النشاط الصناعي تراجع في مدينة حلب خلال 6 أشهر… معاون مدير الصناعة لـ”غلوبال”: متفائلون بالتحسن بسبب الكهرباء
تسببت بيئة العمل “غير المريحة” ضمن ظروف اقتصادية تعد الأقسى منذ جثوم الحرب على حياة السوريين، في إغلاق عدد من المنشآت الصناعية مع هجرة في الظل لعدد من الصناعيين في حلب، بعد رفع أصواتهم عالياً للمطالبة بتأمين مستلزمات الإنتاج الأساسية وضمان الاستمرار في تشغيل المعامل ولو بطاقات أقل، لكن التجاهل ظل سيد الموقف مع زيادة جرعة الضغوط على القطاع الصناعي لناحية رفع تسعيرة الكهرباء ونقص المواد الأولية والمحروقات وغيرها، وأن كان مؤشر التفاؤل ارتفع نسبياً بعد حلحلة مشكلة توفير الكهرباء للمدينة الصناعية في الشيخ نجار والمناطق الصناعية بنسب مختلفة على نحو يسهم في تخفيف طوق المشاكل ويحرك عجلة الإنتاج.
تراجع النشاط الصناعي في مدينة حلب خلال الفترة الماضية يؤكده تقرير صادر عن مديرية صناعة حلب حصل عليه “غلوبال“، حيث أشار التقرير إلى أن المشاريع الصناعية المنفذة بلغت 26 مشروعاً فقط في النصف الأول من العام الحالي، كانت الحصة الأكبر للقطاع النسيجي عبر تنفيذ 9 مشاريع وتلاه القطاع الهندسي بـ8 مشاريع والكيميائي بـ5 مشروعاً وحل القطاع الغذائي في المرتبة الأخيرة بـ4 مشروعاً فقط، علماً أن المشاريع الصناعية بلغت 274 مشروعاً في عام 2021 كان النصيب الأكبر للغذائية بواقع بـ126 مشروعاً ليحل القطاع الهندسي بالمرتبة الثانية بـ92 مشروعاً و31 للقطاع النسيجي والقطاع الكيميائي بـ 25 مشروعاً.
ولا يختلف الأمر كثيراً فيما يتعلق بالقطاع الحرفي، حيث تراجعت المشاريع المنفذة خلال النصف الأول من العام الحالي لتبلغ 13 مشروعاً فقط مقابل 50 مشروعاً حرفياً خلال العام الفائت، و سجلت هذه الفترة تنفيذ مشروع حرفي واحد في القطاع النسيجي ومثله في القطاع الكيمائي في حين قطف القطاع الحرفي الغذائي 8 مشاريع والهندسي 3 مشاريع، علماً أن النصيب الأكبر كان للقطاع الغذائي خلال العام الفائت بواقع 29 مشروعاً والهندسية بـ14 مشروعاً حرفياً والكيميائي بـ4 مشاريع في حين كان النصيب الأقل للقطاع الغذائي بـ3 مشاريع فقط.
واقع تراجع النشاط الصناعي في مدينة حلب أكده معاون مدير الصناعة في حلب المهندس خلف شواخ، الذي بين لـ”غلوبال” أن عدد المنشآت الصناعية في المناطق الصناعية بمعزل عن المنشآت في المدينة الصناعية في الشيخ نجار بلغ 18,367 منشأة صناعية، عازياً السبب في هذا التراجع إلى الظروف الاقتصادية الصعبة القائمة جراء تداعيات الحرب والحصار، إضافة إلى الصعوبات التي يواجهها الصناعيين في تشغيل منشآتهم لناحية تأمين المحروقات والمواد الأولية اللازمة للصناعة وسعر الصرف وأسعار الكهرباء، وأجور النقل، وغيرها من مشاكل أثرت على العمل الصناعي.
وبين شواخ أن مديرية الصناعة في حلب تقدم كل التسهيلات المطلوبة لتشجيع الصناعيين على العمل ضمن هذه الظروف وخاصة فيما يتعلق بالتسهيلات القانونية ومنح التراخيص الإدارية.
وأبدى شواخ تفاؤلاً بتحسن النشاط الصناعي في مدينة حلب وخاصة بعد معالجة مشكلة الكهرباء، التي شهدت تحسناً مقبولاً خلال الفترة الماضية عبر منح المناطق الصناعية كميات أكبر وتزويدها بهذه المادة الأساسية اللازمة للصناعة على مدار 12 ساعة حتى خلال فترة العطلة، متمنياً أن تزداد الكميات المتاحة بحيث تصبح كالمدينة الصناعية في الشيخ نجار التي تمنح الكهرباء على مدار 24 ساعة طيلة أيام الأسبوع.
طريقك الصحيح نحو الحقيقة