خبير اقتصادي: حاولوا أن يجعلوني ناطور في المكان الذي أشغله فاستقلت من منصبي!
نشر الخبير المصرفي والاقتصادي عامر شهدا، تدوينه عبر حسابه الشخصي في فيسبوك موجهة للمعنيين والمسؤولين عن ادارة الاقتصاد، متسائلا عن حقيقة ما يجري؟!.
وقال شهدا:
“الى كل المعنيين والمسؤولين عن ادارة اقتصاد البلاد وخبز العباد،بكل محبه واحترام اتوجه اليكم .متسائلا عن حقيقة ما يجري.
بالبداية سأتكلم عن نفسي حتى لا يفهم من الكلام انني اقصد احد منذ ١٥ عام استقلت من وظيفتي كمدير باحد القطاعات، والسبب الذي لم اكشفه لغاية هذه اللحظه انني شعرت ان البعض بذلك الزمن يحاول ان يجعلني ناطور للمكان الذي اشغله مع احترامي لمهنة الناطور.
بقرارة نفسي قلت ان مسؤوليات الناطور تختلف عن مسؤوليات المركز الذي اشغله، حينها قدمت استقالتي مبرر اياها انها لأسباب خاصه، مع قناعتي ان الشعور بممارسة مهنة الناطور في مكان يستوجب تحمل المسؤولية يعتبر أسائه لي وللمركز الذي اشغله، ويعلم تماما المسؤولون عني من مدير عام ووزير ماذا قدمت، وفي حينها الاعلام وثق ما قدمت وهذا واجبي لخدمة بلدي.
لدي هواية المتابعه للشأن الاقتصادي والنقدين واعتقد ان لدي ارشيف كبير جدا عن تاريخ الاقتصاد السوري وقطاعاته المصرفيه والتجارية والصناعيه، واحب دائما ان استرجع ما يطرحه المسؤولون من كافة المستويات.
اليوم راجعت وسمعت ما قاله السيد الرئيس في اجتماعه مع الحكومة، ما سمعت دفعني لاتسأل عما يجري، ما قاله السيد الرئيس حماه الله بحرفيته.
الاعلام يجب ان يكون جسر بين المواطن والمسؤول وهذه الكلمة تكررت في مناسبات مختلفه، ان لم يدخل الاعلام بطرح الحلول فلن يجد لنفسه موقع بين المواطنين، بالنسبه لنا نحن كمسؤولين نحن أكثر من يستفيد من اي جهة تطرح علينا حلول كي نتبناها ونختصر الزمن ونختصر الجهد على انفسنا وعلى الآخرين .انتهى الاقتباس.
افهم مما قاله السيد الرئيس للحكومة ان الحل لا يمكن ان يختصر بمجموع الحكومة الحل يجب ان يكون مجتمعي، يتطلب تفاعل فكري وطرح ابداعي ومبادرة وحوار للوصول الى تبنيه والاستفاده منه في اختصار الجهد والوقت.
في الواقع بحثت باكثر من وسيله اعلاميه طرحت مجموعه من الحلول والافكار والمبادرات، ومنها ابداعي ومنها ما يتناسب مع وضعنا الاقتصادي المتردي، الا انني بالمقابل لم اقرأ ان هناك من ناقش او حاور هذه الافكار والاقتراحات او تبناها، لم يذكر الاعلام ان هناك من طرح حوار او نقاش حول فكرة او مبادرة، ولكن على العكس باتت الطروحات تقرأ للتصيد، وبات البعض يدعوا المسؤولين لعدم الشعبوية وعدم الخوض في نقاش المواطن، وخلقت هوة بين المواطن والمسؤول عنوانها الافتقار للثقه، وما زاد الطين بله هو قانون الجريمه الالكترونيه والذي جعل الاعلامي الذي حمله السيد الرئيس مسؤولية ان يكون جسر يعيش حالة من الرعب مما ادى الى تخلخل هذا الجسر وباتت الهوة اعمق.
الغريب بالامر ان السيد الرئيس بكلامه الواضح يحمل ما بين سطوره انه لا يريد ان يزيد العبء على الحكومة وانما العبء موزع بين الحكومة والمجتمع ولكن الواقع يقول ان الحكومة متمسكه بان تتحمل العبء دون المواطن ولهذا السبب تتعرض للانتقاد الشديد ولعدم رضى المجتمع عن الاداء والادارة.
غالبا ما نقرأ تصريح لمسؤول بالحكومة ينفي صحة ما يرد بمقال او تحقيق صحفي، و هذا النفي يحمله المسؤولية اكثر ولا يبرئ ساحته، وما يثبت ذلك يمكن ان نسنده لما قاله السيد الرئيس حيث قال: لا يمكن للإعلام ان ينجح مالم تتوفر لديه المعلومه والمعلومه موجوده لدى المؤسسات والوزارات بشكل اساسي، وبالتالي نجاح الاعلام انتم ستكونوا جزء منه وفشل الاعلام انتم ستكونوا جزء منه.
لو ان المسؤول في الحكومة يؤمن بمفهوم الشفافيه واعلنت وزارته المعلومه الصحيحه لما كان هناك حاجه لينفي صحتها اذا وردت بالاعلام، لذلك فتقديم التبرير لا يكفي لنفي المسؤولية، رغم تأكيد السيد الرئيس وامنيته على المسؤولين حيث قال: ان يكون هناك استجابة بكل متطلبات الأعلام / بالمعلومه بالتصريح بالبيان / من غير الممكن او من غير الكافي ان نقوم بعمل دون ان نشرح العمل بالنسبة للناس هو غير ملموس ويصبح ملموس عندما يترافق الواقع مع الحديث مع الشرح، نتمنى ان نعطي هذه النقطة اهمية كبرى، المواطن يهتم بالقرار وبالنتائج وهذا ما يهم المواطن.
من خلال الواقع ارى ان المواطن يتبع كل الطرق لايصال آلامه وتساؤلاته للمسؤول وباي وسيله كانت، ولا يكتفي بذلك بل يطرح افكاره واقتراحاته ومبادراته، وكثيرا ما يتبناها الاعلام وينشرها، ولكن تصطدم بعدم اهتمام المسؤولين لها ولو يتسع الوقت لنشرت آلاف الافكار والتساؤلات والاقتراحات والمبادرات والحلول التي لم تلقى الصدى وبعد فترة ثبت صحتها وصوابيتها ولكن يكون من ضرب ضرب ومن هرب هرب.
متى اضاء الاعلام عن تبني مسؤول لمبادرة ومتى نشر الاعلام ان هناك حوار ونقاش مع صاحب فكرة، ولكي لا اظلم احد فقد تم حوار مع مبادر واعلن مرة او مرتين فقط.
ان ما استغربه هو اصرار الحكومة على تحمل الاعباء وبالتالي جسامة هذه الاعباء جعلها ترتكب اخطاء تخلق اختناقات و ترفع من وتيرة المشكله لتتوه بالنهاية في البحث عن المبررات والمبررات غالبا ما تكون بعيده عن الواقع مما يزيد من هوة عدم الثقه، وهذا الامر دفع المواطن ليسأل: ماذا يجري؟”.
طريقك الصحيح نحو الحقيقة