قبض الرواتب في حمص همّ يؤرّق الموظفين شهريا… مديرا المصرفين العقاري والتجاري لـ”غلوبال”: هناك إجراءات قادمة لتخفيف الازدحام قدر الإمكان؟!
“هذه الصرافات صُنعت لخدمتنا وليس لنقف أمامها مع بداية كل صباح نستجدي راتباً لم يعد كافياً حتى لسد الرمق” بهذه العبارة اختصر المواطن (ف.ا) رحلته الصعبة لقبض مرتبه الشهري عند بداية كل شهر، من صرافات مدينة حمص.
عشرات الأشخاص ينتظرون يوميا أمام المصرف في استمرار لمشهد الطوابير(اللي صايرة موضة بالبلد وكتير دارجة) لقبض رواتبهم، يحشرون بعضهم كيوم الحشر في سبيل عدم العودة بخفي حنين والاضطرار لتكرار المعاناة في اليوم التالي، فالراتب على تواضعه ما يزال السند لغالبية الموظفين من ذوي الدخل المحدود، ولكن عملية قبضه يستحيل خلوها من المنغصات، فتارة قطع للتيار الكهربائي وتارةً أخرى الشبكة غير متوفرة وأحيانا الأموال غير موجودة أصلاً.
قلة عدد الصرّافات الآلية في مدينة حمص وساعات الانتظار الطويلة، فتح باباً جديداً للسمسرة حيث برز عدد من الأشخاص ممن امتهنوا قبض الرواتب عبر جمع البطاقات والتعامل مع أحد الموظفين داخل المصرف، مقابل مبلغ مالي معين عن كل بطاقة، في ظاهرة يعتبرها البعض طريقاً جديداً للفساد في حين يرى فيها آخرون الوسيلة الأمثل لتلافي الوقوف لساعات أمام الصراف.
الحال في الريف ليس أفضل، فالصرافات قد تتعطل لفترات طويلة دون أن تجد من يصلحها، ما يجبر الأهالي على تكبد عناء السفر إلى المدينة.
مدير المصرف العقاري في حمص عصام نحاس، أكد لـ”غلوبال”، عدم وجود ازدحام خارج أيام القبض، مؤكداً وجود /12/ صراف يقدم الخدمة في أحياء المدينة والريف، لافتاً إلى أن المصرف يسعى للتخفيف من الازدحام أمام الصرافات لذلك أحدث نقاط سحب للمصرف العقاري في مراكز المؤسسة العامة للبريد تتيح للمتقاعدين سحب رواتبهم في مناطقهم وهي موزعة في المدينة والريف.
واعتبر نحاس، أن التقنين الكهربائي وعدم وجود قطع بديلة وخروج الصرافات في مراكز خدمة المواطن عن الخدمة عند قطع الكهرباء دون تشغيل مولدات من أهم المشاكل التي يعاني منها المصرف.
الحال في المصرف التجاري أكثر سوءا، فالازدحام على قدم وساق، حيث أشار مدير المصرف التجاري /3/ مجد حبوش لـ”غلوبال”، إلى السعي الحثيث لتلافيه من خلال عدة إجراءات منها وضع نقاط بيع في جميع المصارف التجارية لقبض الرواتب دون اللجوء إلى الصرافات فضلاً عن إعادة تفعيل خدمة الدفع الالكتروني في عدد من المحال تتيح الدفع عن طريق بطاقة الصراف بدل الدفع النقدي (وكأن راتب الموظف يكفي للبقاء أصلاً بالبطاقة)، كاشفاً عن انتشارها الكبير خلال المرحلة القادمة(الله يبشرك بالخير).
وأكد أن المصرف استطاع التعاقد مع شركة صينية قدمت للمصرف عدد جديد من الصرافات، فضلاً عن أنها ستؤمن القطع للصرافات العاطلة والتي ستعود للخدمة خلال فترة قريبة جداً.
و بالنسبة للسمسرة، أكد مديرا المصرفان أن حل هذه المشكلة بيد المواطن، لعدم القدرة على ضبط هذه الظاهرة، بسبب تموضع الصرافات خارج المصرف وبأن على المواطن الإبلاغ عن هذه الحالات.
الحديث مع مدراء المصارف يجعلك تشعر أن الأمور تحت السيطرة وبأنك ستخرج ولن تجد من ينتظر لساعات لقبض راتبه ولكن الواقع أمرّ بكثير ويحتاج إلى حلول عاجلة.
طريقك الصحيح نحو الحقيقة