صحيفة رسمية: الشريحة الغنية استفادت استفادة كبيرة من فاتورة الدعم
مرة جديدة في الدعم الحكومي، دعم كبير تقدمه الدولة لكل شرائح المجتمع ،هدفه واضح، لكن تم استغلاله بصورة سلبية، و السؤال هنا: هل ذهب الدعم إلى طبقة الدخول المحدودة، أم المتوسطة، أم للشريحة الغنية؟!
تكمن الإجابة ببساطة خالصة بأن الشريحة المستهدفة لم تنل حقوقها كاملة، و الشريحة الغنية استفادت استفادة كبيرة من فاتورة الدعم، وماحصل من إشكاليات حول الدعم المفتوح ليس فقط أنه يقتطع جزءاً مهماً من إيرادات الخزينة العامة لصالح سلع غذائية ومواد طاقة، يتساوى فيها الغني والفقير ،وإنما أدى ويؤدي إلى تزايد النهم الاستهلاكي، وتراكم قيمه عاماً بعد عام.
في الدواء يكمن العلاج، وعندما يمرض الإنسان ولو كان فقيراً سيشتري الدواء، وعند الانتهاء ماذا يحصل؟يكون استرد عافيته، وربما يحتاج لعلاج ودواء آخر ، وهنا عليه مساعدة الذات للوصول إلى التعافي التدريجي إذا لم يستطع شراء الدواء، فالغاية من الدعم التعافي ومعالجة الخلل حتى يتعافى المجتمع وخاصة الشريحة المحدودة الدخل من واقع صعب، لا أن يذهب قسم منه لشريحة غير مستحقة.
اليوم بعد ما اعترى الدعم من إشكالات وفي ظل تحديات وصعوبات اقتصادية فإن التوجه إلى ترشيد هذا الدعم، و إيصاله إلى الشريحة المستحقة، بعد دراسات ونقاشات شخّصت الواقع، والمؤشرات التي يجب الانتباه إليها وأن يأخذها الجميع بالحسبان أن دولاً كثيرة سارت على طريق رفع الدعم ودولاً أخرى رفعته تماماً، فالتوجهات الرسمية اليوم تشير إلى أن ما يتم هو ترشيد الدعم وتصويب مساره ،منعاً لأي استغلال، فجهات عديدة استفادت من الدعم وحققت مكاسب وجنت أرباحاً طائلة، بل استغلته لمصلحتها بأنانية مفرطة، لكن يخشى أن رفع الدعم الحكومي أمر قادم، إن لم يكن قريباً فسيكون يوماً ما، ونعيشه واقعاً ملموساً، وهذا لأمر ناتج عن المتغيرات والظروف.
من هنا جاءت الحاجة ملحة لترشيد الدعم وتحسين طرائق إيصاله بدلاً من حالة الفوضى والإهمال القائمة، وصولاً إلى دعم مباشر للمستفيد الحق، والمطمئن أن مايتحقق من وفر عند استبعاد بعض الشرائح ذات الدخول المرتفعة سينعكس إيجاباً على المواطن وتحديداً أنه سيصب في خانة تحسين الأجور والرواتب، قد تكون هذه التحليلات صحيحة من الوجهة الرسمية، لكن على الجميع تفهم ماذا سيحل بمنظومة الإنتاج الزراعي مثلاً ،ومسائل أخرى ترتبط ارتباطاً جوهرياً ببقاء الدعم؟
صحيفة تشرين
طريقك الصحيح نحو الحقيقة