عادات تغيب عن شهر رمضان… أمين سر حماية المستهلك بدمشق لـ«غلوبال»: ضعف القدرة الشرائية سيؤدي إلى نتائج كارثية

خاص غلوبال – علاء كوسا

مع قدوم شهر رمضان المبارك باتت الكثير من العادات والطقوس التي اعتادت الأسر السورية على ممارستها خلال الشهر الفضيل شبه منقرضة، ولاسيما المرتبطة بالمائدة، جراء الظروف الاقتصادية الصعبة.

وجبة السحور والإفطار تكاليفها مرتفعة وتحتاج لمبالغ كبيرة وخارج قدراتي، بهذه الكلمات بدأت زينب طالبة الماجستير في جامعة دمشق وتسكن في المدينة الجامعية بعيداً عن أهلها، وتعمل في أحد المؤسسات الحكومية وتأخد قروشاً على حد قولها، لم يعد لرمضان طقوسه وعاداته تغير كل شيء، حتى مقارنة بالعام الماضي.

وقالت زينب في حديثها لـ«غلوبال»: وجبة الإفطار أصبحت تكلف 50 ألف ليرة في حال كانت الوجبة خفيفة، وهذه التكلفة لا يمكن للكثيرين دفعها، طبعاً هذه الوجبة تفتقر اللحم وغيرها من المكونات ذات الأسعار المرتفعة بالنسبة لي.

بدوره اعتبر أبو أسامة وهو رب لأسرة مكونة من أربعة أشخاص أن أيام رمضان باتت مثلثها مثل باقي أيام السنة، ولم تعد تحتوي على الخصوصية والحميمية في ظل الأعباء المالية الكبيرة، والتي تمنع إقامة أي طقوس فريدة خلال الشهر الفضيل من إقامة العزائم أو حتى القيام بتحضير أكثر من طبخة على الإفطار، والذي أصبح بحسب قول أبو أسامة من المنسيات جراء الغلاء الحاصل وعدم توافق الأسعار مع الدخل بشكل عام.

أمين سر جمعية حماية المستهلك بدمشق والخبير الاقتصادي المهندس عبد الرزاق حبزة أكد في تصريح خاص لـ«غلوبال» أن الكثير من السوريين تخلو عن عادات وطقوس رمضان بسبب ارتفاع الأسعار في الأسوق، لافتاً إلى أن قدوم شهر رمضان المبارك رفع أسعار بعض المواد الأساسية، ما زاد العبء على المواطنين.

وأوضح حبزة أن دخل الموظف لا يكفيه يوماً واحداً، محذراً من أن عدم زيادة القوة الشرائية، ستؤدي إلى نتائج كارثية وتفكيك الأسرة والمجتمع، داعياً الحكومة لتقديم مساعدات مالية عاجلة وفورية لأن وضع المواطن أصبح مؤلماً.

وبالعموم لايزال العديد من السوريين ينتظرون قدوم شهر رمضان للقيام للاحتفاء بمثل هذه الطقوس، على الرغم من أنها أصبحت عبئاً على النسبة الكبيرة منهم، والكثير منهم يضطرون خلال شهر رمضان إلى بيع بعض، مما يمتلكونه في حال توفره للتمكن من تأمين متطلبات شهر رمضان.

طريقك الصحيح نحو الحقيقة