيني والمنطقة لا تزال دماء ضحايا تنزف طرية، فوعد بلفور المشؤوم أول رصاصة صهيونية أطلقت في صدر فلسطين، كما أن الثانية الممتنعة عن التصويت (سويسرا) هي الأخرى اختارت أن تسير في ركب الناتو، وأسقطت حياديتها بيدها منذ زمن طويل، وتجسّد ذلك ظاهراً في موقفها تجاه الحرب الروسية على النازية الجديدة في أوكرانيا.

لم يكن الفيتو الأمريكي هذا جديداً أو مفاجئاً، فالولايات المتحدة التي قاومت باستمرار أن تصبح فلسطين عضواً كامل العضوية في الأمم المتحدة، كانت أول دولة تعترف بكيان الاحتلال الإسرائيلي كدولة في 14 أيار 1948، وقد استخدمت الفيتو نحو 50 مرة لحمايته، لكن الظروف الراهنة في فلسطين المحتلة، وحرب الإبادة الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة منذ أكثر من ستة أشهر، تجعل لهذا الفيتو أثراً كارثياً مضاعفاً، حيث أتى ضارباً كل مساعي السلام في المنطقة التي يتحدث عنها الجميع، هكذا على الأقل ما يقولونه في التصريحات الرسمية، وتنشده بالتأكيد المطالب الشعبية في المنطقة والعالم، لكن ما الذي فعله ويفعله الأمريكي؟.

لا يمكن قراءة المواقف الأمريكية، فعلاً لا قولاً، تجاه الشعب الفلسطيني سوى أن واشنطن شريك في الجريمة، ومع الدعم اللامحدود عسكرياً واقتصادياً وإعلامياً وسياسياً، استخدمت الفيتو 5 مرات خلال العدوان المتواصل على قطاع غزة منذ السابع من تشرين الأول الماضي، وفي كل مرة كانت تفتح الضوء الأخضر لإسرائيل كي ترتكب المزيد من المجازر بحق الفلسطينيين، وهذا الفيتو ليلة الجمعة تزامن مع تهديد إسرائيلي وصل حد اقتراب التنفيذ لاجتياح رفح جنوب القطاع، المدينة المكتظة بمئات آلاف النازحين، ما يعتبر ضوءاً أخضر جديداً لارتكاب مجازر أكثر دموية.

مجدداً أكد النظام الأمريكي بفعلته أنه غير مسؤول، وفاقد لمصداقيته ولدوره الدولي، ويقدم المصالح الإسرائيلية على الأمن الإقليمي والدولي، ولو كان ذلك على حساب مواطنيه، وضرباً للمسارات التي يرعاها بذاته تحت مسميات مفاوضات واتفاقيات، فالفيتو الأمريكي الرافض لقبول دولة فلسطين عضواً في الأمم المتحدة، أعاد فتح مسألة جدية واشنطن في دعم “حل الدولتين”، المصطلح الذي بدأ الحديث عنه بشكل خاص منذ اتفاقية أوسلو، وهي المسار الذي يعلم الجميع أن واشنطن من تشرف عليه، وأنه لم يصل إلى أي نتيجة حقيقة، بل كان كارثة فعلية على القضية الفلسطينية.

كل هذا يعيد التأكيد بالأدلة والحقائق على أن حقوق الشعب الفلسطيني التاريخية الأصيلة غير القابلة للتصرف، والتي لا تسقط بالتقادم، وتكفلها المواثيق والقوانين الدولية، والحقائق التاريخية، والتي كتبها أبناء الشعب الفلسطيني على ترابه بدماء أبنائه النازفة دون توقف منذ نحو 76 عاماً، لن تعود بضمانة أمريكية أو عبر مفاوضات مع محتل مجرم قاتل غاصب، بل هي حقوق تنتزع على مسارين ميداني وسياسي، بيد مقاوم في أرضه قابض على زناد بندقية، وحليف صادق يدافع عن أصحاب القضية.

طريقك الصحيح نحو الحقيقة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *