خبر عاجل
عدوان إسرائيلي على ريف دمشق الجريمة الثانية خلال الــ 24 الساعة بمحافظة الحسكة… مصادر لـ«غلوبال»: العثور على جثة امرأة متفسخة بالقامشلي قاطنو عين ترما بريف دمشق يطالبون بإعادة خدمات الهاتف والانترنت… مصدر بالشركة السورية للاتصالات لـ«غلوبال»: أنجزنا 30% من أعمال إعادة التأهيل فاحت ريحة البطاطا المصرية الهلامية! مع تسجيله أعلى ارتفاع منذ نصف قرن… هل يختفي بن الـ”روبستا” من رفوف المحلات… رئيس جمعية المحامص بدمشق لـ«غلوبال»: السوق المحلية تتأثر بالسعر العالمي 11642 هكتاراً مروية من سدود درعا…مدير الموارد المائية لـ«غلوبال»: الكميات المتوافرة ضمن عدّان السقاية وحسب الخطة الزراعية قمحنا العائد ولقمة العيش منح رؤساء الجامعات كافة الصلاحيات… وزير التعليم العالي لـ«غلوبال»: تعديل التقويم الجامعي لتعويض المحاضرات في مختلف الكليات رفح تحتاج تحركاً لاأمنيات الرئيس الأسد يترأس اجتماعا للقيادة المركزية لحزب البعث
تاريخ اليوم
خبر عاجل | رأي و تحليل | نيوز

عيد الفطر ينشط أسواق حلب الراكدة… تجار الألبسة لـ«غلوبال»: الحوالات مكنت العائلات من شراء كسوة العيد

خاص حلب – رحاب الإبراهيم 

قبل أسبوع كانت أسواق مدينة حلب الرئيسية ”تصفر“ تقريباً، فعدد الباعة يفوق عدد الزبائن، باستثناء المحال الغذائية والطعام وتحديداً قبل ساعات الإفطار، فأهل حلب يحاولون قدر الإمكان عيش طقوس شهر رمضان الكريم قدر المستطاع، لكن خلال هذا الأسبوع شهدت هذه الأسواق الراكدة حركة جيدة نسبياً عند النظر إلى الأحوال المعيشية الصعبة وخاصة بعد كارثة الزلزال، وتحديداً في الأسواق الشعبية كون أسعارها أقل رحمة من الأسواق الحديثة المخصصة للفئات محددة فقط.

«غلوبال» جال على عدد من أسواق مدينة حلب ورصد حركة شراء جيدة استعداداً لعيد الفطر السعيد، كسرت الجمود السائد مؤخراً في العاصمة الاقتصادية وخاصة في الأسواق الشعبية الموجهة لذوي الدخل المحدود كأسواق التلل وباب أنطاكية والجلوم، مع ملاحظة عودة أهالي الأرياف للتسوق من هذه الأسواق كما أيام ما قبل الحرب، من دون اكتراث بأزمة النقل، التي كانت تحول دون قدومهم إلى هذه الأسواق التي كانت تعتمد عليهم بنسبة كبيرة، ولاسيما أن نوعية الألبسة وأسعارها عموماً تناسب الطبقة الفقيرة ومتوسطي الدخل.

هذا الواقع استدعى قدوم عائلات مع أطفالها لشراء ألبسة العيد في سوقي الجلوم وباب أنطاكية الأكثر ازدحاماً لدرجة أنه قد لا يجد المرء موطئ قدم للتسوق بشكل مريح، وقد فرشت البسطات بكل مستلزمات العيد أمام مدخل سوق أنطاكية وعلى الأرصفة لدرجة تكاد تغلقه مع ارتفاع أصوات الباعة لدعوة الزبائن للشراء وخاصة مع عرض البضائع بأسعار مخفضة عن أسواق المدينة الأخرى.

مسطرة قياس 
السيدة الأربعينية أم محمد كما عرفت عن نفسها بخجل والقادمة مع أولادها من منطقة السفيرة لشراء ألبسة العيد من سوق الجلوم أكدت لـ«غلوبال» أنها قدمت مع مجموعة من السيدات وأزواجهن من أجل شراء مستلزمات العيد وإدخال الفرح إلى قلوب الأطفال بعد سنوات من القهر والوجع، مشيرة إلى أنه أحياناً يتم الاعتماد على سيدة من العائلة لشراء الألبسة لأفرادها وخاصة الأطفال، حيث يتم إحضار طفل أو أكثر مع هذه السيدة بحيث يكون ”مسطرة“ لقياس الألبسة وشرائها للأطفال الآخرين، فاليوم مع تكلفة النقل الكبيرة لا بد من التفكير بمثل هذه الأمور لتخفيف الأعباء المادية، التي تزداد خلال موسم الأعياد لكن لا بد من عيش طقوسه لإدخال الفرحة إلى العائلة وخاصة لقلوب الأطفال.

