غلاء وعتم وبرد!
يلملمُ العام الحالي ورقته الأخيرة من عمره، عامٌ كان ثقيلاً جداً على السوريين، وربما يكون الأسوأ بكل فصوله، ففيه حلّقت الأسعار ووصلت إلى أرقام قياسية لم تشهدها الأسواق من قبل، مع معاناة مريرة ما زالت مستمرة من “الجلطات” الكهربائية التي حوّلت ليالينا إلى ظلام دامس، فيما هناك أكثر من 50% من السوريين لم يحصلوا بعد على مازوت التدفئة في عزّ هذا البرد القارس، وما زاد الطين بلة استمرار انتشار فيروس كورونا بأسمائه الجديدة!.
إذاً “غلاءٌ وعتمٌ وبردٌ” كلمات ثلاث شكّلت المعاناة عند السوريين الصابرين الذين يأملون أن تتكسر أضلاعه في العام القادم على وقع قرارات “حنونة” وحكيمة تحقق ما يريده ويحتاجه المواطن أبو “جيوب مثقوبة”، فالرواتب والمعاشات التقاعدية رغم الزيادة الأخيرة بالكاد تكفي لبضعة أيام، ما يجعل أصحاب الدخل المحدود في ورطة لتأمين مصاريف باقي أيام الشهر!، وربما لا نبالغ بالقول إن السوريين تحمّلوا خلال العام الحالي وقبله ما تنوء عن حمله أكبر الدول، لكنهم صبروا لإيمانهم بحتمية الانتصار واقتراب الفرج “الموعود” بناء على انفراجات بدأنا نلحظها مؤكدة بكلام المعنيين، ما شكّل حالة من “الصمود” ترتّب على الحكومة أن تتعامل بشفافية مع المواطن وبانفتاح على همومه وأن تكون قريبة جداً منه، وأن يكون شعارها في القادم من الأيام الكثير من العمل الجاد وفق خطط محكمة قائمة على خطط وبرامج تنموية مبنية على مسح اجتماعي ومعطيات حقيقية للواقع في كل المجالات، لمعرفة المتطلبات والحاجات الضرورية، وخاصة لجهة الاستمرار في تحسين الوضع المعيشي والواقع الخدمي باعتماد إجراءات نوعية ذات مفعول إيجابي على الأرض تحفّز طاقات المواطنين وتنعش أحلامهم وآمالهم بغد أفضل طال انتظاره.
بالمختصر: “الوطنية تعمل ولا تتكلم”، ومع بداية العام الجديد نريد العمل بعقلية وذهنية وثقافة جديدة تبتكر الحلول العملية لأزمات ومشكلات باتت مزمنة، ولم يعد مقبولاً تكرارها، مع التركيز على استمرار فتح ملفات الفساد ومحاربته بالضرب بيد من حديد لكل من تسوّل له نفسه مخالفة القوانين والأنظمة بهدف تحقيق مصالحه الشخصية الضيقة!، ويبقى الأمل “ببكرا أحلى”.
وكل عام وسورية بخير..
صحيفة البعث – غسان فطوم
طريقك الصحيح نحو الحقيقة