حركة جيدة 
تجار الألبسة في الأسواق الشعبية تحديداً بدوا راضين عن تحسن حركة البيع خلال موسم عيد الفطر وإن كانت لا تقارن بأرباحهم حينما كانت أسعار الألبسة أخفض سعراً سابقاً، حيث أكد التاجر محمد قصاص من سوق باب انطاكية أن البيع تحسن في هذه الفترة لكن المشكلة في غلاء الألبسة التي تمنع الزبائن من شراء كل احتياجاتهم، فمثلاً القميص الذي كان سعره 10 آلاف العام الفائت أصبح يباع بـ35 ألف ليرة، وهذا السوق يعتبر سوق جملة ومخصص لذوي الدخل المحدود وخاصة أهل الأرياف، لكن هذه الأسعار تعتبر مرتفعة بالنسبة لهم وتمنع من مجرد التفكير بشراء الألبسة رغم قدومهم للتسوق، حيث يكتفون بالسؤال ويواصلون رحلة البحث عن الأرخص.

يؤيده جاره مصطفى النقش كم في سوق الجلوم بتأكيده أن الحركة في أسواق الألبسة “جيدة” لكنها لا تكفي لتغطية مصارف المحال من إيجار وأجور العاملين، فأحياناً كثيرة يمر اليوم بدون “استفتاحية”، إلا أنه في أسبوع ما قبل عيد الفطر تنشطت الأسواق على نحو ساهم في زيادة نسبة المبيعات رغم غلاء أسعار الألبسة، مرجعاً السبب إلى الحوالات الخارجية، التي مكنت عائلات كثيرة من عيش فرحة العيد وشراء مستلزماته، أما المنحة حتماً كان لها دور لكن ليس بالمستوى الكافي كونها لا تشتري قطعتي ألبسة من النوع المتوسط، بالتالي كان صرفها باتجاه شراء المواد الغذائية.

أسواق الأكابر 
وأيضاً شهدت الأسواق الحديثة أو ما تعرف بمناطق “الأكابر” أو الحديثة كالفرقان والعزيزية، حركة تجارية نسبياً لا تقارن بالأسواق الشعبية نظراً لارتفاع أسعار بضاعتها المعروضة في محالها، التي لا يقدر سوى أصحاب الدخل المرتفع أو الأغنياء الشراء منها، فأقل قطعة ألبسة تباع بين 75-100 ألف ليرة، وزائرها “الدخيل” أن صح التعبير، الذي تجرأ على “دوسها” يبقى وجهه مدهوشاً عند رؤية الأسعار على واجهات المحال بحيث قد تجد بضاعة سعرها أكثر من 200 ألف ليرة، لذلك يقتصر زوارها على الطبقة المخملية أو محدثي النعمة  أو من شحنت جيوبه من أهله في الخارج بتحويلات دسمة.

تصنيفات البالة ..؟ّ!
ولم تجد العائلات الفقيرة والمعدمة وأصحاب الدخل المحدود، بديلاً عن كسوة أطفالهم من البالة، التي غردت أيضاً خارج حساباتهم، فأقل قطعة ألبسة تباع بين 25-50 ألف ليرة، وهذه الأرقام تشكل عبئاً على هذه العائلات، لكنها تبقى أرحم من الألبسة الجاهزة وخاصة في ظل انخفاض جودتها، بحيث تصلح للبس لمرة واحدة فقط، وهو ما تؤكده ميساء ملحم ربة منزل بقولها: أجد ألبسة البالة أفضل من الجديدة لنوعيتها الجيدة وأن كان سعرها متقارب نسبياً معها، لكن في العيد هناك “حسرة” لعد مقدرتنا على شراء الألبسة الجديدة، فالبالة لا تشعر الأطفال أو أي شخص من العائلة بفرحة العيد كونها ألبسة قديمة خلافاً للجديدة، لكن سعر يبقى المتحكم الأساسية في الشراء..

وطبعاً في البالة هناك تصنيفات أيضاً بين أسواق أقل وأعلى سعراً، فسوق باب الجنين يعد سوقاً شعبياً مقارنة بسوق أدونيس، التي تحلق أسعار بضاعته إلى مستويات كبيرة تنافس أسعار الألبسة الجديدة، والحجة دوماً الإيجارات المرتفعة والأمبير وأجور العمال، وطبعاً يدفع المواطن ثمنه من جيبه كالعادة عبر زيادة أسعار البضاعة المعروضة ضعفي سعرها الأساسي، حيث يؤكد أحد باعة البالة الذي فضل عدم ذكر اسمه خوفاً من الجمارك والتموين، بأن أسعار البالة نفسها من مصدرها قبل الحرب، المشكلة الأساسية تكمن في لحظة وصولها إلى أرض البلد، حيث تفرض أتاوات وضرائب وغيرها، إضافة إلى تكاليف عرضها في المحال، ما تسبب في زيادة أسعار البالة، التي لا يخسر تجارها أبداً لكن لا يحققون الربح المطلوب كسنوات ما قبل، ولاسيما في ظل وجود صعوبات ومنغصات يشكو  منها كل تجار وصناعيي مدينة حلب.

طريقك الصحيح نحو الحقيقة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *